إسرائيل تطوي اليوم صفحة أولمرت
تطوي إسرائيل اليوم صفحة ايهود اولمرت، الذي يواجه السجن لاتهامه بالفساد كما يلاحقه إخفاقه خلال حرب لبنان الثانية، عندما يتنافس وزيرا الخارجية تسيبي ليفني والمواصلات شاؤول موفاز على خلافته في زعامة حزب »كديما« الحاكم، ثم رئاسة الحكومة، في انتخابات يرجح فلسطينيو الـ٤٨ ان يؤدوا دورا حاسما فيها، وان اختلفوا حول هوية المستفيد من أصواتهم.
ويتنافس على زعامة »كديما«، الذي اسسه كحزب وسطي رئيس الوزراء السابق ارييل شارون في تشرين الثاني ،٢٠٠٥ بعدما استقال من حزب »الليكود« اليميني، كل من ليفني وموفاز ووزيرا الداخلية مئير شطريت والامن الداخلي آفي ديختر.
ويشارك في الانتخابات حوالى ٧٤ الف منتسب الى »كديما«، سيقترعون في ١١٤ مركز اقتراع. ولانتخابه من الدورة الاولى، يفترض ان يتجاوز المرشح عتبة الـ٤٠ في المئة من اصوات الناخبين المشاركين في التصويت، والا تجرى دورة ثانية في ٢٩ ايلول. وترجح استطلاعات الرأي فوز ليفني بفارق كبير من الاصوات، فيما يتعمد موفاز إشاعة أجواء توحي بأنه سيحقق انتصارا مفاجئا.
وتعهد اولمرت بالاستقالة فور انتخاب رئيس جديد للحزب، لكنه سيبقى على رأس حكومة انتقالية في انتظار تشكيل حكومة جديدة، ممنياً النفس بتحقيق اختراق ما في المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وبعد استقالة اولمرت، سيمنح الرئيس شمعون بيريز مهلة ٤٢ يوما لخلفه على رأس »كديما« لتأمين غالبية برلمانية من ٦١ من اصل ١٢٠ نائبا في الكنيست. وفي حال الفشل، يمكن ان يوكل بيريز هذه المهمة الى نائب آخر لتحقيق ذلك خلال ٢٨ يوما. واذا فشلت هذه المحاولة ايضا، يمكن اجراء انتخابات تشريعية مبكرة مطلع العام ،٢٠٠٩ فيما تنتهي الولاية الحالية للكنيست أواخر العام .٢٠١٠
وترجح الاستطلاعات فوز رئيس »الليكود« بنيامين نتنياهو في أي انتخابات مبكرة. واستبعد نتنياهو المشاركة في حكومة ائتلافية برئاسة »كديما«، قائلا ان »مسألة الانضمام الى حكومة فشلت امر غير وارد. المشاركة في حكومة كديما ستكون كالانضمام الى ادارة بنك ليمان براذرز الذي اعلن افلاسه«.
وثمة من يراهن على دور حاسم لفلسطينيي الـ،٤٨ في تحديد هوية الفائز. وقال عضو المجلس المركزي لـ»كديما« احمد دباح، رئيس بلدية الشاغور في الجليل الاعلى، »ان الصوت العربي يستطيع ان يقرر من سيفوز برئاسة الحزب، لان الاصوات العربية تمثل حوالى ٢٠ في المئة من اصوات كديما«، مضيفا »نتوقع ان يشارك نحو ٩٠ في المئة من المنتسبين العرب في الانتخاب غدا (اليوم)، واعتقد ان نسبة كبيرة منهم ستصوت لموفاز لانه عمل معهم لمدة طويلة وكان متواجدا بين السلطات المحلية وقدم مساعدات للعرب سواء وظيفية او خدمية مثل فتح شوارع«. وتابع »ان طبيعة عمل ليفني كوزيرة خارجية بعيدة عن الجماهير، ستجعلها بعيدة عنهم في الانتخابات ايضا«.
من جهته، قال عضو الكنيست ونائب وزيرة الخارجية مجلي وهبه »ان ليفني تحظى بتأييد كبير في الوسط العربي، انطلاقا من مواقفها المعتدلة في العملية السلمية التي تقودها، بينما يتخذ موفاز مواقف يمينية اكثر من نتنياهو، والمواطن العربي يعي مصالحه السياسية« موضحا »ان ليفني لم تعط وعودا للعرب، بل قامت بالتنفيذ بتعيين نائب لوزير الخارجية وادخال عدد اكبر من العرب في وظائف في وزارة الخارجية، ضمن خطة معدة لسد الفجوة بين الموظفين العرب واليهود بحلول العام ،٢٠١٢ وتم قبول العديد من العرب في وزارة الخارجية ضمن امتحانات مبنية على الكفاءات«.
اما كايد ضاهر، احد اقطاب »كديما« الذي يعمل كمنسق بين قيادة الحزب والعرب، فقال »انا لست مع موفاز او ليفني. بالنسبة الي ليفني مترددة وغير حاسمة في اتخاذ القرارات«، مضيفا »اعتقد ان موفاز سيحصل على نسبة اكبر من اصوات العرب لانه عمل في وزارة المواصلات واعطى وظائف وشق طرقا في بعض القرى«. وتابع »ان الجماهير العربية غاضبة من كديما لان الحزب خيب آمالها، فلقد عين وزير داخلية كديما ستة رؤساء مجالس محلية هم يهود لقرى عربية بحجة الازمات المالية واعادتنا الى فترة الحكم العسكري في الخمسينيات« موضحا »كما ان هناك وزارات مثل وزارة تطوير الجليل والنقب لا يوجد فيها موظف عربي واحد«.
الى ذلك، نقلت صحيفة »جيروزاليم بوست« عن النائب عن الليكود يوفال شتاينتز ان »المرشحَيْن غير مؤهلين... ليفني تفتقد الشجاعة او القدرة على اتخاذ قرارات. لقد ابدت ضعفا عندما عملت قوادة لقادة العالم. موفاز مسؤول عن الفشل وعدم استعداد جنودنا خلال حرب لبنان الثانية. انه يفتقد الشخصية والعقل والحد الادنى من الذكاء. ستكون هناك اجيال من العويل اذا قاد احدهما اسرائيل«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد