إسرائيل: الذرائع ذاتها للضربات السورية

09-12-2016

إسرائيل: الذرائع ذاتها للضربات السورية

لم يطل كثيراً الصمتُ الإسرائيلي غير الرسمي على الغارات التي تنفذها طائرات وصواريخ إسرائيلية على أهداف في سوريا، وقرب عاصمتها هذه المرة. وعدا عن تلميحات وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي يشعر بأنه بحاجةٍ لتسجيل نقاط لصالحه من هذه المسألة، أكثرَ المعلقون الأمنيون والعسكريون من الكلام عن الغارات. بل إن الجيش الإسرائيلي، وفي تطور استثنائي نادر الحدوث، نشر على صفحته على موقع «تويتر» خريطة مفصلة لما يعتبرها أهدافاً له في جنوب لبنان في أي حرب مقبلة.الخريطة التي نشرها الجيش الإسرائيلي
وبحسب المعلق الأمني لصحيفة «معاريف»، يوسي ميلمان، فإن كلام ليبرمان عن سوريا على خلفية الغارة على مطار المزّة كان مفاجئاً. فقد أكد وجدّد سياسة إسرائيل المتبعة في سوريا بعدم التدخل في الحرب الأهلية السورية، ولكنها تشدد على عدم انتهاك خطوطها الحمراء، وخصوصاً في مجال نقل الأسلحة النوعية. وكان لافتاً إشارته إلى أن إسرائيل تحاول منع نقل أسلحة دمار شامل من سوريا إلى لبنان، وهذه هي المرة الأولى التي يتطرق فيها مسؤول إسرائيلي إلى ذلك. وأشار إلى أنه رغم تقدير الاستخبارات الإسرائيلية بأنه تمّ تدمير 92 في المئة من السلاح الكيميائي السوري، فإنّ كمية قليلة بقيت لـ «قدرة أخيرة»، وهو ما قصده ليبرمان.
وشدد ميلمان على أن مواصلة إسرائيل ضرباتها في سوريا تشهد على نجاحها في الحفاظ على حرية عملها رغم الوجود الروسي المكثف. ولاحظ أن الحديث عن استخدام صواريخ أرض ـ أرض في الغارة على مطار دمشق يعني أن هذه وسيلة ناجعة لتقليص الاحتكاك مع الطائرات ومنظومات الدفاع الروسية.
من جهته، كتب المعلق العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل، متسائلاً عن الموقف الروسي من العمليات الإسرائيلية. وأشار إلى أن إسرائيل تسير على حبلٍ دقيق حين تلحظ وجود خطر انتهاك خطوطها الحمراء، وتفترض أن ردّها لن يسبب صداما مباشرا مع روسيا. وأكد هارئيل أن كلام ليبرمان أمام سفراء الاتحاد الأوروبي عن دفاع إسرائيل عن نفسها بعد ساعات من الغارة على مطار دمشق يقترب من إعلان رسمي للمسؤولية. وطالب هارئيل بالتصرف بمزيد من الحذر في سوريا خشية التصادم مع روسيا.
والواقع أن ليبرمان لم يكتف بما قاله أمام سفراء الاتحاد الأوروبي أمس الاول، فعاد أمس ليعلن أن «دولة إسرائيل تتخذ قراراتها بشكل حر تماما». وأكد أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن «سياستنا ومواقفنا واضحة تماماً، وهي تستند إلى ثلاثة خطوط حمر: نحن لن نسمح بأي مسّ بمواطني دولة إسرائيل، نحن لن نسمح بأي مسّ بسيادة دولة إسرائيل، ونحن لن نسمح بتهريب أسلحة نوعية متطورة أو سلاح كيميائي من سوريا إلى لبنان لصالح حزب الله».
وأكد ليبرمان أن إسرائيل تتخذ قرارتها وتعمل «وفقاً لهذه السياسة التي فصلتها، ومن دون الأخذ بالحسبان أي ظروف أو قيود أخرى ـ فليس لدولة إسرائيل مصلحة في التدخل في الحرب الأهلية في سوريا. ونحن نواجه تحديات جديدة تماماً، وينبغي لنا أن نكون على استعداد لمواجهة تحديات لم يسبق لنا أن واجهنا مثلها في الماضي».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...