إعادة تأهيل السكن العشوائي في قاسيون
يقوم برنامج تحديث الإدارة البلدية (MAM) بمساعدة محافظة دمشق بعمل خطة تأهيل وإعادة تنمية لمنطقة السكن العشوائي في قاسيون بمدينة دمشق، ويعد هذا المشروع التخطيطي أحد أكثر التحديات التي تواجه فرص برنامج تحديث الإدارة البلدية.
وبين المهندس عرفان علي مدير التخطيط العمراني بوزارة الإدارة المحلية والبيئة، ومدير برنامج تحديث الإدارة البلدية الالتزام MAM بدعم المبادرات التي أساسها تعزيز مقدرات وفعالية المجتمع الأهلي السوري في ترويج الخدمات العامة والتنمية المحلية في مختلف المدن السورية تم إطلاق برنامج المنح بميزانية إجمالية تبلغ 400 ألف يورو.
ولفت الى ان مشروع تنمية منطقة السكن العشوائي في قاسيون يعتبر من المشاريع الهامة التي تتم دراسته ضمن خطة عمل التخطيط العمراني وبالعودة لمشروع تطوير منطقة قاسيون ذكرت الدكتورة منى سراج الدين مديرة فريق العمل بالمشروع ان هذا التطوير يتطلب تقسيم المنطقة الى ثلاثة أجزاء لاختلاف وضعها القانوني وطبيعة ارضها الجيولوجية والجيوفيزيائية وأنماطها العمرانية ووضع الأسر القاطنة بها والفعاليات الموجودة فيها.
فالجزء الأسفل مكون من عمران قديم وحديث وضعت له مخططات تنظيمية معتمدة.
وسيركز مشروع التطوير على حماية الترب والأضرحة والجوامع الأثرية وتنظيم محاور سياحية وتجارية مع تحسين البيئة العمرانية على طول هذه المسارات والحفاظ على طابعها المعماري وتعلو هذا الجزء منطقة عشوائيات مقامة على ارض مستملكة منذ ما يقارب الـ 30 سنة.
ويخترق صدع دمشق والصدوع المتشعبة منه هذه المنطقة فأسفل الفوالق احياء يمكن تنظيمها وتحسين بيئتها المعيشية وتنميتها تنمية متكاملة.
اما المنطقة التي تمر بها الفوالق فهي تعتبر منطقة اخطار جيوتكنيكية وزلزالية تنتشر فيها التشققات والتكهفات والحفر الإنخفاسية ويجري حالياً دراستها بدقة لتحديد الأجزاء الأشد خطورة لإخلاء المباني المهددة وتوفير سكن بديل للأسر القاطنة بها.
أما الأجزاء الأقل خطورة تجري دراسة إمكانية علاجها لضمان الأمان الإنشائي والبيئي وحماية المباني من الإنزلاقات.
وهضبة الجبل منطقة مستقرة مطلة على المدينة يمكن تشييد مبان سكنية ومشروعات سياحية عليها.
وبينت الدكتورة سراج الدين ان مشروع تطوير منطقة قاسيون مشروع رائد متكامل يشترك في دراسته ووضع مقترحاته فريق عمل يضم نخبة من الخبراء الوطنيين والدوليين في مجال التخطيط العمراني والعمارة والهندسة والجيولوجيا والاستشعار عن بعد، والقانون، الإدارة وذلك لأهمية الموقع وصعوبة علاج الاخطار والعشوائيات الموجودة به.
وقد اهتم فريق العمل بالمشاركة المجتمعية وإجراء لقاءات مع السيدات وعدد من أهالي المنطقة بالتعاون الاتحاد النسائي واتحاد شبيبة الثورة تم خلالها مناقشة المشاكل التي يعاني منها السكان واهم احتياجاتهم من خدمات ومرافق وتطلعاتهم ومدى استعدادهم للمساهمة بالجهود والالتزم بالنظم والمتطلبات البيئية حتى يمكن تطوير المنطقة وتنميتها.
وحول مكونات المشروع الأساسية ذكرت انه يتم من خلال المشروع التركيز على المشاركة المجتمعية والحماية من الأخطار الطبيعية وستجري معالجة الأخطار الطبيعية عن طريق تدعيم المنحدرات الجبلية وإزالة القمامة المتراكمة في الحفر والكهوف مع الحفاظ على المظهر الطبيعي للجبل وزراعة النباتات والشجيرات التي تنمو في المناطق الجافة.
وإصلاح البنية التحتية وتحديد شبكات الصرف الصحي وجمع المياه المطرية وقد وضع مشروع قاسيون شبكة طرق رئيسية وفرعية وجسور عبر الفالق لتأمين خدمات الإسعاف والمطافئ مع تنظيم مسار ممرات وادراج المشاة وسيلحظ المشروع ايضاً انشاء ملاعب للاطفال والشباب وتهيئة حدائق وساحات عامة وإقامة أنشطة ترفيهية بها خاصة للشبيبة فالمنطقة تفتقر تماماً لتلك العناصر العمرانية وتحسين الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والمواصلات العامة في المنطقة خاصة في الاجزاء العلوية العشوائية.
وايجاد فرص عمل بالمنطقة مع التركيز على السيدات اللاتي تفضلن العمل في الحي او المنزل وتمكين الأسر محدودة الدخل من القيام بأنشطة تجارية وانتاجية وانشاء مراكز تدريب مهني للشبيبة.
وتأسيس حاضنات الاعمال لتدريب الراغبين من القيام بأنشطة اقتصادية وتوفير التمويل والقروض الصغيرة لهم.
ونوهت ان فريق العمل يقوم الآن بوضع خطة تنفيذ مرحلية للمشروع تجهز على اساسها الدراسات التفصيلية والخطة الزمنية والمالية والجدوى الاقتصادية.
ومن الجدير ذكره ان العمران في جبل قاسيون انطلق منذ عشرات السنين ومع مرور الزمن اتسع شرقاً وغرباً على طول خمسة كيلو مترات وامتد علوياً على انحدارات جروف ذات ميول شديدة بعرض يتراوح بين 500700 متر أي بمساحة تبلغ حوالي (3كم2) ويفوق عدد السكان التقديري الآن 250 الف نسمة وتتزايد الكثافة العمرانية عشوائية وبشكل يومي.
نزيرة أسعد
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد