اجتماع بين مسؤول اميركي واركان المعارضة السورية سبق الاسبوع السوري الدامي

يروي هاربون من مدينة حمص السورية ان قوات الامن التابعة للنظام تشن منذ يومين حملة أمنية وصفوها بالشرسة في شوارع وحارات حمص القديمة الواقعة شرقي القلعة. ووصف هؤلاء ما يجري في مدينتهم بأنه "الحملة الأمنية الاوسع والاعنف"، وقد زاد في شراستها قيام عدد من المجموعات المسلحة التي تقود الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد باستحداث تحصينات في تلك الشوارع الضيقة.
وكشفت الهاربون أنّ أجهزة الامن المحلية حاصرت عشرات المسلحين في الحارات المذكورة بدعم مباشر من القوات الخاصة التابعة للجيش السوري. كما لاحظ هؤلاء ان المحتجين او المسلجين يستخدمون قذائف صاروخية، وهم يهاجمون الاليات العسكرية في حي باب السباع.
وذكرت المصادر ان يوم "جمعة احفاد الوليد" يعتبر من اكثر الايام التي شهدها الجيش دموية واستنزافا. فقد بلغت عدد  اصاباته اكثر من عشرة قتلى وعشرات الجرحى، ولم تقل خسائر القوى الأمنية وقوى حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية عن ذلك.
في موازاة التطورات الامنية التي تجمع على خطورتها المصادر كافة، لاسيما بعد ان انتقلت ولو بخجل إلى بعض احياء العاصمة دمشق، تكشف معلومات صحافية تركية ان مصدرا رفيع المستوى في "حزب العدالة والتنمية" التركي ذكر ان مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية الجديد، الجنرال ديفيد بترايوس، التقى معارضين سوريين من "مؤتمر الإنقاذ الوطني" في انقرة صباح الثلاثاء الماضي. وكان بترايوس، الذي سيتسلم مهمته رسميا في ايلول المقبل، وصل إلى العاصمة التركية بشكل مفاجئ يوم الإثنين الماضي بينما كان في طريقه من افغانستان إلى المانيا بعد أن سلم قيادة القوات الاميركية في افغانستان إلى خلفه الجنرال جون آلن. وبحسب المصدر، فإن زيارة بترايوس لم تكن مقررة، وانما جاءت بناء على طلب الحكومة التركية.
وقد استغل وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو الوجود المفاجئ للجنرال الأميركي في انقرة واجتماعه به صباح الإثنين من اجل ترتيب اجتماع عاجل له مع وفد من المعارضين السوريين المشاركين في "مؤتمر الإنقاذ الوطني "في اسطمبول. واكد المصدر ان عددا من المعارضين السوريين جرى احضارهم يوم الإثنين من مكان  مؤتمرهم، إلى انقرة، علما ان مدير الاستخبارات التركية، حاقان فيدان، لم يحضر المؤتمر بالنظر لان بترايوس لم يتسلم منصبه رسميا بعد. وقد فرض هذا التطور على منظمي المؤتمر، البقاء في تركيا يومين إضافيين بعد انتهاء أعمال مؤتمرهم. وأشار المصدر إلى أن بترايوس "ابدى دعمه خلال الاجتماع لفكرة تشكيل حكومة سورية في المنفى يضطلع الاخوان المسلمون وحلفاؤهم بدور قيادي فيها، مشيرا إلى أن اللجنة المنبثقة عن المؤتمر المذكور ستبدأ اتصالاتها من أجل تشكيل هذه الحكومة قريبا، رغم أن فكرة الحكومة كانت قد جوبهت بمعارضة من بعض أعضاء المؤتمر و قوى سورية معارضة أخرى.
واستنادا إلى هذا التقرير اذا جاز التعبير، تعرب المصادر عن اعتقادها بان الاحداث في سوريا قد تشهد المزيد من التطورات، في ظل اشتداد الكباش السياسي والاستخباري بين سوريا ونظامها من جهة وواشنطن وسياساتها الخارجية من جهة ثانية.

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية