إيران تعتزم بناء محطة نووية ثانية في مدينة بوشهر
بعد أيام على مفاوضات بغداد النووية التي عقدت بين إيران ومجموعة الدول الكبرى الست، كررت طهران موقفها أمس حول تمسكها بـ«حقها» في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، فيما أعربت عن نيتها ببناء مفاعل آخر في بوشهر لإنتاج الطاقة الكهربائية. وأعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني، أن «إيران ستبني العام المقبل محطة نووية لإنتاج الكهرباء بطاقة ألف ميغاواط» في بوشهر، جنوب البلاد، بالقرب من المحطة الحالية التي بنتها روسيا. وقال إن محطة بوشهر لن تعمل بكامل طاقتها حتى شهر تشرين الثاني، أي بتأخير سنتين مقارنة مع الموعد المعلن في 2010.
كذلك، نقلت صحيفة «خراسان» عن مسؤول البرنامج النووي الإيراني قوله إنه «لا داعي لأن نتخلى عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، لأننا ننتج وقوداً بنسبة 20 في المئة لحاجاتنا، لا أكثر ولا أقل».
وحول تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير الذي تحدث عن «أنشطة واسعة» على صلة بالمجال النووي في مجمع بارشين العسكري، نقلت وكالة «فارس» للأنباء عن عباسي دواني قوله إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة «لم تقدم بعد الأسباب والوثائق التي تقنعنا بإعطاء إذن لهذه الزيارة» لبارشين.
واتهم المسؤول الإيراني دولاً، لم يسمّها، بممارسة ضغوط على الوكالة لتطلب زيارة بارشين.
وفي ما يتعلق بما ورد في تقرير وكالة الطاقة عن قيام علماء نوويين إيرانيين بتخصيب اليورانيوم الى مستوى أعلى من 20 في المئة، علّق المندوب الإيراني الدائم لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، قائلاً «لهذا الموضوع مناقشة تقنية روتينية يعكف خبراء على مراجعتها حالياً». وأضاف «الاهتمام بهذه القضايا الثانوية والتقنية، التي توجد أيضاً في منشآت تخصيب في دول أخرى، هو علامة على الأهداف السياسية لبعض وسائل الإعلام (الغربية)... للنيل من مناخ التعاون البنّاء بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وكان سلطانية قد رأى أن «هذا التقرير» الدولي بشأن برنامج بلاده النووي، «يقدم مرة جديدة الدليل على الطابع السلمي للنشاطات النووية لإيران وتعاونها الكامل مع وكالة الطاقة ونجاح بلدنا في التحكم بالتقنيات النووية، وخصوصاً في مجال التخصيب».
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إيران الى «بناء الثقة» مع المجتمع الدولي لإقناعه بأن برنامجها النووي سلمي، ورحب بالإعلان عن جولة مفاوضات جديدة في موسكو الشهر المقبل. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان، إن الأخير «يدعم بقوة» الجهود التي تبذلها بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة (مجموعة 5+1) للتوصل الى تسوية تفاوضية مع إيران حول برنامجها النووي.
من جهة ثانية، قال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، خلال الاحتفال بذكرى اغتيال اللواء في الحرس الثوري حسن تهراني مقدم، إنه «في الوقت الراهن، ليس هناك أي قاعدة في المنطقة خارج نطاق نيران الصواريخ المستلهمة من إبداع الشهيد تهراني مقدم» الذي قُتل في تشرين الثاني عام 2011 خلال تفجيرين في قاعدتين تابعتين للحرس الثوري غربي طهران. وأكّد أن «كل القواعد في نطاق نيراننا، واليوم ترتعد فرائص الأميركيين والصهاينة عندما تهدر الصواريخ التي أبدعها هذا البطل». ولفت سلامي، الى أن «الشهيد حسن تهراني مقدم، تمكن من تحويل صواريخ أرض ــ أرض الباليستية الى صواريخ أرض ــ جو، الأمر الذي لم يتمكن من إنجازه أي عالم».
الى ذلك، افتتح مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) دورته التاسعة بحضور كبار المسؤولين والسفراء، ما اعتبره مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي رسالة واضحة إلى العالم أن الشعب الإيراني استطاع تحديد مصيره عبر المشاركة الفاعلة في الانتخابات. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الرئيس محمود أحمدي نجاد، حضر ورئيس السلطة القضائية صادق أملي لاريجاني، مراسم الافتتاح، وترأس الجلسة علي رضا مرندي باعتباره الأكبر سناً بين نواب المجلس. وبعد تلاوة رسالة خامنئي، التي تلاها رئيس مكتبه محمدي كلبايكاني، أدى النواب قسم اليمين.
وتضمنت رسالة خامنئي قوله إن افتتاح الدورة التاسعة للمجلس «يعدّ رسالة واضحة للعالم بأن الشعب الإيراني، رغم حجم المؤامرات والتحديات، استطاع أن يتغلب على الصعاب ويحدد مصيره من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات». وتوجّه المرشد الأعلى إلى النواب بالقول، إن «مجلس الشورى الإسلامي هو أحد أهم أركان النظام، وعلى كل النواب أن يهتموا بسنّ وإعداد القوانين وأن يتعاونوا مع باقي المؤسسات لتوفير الخدمات اللازمة للشعب الإيراني الذي منح النواب ثقته».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد