إسرائيل تفشل في اغتيال حسن نصر الله
يبدو أن إسرائيل لا تزال مصممة على اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، لكنها تسعى إلى تحقيق هذه «الأمنية» في عملية أمنية لا تحمل بصماتها الواضحة، على غرار مجموعة من الاغتيالات التي نفذتها في الأراضي اللبنانية على مدى الأشهر والسنوات الماضية.
ولا تزال الأوساط الإسرائيلية مشغولة، منذ أيام، بتحليل الأسباب التي دفعت صناع القرار في إسرائيل إلى الامتناع عن تصفية نصر الله، عندما ظهر في العلن الجمعة الماضي في مهرجان الانتصار في بيروت. وكانت هذه القضية أمس أحد محاور النشرة الإخبارية للقناة العاشرة الإسرائيلية، التي تناوب على التعليق عليها وتحليلها كل من مراسلها العسكري ألون بن دافيد، الواسع الاطلاع، ووزير البنى التحتية بنيامين بن اليعزر.
وقال بن دافيد إن «تصفية نصر الله في الوضع الحاضر هي عملية معقدة للغاية، وهناك شك في أن تتخذ القيادة السياسية والعسكرية الحالية مثل هذا القرار»، مضيفاً أن «ضرب اسرائيل نصر الله في احتفال من هذا النوع، بغض النظر عن عدد اعضاء حزب الله الذين سيقضى عليهم، سيستدرج ردة فعل على شاكلة اطلاق صواريخ كاتيوشا على الجليل، والقيادة الحالية، بعد تجربة شهري تموز وآب، غير مستعدة لإعادة إدخال المستوطنين الى الملاجئ في رأس السنة (العبرية)»، رغم تشديده على ان اغتيال نصر الله كان «سيسعد الجميع».
وأشار بن دافيد إلى أن «اغتيال نصر الله سيكون جراء عملية (امنية) لا تظهر فيها اسرائيل بوضوح، كما كان يحدث في الماضي من خلال سيارات مفخخة في لبنان قتل خلالها اشخاص مثله»، مشدّداً على أن هذه العملية «لن تكون فاضحة كهجوم جوي» من اسرائيل.
وأوضح المعلق العسكري للقناة أن اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية لا تزال تعمل على تحديد مكان نصر الله بهدف تصفيته، مذكّراً بما قاله وزير الدفاع عمير بيرتس في بداية العدوان على لبنان من أن «الاستخبارات العسكرية لا تملك ملفاً لنصر الله، وهو ملف ضروري لتصفيته»، مضيفاً أن «طاقماً خاصاً من اجهزة الاستخبارات عكف طوال الوقت، ومنذ بداية الحرب، على جمع معلومات تتعلق بمكان نصر الله، ولحسن الحظ لا يزال الطاقم يعمل».
وشدد بن دافيد على أن «هجوماً واضحاً وعلنياً في قلب بيروت، وبعد وقف اطلاق النار، سيكون عملية كبيرة جداً على القيادة الحالية»، لكنه أكد ان «اسرائيل لن تتخلى عن فكرة اغتيال نصر الله».
أما المراسل العسكري للقناة شاي حزقاني، فقال من جهته ان اسرائيل كانت على وشك اغتيال نصر الله بعد 14 آب، لكن عدم ظهوره علناً أحبط عملية الاغتيال، وقال إن «معلومات استخبارية توافرت لدى اجهزة الاستخبارات، بعد ايام من وقف اطلاق النار، أفادت أن نصر الله سيظهر علناً في احتفال ما في إحدى البلدات الشيعية، وأعطي الامر بتصفيته، لكنه لم يظهر في البلدة».
ورد بن اليعزر على سؤال يتعلق باطلاعه على خطة اغتيال نصر الله بالقول «ليس ضرورياً ان اكون مطلعاً على كل قرار يتخذه المجلس الوزاري المصغر، لكني ارى وجوب ان يكون نصر الله بين الاموات».
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد