إسرائيل مرتبكة (أمريكياً) بعد انكشاف جاسوسها الجديد
تشهد الأجواء السياسية في كل من مصر والأراضي الفلسطينية و”إسرائيل” تطورات متلاحقة باتجاه التوصل إلى تهدئة ما زالت أفكارها طائرة من مكان إلى آخر، تواكبها تهديدات بعدوان واسع على قطاع غزة الذي تتواصل التحذيرات من كارثية وضعه الانساني نتيجة الحصار، في وقت تعيش إرباكاً بسبب فضيحة اعتقال جاسوسها بن عامي كاديش في الولايات المتحدة، التي تتجه إلى اللفلفة كالعادة.
وألقى رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية، كرة “التهدئة” في الملعب “الإسرائيلي”، لافتاً إلى أن موقف حركة “حماس” من العرض المصري يقوم على “وحدة الجغرافيا والوطن والشعب”، مشدداً على أن التهدئة ينبغي أن تكون متبادلة وشاملة ومرهونة بالتوافق الوطني.
في الأثناء، قال مسؤولون كبار في وزارة الحرب “الإسرائيلية” إن مدير المخابرات المصري اللواء عمر سليمان يعتزم زيارة “إسرائيل” الأسبوع المقبل لعرض اقتراح لوقف إطلاق النار. وأشار إلى أن الجهود المصرية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين “إسرائيل” و”حماس” تسارعت خلال الأيام الأخيرة وأنه بات يتعين على “إسرائيل” أن تقرر ما إذا كانت توافق على التهدئة أم تتحرك باتجاه شن “عملية برية” واسعة النطاق في غزة “لإسقاط حكم حماس”.
وأكد وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية، رياض المالكي، اقتراب التوصل إلى اتفاق بوساطة مصرية. وقال في مدريد “إننا أصبحنا قريبين من إعلان وقف لإطلاق النار” يسمح برفع الحصار وينهي عمليات التوغل “الإسرائيلي” في القطاع وإطلاق الصواريخ من جانب “حماس”.
وبدت “إسرائيل”، خلال اليومين الماضيين، مرتبكة إثر الكشف عن جاسوسها الجديد في الولايات المتحدة بن عامي كاديش، بعد الجاسوس جوناثان بولارد المعتقل منذ ،1985 وقلل بعض المسؤولين في الكيان من تأثير هذه القضية في العلاقات الأمريكية “الإسرائيلية”، في حين أبدى آخرون قلقاً على “سلة هدايا” الرئيس الأمريكي ل “إسرائيل” لمناسبة الذكرى الستين لاغتصابها فلسطين، بينما اعتبرت مصادر استخبارية “اسرائيلية” ان توقيت الكشف عن هذه القضية يأتي انتقاما من جهات في اجهزة الاستخبارات الأمريكية على محاولة “إسرائيل” تكذيب التقرير الامريكي الذي صدر في سبتمبر/أيلول الماضي حول التسلح النووي الايراني.
وردت وزارة الخارجية “الإسرائيلية” مجدداً، أمس، بأنها توقفت عن كل أنشطة التجسس في الولايات المتحدة منذ 1985. وزعم ارييه ميكل الناطق باسم الوزارة ل “فرانس برس” ان “الأحداث تعود إلى بداية الثمانينات. ومنذ 1985 صدرت تعليمات واضحة من رؤساء الوزراء بعدم القيام بنشاطات من هذا القبيل. إن العلاقات بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” تقوم دائما على صداقة حقيقية وتطابق في القيم والمصالح”. وربما في هذا السياق يؤكد مسؤولون في الجانبين ومعهم مراقبون أن العلاقات بين الجانبين وثيقة إلى درجة لا تؤثر معها مثل هذه التفاصيل الصغيرة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد