اختراعات وُصِفت بـ «البدعة».. غيّرت العالم
في العام 1879، وصف العالمُ الرائد ورئيس مؤسسة «ستيفنز» للتكنولوجيا هنري مورتون، أحدَ الأشخاص بـ «الفاشل». كان ذلك الرجل توماس إديسون مخترع المصباح الكهربائي.
وقد ثبُت خطأ اعتقاده، واتضح أن المصباح الكهربائي اختراع مبهر. لكن تصريح مورتون كان كاشفاً. فأحياناً يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت الاختراعات الجديدة ستنجح أم ستفشل، إذ إن التنبؤ بمصير الاختراعات الجديدة يعني التنبؤ بالتغيرات الاجتماعية والتكنولوجية الأوسع نطاقاً، وهذا أمر شديد الصعوبة.
غير أن إديسون لم يكن الأخير الذي قوبل بالصد، فهناك بعض الاختراعات المهمة الأخرى التي شكَّك البعض في نجاحها بادئ الأمر.
1 ـ الدراجات
تعتبر الدراجات إحدى وسائل التنقل الرئيسية اليوم، لكنها كانت في البداية تعتبر موضة راقية. ولهذا ظن البعض أنها لن تستمر طويلاً.
لقد كان صعود الدراجات سريعاً: في 20 آب من العام 1890، وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية ركوب الدراجة بأنه بدعة مثيرة لفتيات الطبقة الراقية وليست مخصصة للفقراء. وقد زاد الجنون بها بسبب التقدم التكنولوجي، حيث غدت الدراجات بعجلات كبيرة تشبه تلك التي نراها اليوم. وقد تسارع نمو ركوب الدراجات إلى الحد الذي دفع «واشنطن بوست» ذاتها في 29 شباط العام 1896 إلى وصفها بـ «الرياضة القومية».
لكن تلك البدعة اختفت، ففي 17 آب من العام 1902، وصفت الصحيفة الأميركية ركوب الدراجات بالموضة العابرة، فقد ظن منتقدوها بأنها غير آمنة ويستحيل تطويرها وغير عملية للاستخدام اليومي.
وفي كانون الأول من العام 1906، قالت صحيفة «ذي نيويورك سن»: «تلاشت بدعة ركوب الدراجات، لكن القليلين ما زالوا يركبونها استحضاراً للأيام الخوالي عندما كان ركوب الدراجات موضة».
2 ـ السيارات
في العام 1902، وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية السيارات بأنها غير عملية. ولكن مع تلاشي بدعة السيارات، كان النقاد والمحللون على علم بالابتكار الكبير التالي في مجال النقل.
أوضحت الصحيفة أن «سعر السيارات لن يكون مناسباً أبداً بما يجعلها شائعة الاستخدام مثل الدراجات»، ما جعل وضع نظم نقل باستخدام السيارات يبدو غريباً.
وفي العام ذاته، كانت لجنة الطرق الصلبة التابعة لنادي السيارات الأميركي تتحايل لإنشاء نظام للطرق السريعة الصلبة، الأمر الذي صعب من الاعتقاد بنجاح السيارة.
لكنها نجحت. فبمجرد أن لجأ هنري فورد إلى إنتاج السيارات على نطاق واسع، انخفض سعرها وأصبحت وسيلة النقل الرئيسية.
3 ـ طلاء الأظفار السائل
في العام 1917، اخترعت «كوتكس» طلاء الأظفار السائل، لكن استغرق الأمر بعض الوقت حتى ذاع صيته. وبعد عشر سنوات، قالت «نيويورك تايمز» إنه بدعة قادمة من لندن. وقبلها بعام، كتبت الصحافية فيولا باريس في مجلة «فوغ» تقييماً للاختراع الجديد قائلة: «يحوم حوله بعض الشك في عقول العديد من النساء حول ما إذا كان طلاء الأظفار يسبب الأذى بأي شكل، أو على الأقل ليس جيداً للأظفار مثل البودرة أو معجون الأظفار».
أخيرًا، لم يكن طلاء الأظفار السائل مجرد بدعة عابرة، بل إن التحسين من جودته وطرق تسويقه ومزاياه الواضحة عن البودرة والمعجون جعلته ينتشر بقوة.
4 ـ الأفلام السينمائية الناطقة
في العام 1928، بدا جوزيف شنيك رئيس مؤسسة «الفنانون المتحدون» واثقاً من أن الصور الناطقة كانت مجرد بدعة. وبرغم اعترافه بأن المؤثرات الصوتية ربما تكون مفيدة، إلا أنه شعر بأنه يجري تضخيم الأمر.
لكن في النهاية ثبُت أن الأفلام السينمائية الناطقة لها ضرورة أكثر من الوسائط الأخرى. وقد تأقلم الجمهور عليها، وتطورت تكنولوجيا تسجيل الصوت، ولمع جيل جديد من نجوم هوليوود.
5 ـ الكومبيوتر المحمول
في العام 1985، تحدثت «نيويورك تايمز» عن زوال اختراع واعد، ألا وهو الكومبيوترات المحمولة. شككت الصحيفة في الأجهزة الجديدة بسبب ثقل وزنها وثمنها الباهظ وقصر عمر بطاريتها، ما صعب من تخيل رؤيتها تنتشر على نطاق واسع.
استغرق الأمر بعض الوقت حتى تصبح الكمبيوترات المحمولة عملية، لكن التكنولوجيا تحسنت، ما جعلها أخف وأكثر تحملاً وأسهل في الاستخدام.
(«فوكس»)
إضافة تعليق جديد