اجتماع دولي غداً في باريس حول المستقبل السياسي للموصل بعد هزيمة داعش

19-10-2016

اجتماع دولي غداً في باريس حول المستقبل السياسي للموصل بعد هزيمة داعش

أعلنت الخارجية العراقية أن الوفد التركي الرسمي الذي وصل إلى بغداد الاثنين للتفاوض من أجل انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية قدم أفكاراً بهذا الخصوص، إلا أنها لم ترق إلى مستوى الاستجابة لمطلب العراق، بأن على تركيا سحب قواتها من معسكر بعشيقة واحترام سيادة العراق.
يأتي ذلك على حين أكدت بيانات صادرة عن الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية أنه تمت في المجمل استعادة 20 قرية من تنظيم داعش إلى الشرق والجنوب والجنوب الشرقي من الموصل.
وأضافت الخارجية العراقية: إن بغداد تؤكد اعتمادها على قواتها الوطنية في عملية تحرير الموصل وفي عدم السماح بوجود قوات أجنبية مقاتلة على الأراضي العراقية.
إلى ذلك أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أمس أن طائرات حربية تركية شاركت في العمليات التي ينفذها الجيش العراقي والتحالف الدولي في الموصل.
وقال في خطاب متلفز: إن «قواتنا الجوية شاركت في العمليات الجوية التي يقوم بها التحالف في الموصل» من دون ذكر توضيحات حول نطاق أو طبيعة هذا التدخل، وأضاف: إن أي جهة تتخذ خطوات في المنطقة من دون أخذ تركيا في الاعتبار ستكون «ترتكب خطأً كبيراً».
بدوره قال البنتاغون ليل الإثنين الثلاثاء: إن اليوم الأول من عملية استعادة مدينة الموصل من تنظيم «داعش» الإرهابي سار كما هو متوقع، محذراً في الوقت نفسه من أن هذا الهجوم «صعب ويمكن أن يستغرق وقتاً».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك خلال مؤتمر صحفي: «المؤشرات الأولى تدل على أن القوات العراقية تمكنت من تحقيق أهدافها حتى الآن، وأنها تسير بحسب الموعد المحدد لهذا اليوم الأول». في الوقت نفسه، تستعد المنظمات الإغاثية لمواجهة أزمة نزوح كبيرة.
ومن جانبه أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالن أمس أن تنظيم «داعش» «يهزم» في العراق مع بدء المعركة لاستعادة مدينة الموصل.
وقال الوزير أمام مجلس العموم في لندن: «عندما توجهت إلى بغداد وأربيل قبل ثلاثة أسابيع كان ضباط كبار عراقيون ومن التحالف يضعون خططهم لمعركة الموصل»، وأضاف: «إنهم واثقون جداً ومن الواضح أن داعش يهزم»، مؤكداً أن استعادة ثاني مدن العراق من تنظيم «داعش» سيستغرق وقتاً.
ونوه فالن: «لن تكون عملية سريعة ويمكننا توقع معارك شرسة مع داعش في محاولة لإبقاء التنظيم سيطرته على المدينة»، مؤكداً أن القوات البريطانية تؤمن «تغطية جوية كثيفة» للقوات العراقية، ولفت إلى أن «هزيمة داعش على الأجل البعيد ستساهم في جعل شوارع بريطانيا وأوروبا أكثر أماناً».
ومن جهته حذر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أمس من أن معركة استعادة مدينة الموصل العراقية من أيدي تنظيم «داعش» يمكن أن تستمر «عدة أسابيع أو حتى أشهر».
وقال خلال زيارة إلى معرض صناعات الدفاع البحرية «يورونافال» في بورجيه قرب باريس: «إنها معركة ستكون طويلة، وليست حرباً خاطفة. وستستمر لفترة طويلة، عدة أسابيع أو حتى لأشهر».
وأكد الوزير الفرنسي على الأهمية التي يوليها التحالف الدولي وخصوصاً فرنسا لدعم القوات العراقية من أجل استعادة الموصل. وقال: «إنها بؤرة عدونا. انطلاقاً من الموصل والرقة دبرت الاعتداءات التي وقعنا ضحايا لها وتدبر خططاً أخرى»، وأضاف: «لذلك يجب ضربهم وهذا ما سنفعله مع العراقيين بدعم من التحالف».
وذكر لودريان بأنه سيجتمع مع نظرائه في التحالف ضد تنظيم «داعش» بمن فيهم الأميركي آشتون كارتر في 25 تشرين الأول في باريس «لمناقشة سير العمليات»، وأضاف: إنه يجب أيضاً «إعداد ما سيجري بعد المعركة».
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرلوت أعلن أمس أن فرنسا والعراق سينظمان غداً الخميس في باريس اجتماعاً وزارياً بحضور عشرين دولة «لتحضير المستقبل السياسي» للموصل بعد الهجوم.
وقال لودريان: إن «قوات التحالف مثل فرنسا، هي لدعم (…) القوات الموجودة على الأرض، في المعركة، هي القوات العراقية والبشمركة» أي المقاتلين الأكراد.
ميدانياً أعلنت القوات الحكومية العراقية والقوات الكردية أمس إحراز تقدم في أول أربع وعشرين ساعة من هجوم لاستعادة الموصل آخر معقل لتنظيم داعش في العراق.
وبدأت قوات الجيش العراقي والبشمركة الكردية التحرك صوب الموصل فجر الإثنين تحت غطاء جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. ويهاجم الجيش العراقي الموصل من الجبهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية في حين تشن قوات البشمركة هجومها على الجبهة الشرقية.
وقالت قوات البشمركة التي انتشرت أيضاً شمالي وشمال شرقي المدينة: إنها أمنت «شريطاً كبيراً» من الطريق الذي يمتد لمسافة 80 كيلو متراً بين عاصمتها أربيل والموصل التي تبعد نحو ساعة بالسيارة إلى الغرب.
وقال البيان الكردي: إن طائرات حربية تابعة للتحالف هاجمت 17 موقعاً لداعش دعماً لعملية البشمركة في منطقة مليئة بالألغام. وأضاف: إن أربع سيارات ملغومة على الأقل دُمرت.
ولم ترد أي إشارة في البيانات العراقية أو الكردية إلى عدد الضحايا في صفوف العسكريين أو من المدنيين.
في غضون ذلك تظاهر عشرات العراقيين أمام السفارة التركية في بغداد احتجاجاً على الوجود العسكري التركي، حاملين لافتات تندد بوجود القوات التركية في العراق، وسط إجراءات أمنية مشددة شملت قطع طرق ونشر قوات لحماية المبنى.
وهتف المتظاهرون الذين رفعوا بمعظمهم أعلاماً عراقية «كلا.. كلا للمحتل» و«كلا.. كلا أردوغان»، في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...