إيران توضح "خطأ في ترجمة" لن يتوقف تخصيب اليورانيوم
عُدلت امس تصريحات نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني جواد واعدي عن إمكان وقف تخصيب الأورانيوم نتيجة للمفاوضات وليس قبلها، بصدور إيضاح مفاده ان إيران لا تفكر في وقف برنامجها لإنتاج الوقود النووي، حتى بعد أي مفاوضات مع القوى الكبرى. واتهم الأمين العام للمجلس علي لاريجاني الولايات المتحدة بالعمل لإسقاط النظام الإسلامي واتخاذ الملف النووي ذريعة لتحقيق ذلك.
وأفادت السفارة الإيرانية في فيينا انه أسيء نقل تصريحات واعدي في ترجمة إلى الألمانية، إذ ورد فيها إمكان إن توقف إيران تخصيب اليورانيوم نتيجة للمفاوضات. وقدمت السفارة نصاً مصححاً لكلمته إمام مركز أبحاث نمسوي، فيه إن "إيران لا تفكر في تعليق تخصيب الأورانيوم، لا كشرط مسبق للمفاوضات ولا كنتيجة لمثل هذه المفاوضات". وأضاف :"تعتبر (إيران) في هذا الإطار إن استمرار المفاوضات من دون أي شروط مسبقة هو الحل السلمي الوحيد للقضية لتبديد مخاوف إيران والترويكا الأوروبية" بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وكان نص الترجمة الألمانية الذي وزعته السفارة بعد الخطاب نقل عن واعدي ان "إيران لا تفكر في تعليق تخصيب الأورانيوم كشرط مسبق للمفاوضات، وإنما في أفضل الأحوال كنتيجة لمفاوضات". وصرح ناطق باسم السفارة أن "الخطأ في الترجمة خطأنا". وكان المسؤول الإيراني حرص على القول انه يتحدث بصفة كونه باحثاً سياسياً وليس من موقعه السياسي والرسمي.
ولم تقدم السفارة نصاً بالانكليزية، غير أن ترجمة شفهية قوبلت بتصفيق حاد في مركز الأبحاث النمسوي المؤيد لإيران. ومما قاله واعدي أيضاً أن إيران تأخذ وقتها للرد على الحوافز الدولية لـ"إتاحة أكبر فرص النجاح للعرض". وأضاف إن بلاده "تصر على حقوقها الشرعية في إطار معاهدة منع الانتشار النووي، ولن تتخلى عنها"، وترى ان "أي تحرك في مجلس الأمن يعني إقفال عملية التفاوض والدخول في طريق المواجهة". وكرر ان الحوافز الدولية تضم "أمورا غير واضحة وأساسية"، إلا أن فيها"بعض الإيجابيات". وشدد على أن "كل شيء مرتبط بالصيغة، أي معرفة من هو الطرف المستعد لضمان حق إيران في معاودة تطوير التكنولوجيا النووية السلمية".
وأكد إن امتلاك قنبلة نووية "ليس من المصلحة الأمنية والوطنية لإيران" لأنه سيعطي إسرائيل ذريعة للمراهنة على أسلحة الدمار الشامل.
وفي طهران، قال رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام وإمام صلاة الجمعة الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني في خطبة الجمعة في طهران ان على الجانبين "المضي قدماً من طريق المفاوضات وبناء الثقة".
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن لاريجاني ان "الإدارة الأميركية عازمة على إطاحة الحكومة الإسلامية الإيرانية سواء وجد حل للنشاطات النووية التي تقوم بها أم لا، لأن عداءها لإيران مستحكم، وتالياً فالقضية النووية مجرد ذريعة. اذا لم تكن هناك القضية النووية، كانوا سيخرجون بشيء آخر". واتهم لاريجاني الولايات المتحدة بالاعتماد على القوة لتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط، معتبراً ان سياساتها في العراق والأراضي الفلسطينية عقّدت جهود التوصل الى تسوية للملف النووي. وحذر من انه "اذا استمروا على هذا النهج، فإن سعر النفط سيرتفع بشدة وسيعزز ذلك عزيمتنا. انهم يريدون اشعال النار في المنطقة. الاستراتيجية الاميركية تقضي باستخدام القوة لتأمين مصالحها". ووصف عرض الحوافز الدولية بأنه "خطبة مملة"، رافضاً بشدة دعوة الرئيس الأميركي جورج بوش هذا الأسبوع إلى وقف تخصيب الأورانيوم. وتساءل :"
إذا أرادوا وضع هذا الشرط، فلماذا نتفاوض؟".
ومن المقرر ان يزور وزير الخارجية التركي عبدالله غول طهران مساء اليوم حاملاً "رسالة مهمة" من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد