إسـرائيـل: منـاورة عسـكرية افتراضيـة لحـرب شـاملـة على الجبـهة الشـماليـة
قاد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، الجنرال بني غينتس، أمس، أول حرب افتراضية له في مناورة قيادية ارتكزت إلى فكرة نشوب حرب شاملة في الجبهة الشمالية تمتد إلى جبهات أخرى، وتحوي الكثير من «المفاجآت» والتعقيد. وليس صدفة أن يتم الإعلان عن هذه المناورة بعد يوم واحد من تسريب خريطة «بنك الأهداف» الإسرائيلية في الجنوب اللبناني ما يعني إطلاق رسائل في أكثر من اتجاه.
وأشار موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني إلى إن الجيش الإسرائيلي أنهى «الحرب» الأولى لرئيس الأركان الجديد. وتمثلت هذه «الحرب» في مناورة قيادية واسعة النطاق، تعاملت القوات خلالها مع «تصعيد أمني» يقود إلى مواجهة عسكرية في القاطع الشمالي، وإلى تسخين الجبهات الأخرى.
وللمرة الأولى يتم إدراج الجنرال غينتس في المناورة حيث تعامل مع سلسلة من القرارات العملياتية المهمة. وأثناء المناورة أثيرت مسائل عملياتية بالغة الأهمية بالنسبة لطريقة إدارة الحرب المستقبلية، الأمر الذي من شأنه مساعدة قيادة الجيش على التعامل في الحرب الحقيقية.
وأشارت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن المناورة كانت بالغة الصعوبة لأنها تتعامل مع حرب شاملة في عدة جبهات، وخصوصا الجبهتين الشمالية والداخلية. وتتعامل المناورة التي أسميت «أفني 13» مع تعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لصواريخ من كل من «حزب الله» وحماس وسوريا وإيران.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، قد دشن يوم أمس نشر أول بطارية صواريخ مضادة للصواريخ من طراز «القبة الحديدية» في بئر السبع. وأشار المراسل العسكري للقناة العاشرة إلى أن حربا في الشمال تتطلب من إسرائيل نشر الكثير من مثيلات هذه البطارية التي لا تملك منها إسرائيل سوى اثنتين.
وأشار المراسل العسكري للقناة الثانية إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستدرس الأحد المقبل أمر شراء أربع بطاريات أخرى من «القبة الحديدية» بقيمة 250 مليون دولار. وكانت إسرائيل حتى الآن تحاول الحصول من الولايات المتحدة على تمويل لشراء هذه البطاريات ونشرها. ومع ذلك يحتاج الحصول على هذه البطاريات الأربع ما بين عام وثلاثة أعوام.
وأوضحت «يديعوت» أن هذه المناورة سنوية، وقد تم التخطيط لها وفق جدول العمليات، وفي إطارها جرى التعامل مع سيناريوهات عملياتية مختلفة، وشارك فيها الكثير من جنود وضباط القوات الاحتياطية. وفي نطاق المناورة تم اختبار أساليب قتال وأنماط تعاون بين القوات البرية والجوية والبحرية. كذلك اختبرت قدرات التواصل الأدائي للقيادات، في أوضاع مختلفة. وإلى جانب ذلك، تم اختبار طرق إدارة الحرب في جبهات مختلفة بشكل متزامن، بدعم من منظومات الإمداد والاستخبارات والإعلام والجبهة الداخلية، وتواصل دائم مع المستوى السياسي. وفي نطاق المناورة تم تنفيذ العبر المستخلصة من المناورات السابقة، وتلك المستخلصة من حرب لبنان الثانية وعملية «الرصاص المسكوب» على غزة.
وبحسب «يديعوت» فإن الجنرال غينتس أدار من مقر القيادة العليا تقديرات موقف مشتركة. كما زار بؤر مناورة الأذرع المختلفة. وفضلا عن ذلك، فقد أقدم على اتخاذ قرارات معقدة بشأن التطورات المختلفة في «الأحداث القتالية». وقال غينتس إن «هذه المناورات مستمدة من اضطرارنا للحفاظ على جهوزية الجيش الإسرائيلي وتأهبه الدائم».
وبنيت المناورة على أساس سيناريو والكثير من «المفاجآت» العملياتية من جانب العدو. وقال قائد المناورة، الجنرال غرشون هكوهين، إن المناورة رمت إلى إعداد الجيش للحرب. وأضاف أنه بدا أن «الجيش ينفذ المناورة كرافعة للتدرب على أنماط عمل وبلورة مفاهيم جديدة».
وأوضح المراسل العسكري للقناة الثانية أن نتائج المناورة تبين المصاعب التي تواجهها إسرائيل في تصديها للمخاطر من جانب حزب الله وسوريا في أي حرب مقبلة. وأشار إلى 260 قرية لبنانية فيها مواضع إطلاق لخمسة وأربعين ألف صاروخ يتجاوز مدى بعضها تل أبيب.
عموما لم يشارك المستوى السياسي بفعالية في المناورة عدا زيارة وزير الدفاع إيهود باراك وأعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست لموقع إجرائها. وقال باراك إن «أهمية المناورة تكمن في أنها توفر فرصة للقيادات لاختبار أنفسهم، والاستعداد وخلق لغة مشتركة مع المستوى السياسي. فمشاركة رجال الاحتياط في المناورة تسهم في التواصل ونقل الخبرات وتحمل أعباء الاستعداد للاختبار الذي نأمل ألا يقع، لكننا مضطرون لمعرفة كيف ننتصر، إذا وقع».
الى ذلك، وزعت إسرائيل على سفاراتها ان «حــزب الله انشأ الف ملجأ في جنــوب لبنان بالاضافة الى مستودعات أسلحة تحت الأرض أيضاً في مناطق مدنية».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد