إيران تترجم زيارة بوتين: تعزيز الترسانة العسكرية

11-12-2015

إيران تترجم زيارة بوتين: تعزيز الترسانة العسكرية

شكّلت الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة تغييراً استراتيجياً في العلاقات الإيرانية ـ الروسية، بدأت مفاعيلها من الأزمة الأوكرانية مروراً بالاتفاق النووي، وصولاً الى حادثة إسقاط المقاتلة الروسية من قبل تركيا مؤخراً.
وبدأت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى طهران، والتي وصفت بالتاريخية، تترجم على الأرض اتفاقيات نووية وعسكرية.
نووياً، لن تستثنى روسيا من عقود بناء المفاعلات الإيرانية. وتم تلزيم موسكو استكمال المرحلة الثانية من مفاعل «بوشهر» الكهروذري. والأهم هو أن طهران ستقوم ببيع روسيا اليورانيوم المخصّب لديها، والذي يصل حجمه الى عشرة أطنان، يقابله استيراد إيران لـ140 طناً من اليورانيوم الطبيعي، من خلال صفقة تستكمل تنفيذ الاتفاق النووي.
عسكرياً، تم بالفعل الشروع بتسليم الجمهورية الاسلامية النسخة المحدثة لمنظومة «اس 300» المعدلة. فهذه المنظومة تم شراؤها في العام 2007 بعقد مالي وصل الى 800 مليون دولار، إلا أن العقوبات الروسية وسياسات موسكو إبان حكم الرئيس السابق ديمتري مدفيديف اوقفت هذه الصفقة، وأدخلت البلدين في دعاوى قضائية تم التخلي عنها مؤخراً بعد التغييرات الجذرية التي طرأت على السياسات الروسية تجاه طهران والتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي لتوضع هذه المنظومة الجوية بتصرف إيران كونها سلاحاً ذا مهام دفاعية.
الأهم من ذلك هو التوجه الايراني لتجديد العتاد العسكري القديم، الذي اعتمد في بعضه على اسراب جوية اميركية وفرنسية تعتبر تركة من الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي، او تلك التي اودعها العراق لدى طهران إبان عملية «عاصفة الصحراء» في العام 1991، حيث اعتبرت طهران ان هذه الطائرات تشكل تعويضاً عراقياً لم يدفع للحرب التي شنّها على الجمهورية الاسلامية لمدة سنوات، الا انه في السنوات الاخيرة، وبعد الانسحاب الاميركي من بلاد الرافدين، اعادت طهران اكثرية هذه الطائرات من طراز «سوخوي» الى العراقيين.
وتجري طهران حالياً مشاورات مع الجانب الروسي لتعزيز قدراتها الجوية من خلال تأمين الجيل الجديد من طائرات «سوخوي»، إضافة إلى عقود بدأ العمل بها لشراء دبابات «تي 90» الروسية الحديثة، ما ينبئ بصفقات تسليحية بمليارات الدولارات.
وأعلن قائد القوات البرية في الجيش الايراني العميد احمد رضا بوردستان أن بلاده سترفع مستوى تعاونها العسكري مع موسكو، وستقوم بكل ما يلزم لتعزيز القدرات الدفاعية بكافة اشكال الاسلحة باستثناء النووي والكيميائي والدمار الشامل التي لا مكان لها في الاستراتيجية الدفاعية الايرانية. وأشار بوردستان إلى أن التواجد الاستشاري العسكري في سوريا والعراق «قد يكون برياً او جوياً»، كاشفاً عن مناورات عسكرية وأمنية قريبة تحاكي مكافحة الإرهاب في حرب غير كلاسيكية مع مجاميع ارهابية مسلحة على شاكلة تنظيم «داعش».
وتنبع التحضيرات الايرانية من حجم المخاطر التي تتربص بالحدود الايرانية، والكم الهائل من الشبكات الارهابية التي اعلن عنها مؤخراً، حيث ينشط بعضها على الحدود وينفذ عمليات ضد قوات الامن، كان آخرها الهجوم على نقطة حدودية مع باكستان في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران، تم خلالها اطلاق النار على المركز وتفجير عبوة ناسفة فور وصول سيارة إسعاف، ما ادى الى سقوط عسكريين اثنين، اضافة إلى عدد من الجرحى، تلا ذلك اطلاق نار على التعزيزات المستقدمة، فيما فرّ المسلحون الى عمق الاراضي الباكستانية.
هذه العملية شكلت جرس انذار للقوات الأمنية الإيرانية التي تستشعر الخطر من طرفي الحدود شرقاً وغرباً بوجود كم كبير من المجموعات الإرهابية التي اعلنت منذ فترة نيتها ضرب الاستقرار الإيراني.

جعفر سليمان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...