إنشاء مظلة أمريكية - عربية لحماية إسرائيل
الجمل: كثيرة هي المخططات التي تقوم بوضعها مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية في أمريكا عن الشرق الأوسط والعالم العربي، ولما كانت الغالبية العظمى من هذه المراكز قد تم إعدادها وإنشاءها بوساطة الدوائر والجماعات الصهيونية، والموالين لها، فقد ظل معظم إنتاجها الفكري يحمل ظاهرة الولاء والتحيز للمصالح الإسرائيلية، كطابع مميز وحيد الاتجاه.
هذه المرة جاء المخطط على لسان دينيس روس (المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط خلال فترة إدارتي كلنتون وبوش –أصدر كتاباً بعنوان: السلام الضائع، حول الصراع العربي- الإسرائيلي، حالياً يعمل مستشاراً في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى)، في حديث له أصدره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى والذي أنشأه مارتن أنديك، زعيم منظمة الايباك (اللوبي الإسرائيلي) المشهور.
تحدث دينيس روس قائلاً:
من أجل درء حرب واسعة النطاق، ومن أجل وضع نهاية للأزمة الجارية حالياً –بالشكل الذي يمنع حزب الله وحركة حماس من استئناف الصراع بكل سهولة وفقاً لاختيارهما- فإن الولايات المتحدة الأمريكية لابد من أن تلجأ للاستفادة من استغلال المزايا الاستراتيجية الهامة، التي أتاحها الواقع الجديد القائم حالياً..
فالسعوديون، والمصريون، والأردنيون، إضافة إلى بعض الأطراف الأخرى، بدؤوا يعترفون بأن إيران هي التي تقوم بتحريك واستخدام حزب الله وحركة حماس، لأجل أغراضها وغاياتها. كذلك أصبحوا يدركون ويقدرون ما يفرضه ذلك من خطر وتهديد ليس على إسرائيل والولايات المتحدة فقط، وإنما بالقدر نفسه على الحكومات الغربية غير الإسلامية.
النقد السعودي الذي وصف سلوك حزب الله بأنه «متهور»، شكل نقداً غير مسبوق، إضافة إلى أنه يشير بوضوح إلى ما يشعر به السعوديون، وبعض آخرين، بأنه محفوف بالمخاطر..
لقد حان الوقت الآن للولايات المتحدة، لكي تعمل مع «هؤلاء» الذين بإمكانهم خلق واستحداث «مظلة عربية» تعمل من أجل دعم وإسناد حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وهذه الـ(مظلة العربية) يمكن أن تبررعملية الدعم والمساندة في نشر قوات الجيش اللبناني في المناطق اللبنانية المتاخمة للحدود الإسرائيلية.
إن تقديم المساعدة في توطيد وإرساء الأمن على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، وحدود إسرائيل- غزة، بما يوقف وينهي عمليات إطلاق الصواريخ من المناطق التي أخلتها إسرائيل، سوف لن ينهي فقط الأزمة الجارية حالياً، وإنما سوف يمهد الطريق ويفسح المجال أمام مستقبل واعد بالأمل. (انتهى حديث دينيس روس).
إن المظلة العربية التي تحدث عنها دينيس روس، لن تكون سوى تحالف أمريكي- إسرائيلي- عربي، وسوف لن تقتصر عضويتها على هذه الدول الثلاث، وبالتأكيد سوف تنضم إليها كل الدول العربية التي تربطها علاقات مع الكيان الصهيوني، مثل: تونس، المغرب وموريتانيا..
ما هو جديد في الأمر يتمثل في عملية إدخال السعودية كطرف مشارك في هذه المظلة.. وبالتأكيد فإن إدخال السعودية من الممكن أن يؤدي إلى إدخال بعض الدول الخليجية الأخرى الشديدة الارتباط بالسياسة الأمريكية..
أجندة هذه «المظلة» سوف تشرف الولايات المتحدة وإسرائيل على وضعها.. وعلى الأغلب ستعمل هذه المظلة لـ(وكيل) أمريكي- إسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، على أساس اعتبارات مخططات الـ(حرب ضد الإرهاب)، و(عملية سلام الشرق الأوسط).. وذلك على النحو الذي سيعمق بقدر كبير الخلافات داخل النظام الإقليمي العربي..
تحليل الجمل
إضافة تعليق جديد