إدلب تغلي.. والسبب ؟
كشفت مصادر محلية عن توسع مطالبات أهالي مدينة إدلب والعديد من بلداتها الريفية بإنهاء وجود المسلحين الأجانب هناك.
وأشارت المصادر لمراسل “سبوتنيك” أن “هيئة تحرير الشام” (التي تشكل جبهة النصرة الإرهابية عمودها الفقري) تلقت مؤخرا مئات الرسائل من أهالي المنطقة تطالب بإنهاء “عقود المسلحين الأجانب” نتيجة الممارسات التي يرتكبونها بحق السكان الأصليين، إضافة إلى الخطر المحدق الذي يشكله وجودهم “الذي كان ذريعة لتدخل القوى العالمية في سوريا بحجة مكافحة الإرهاب”.
وقالت المصادر: إنه إضافة لما يمارسه هؤلاء المسلحون الأجانب من أعمال قتل ونهب وسلب وسرقة للممتلكات العامة والخاصة، فهناك ما يمكن تسميته “إقامة مستوطنات” لهؤلاء المسلحين ولعائلاتهم تقوم على الاستيلاء على منازل الأهالي الأصليين وأراضيهم، ضمن مخطط يرمي إلى إحداث تغيير ديمغرافي وقومي وعرقي في المنطقة.
وأضافت المصادر: تستمر الممارسات التي ينفذها مسلحو “هيئة تحرير الشام” الإرهابية لاسيما الأجانب منهم (ايغور- أوزبك — شيشان) بحق المدنيين في مدينة إدلب وبعض مناطق الريف، مثل مصادرة الممتلكات والاستيلاء على المنازل التي غادرها سكانها، نتيجة تردي الأوضاع الأمنية، والمنازل المأهولة بأصحابها، بحجة أنها من غنائم الحرب وأنها أصبحت حقا للمقاتلين الأجانب.
وأشارت المصادر إلى أن عددا كبيرا من حالات الاستيلاء على منازل الأهالي في مدينة إدلب وريف جسر الشغور سجل خلال الأشهر القليلة الماضية، وأنه على الرغم من قيام أصحاب هذه المنازل بتقديم كافة الوثائق والثبوتيات اللازمة لدى ما يسمى “حكومة الإنقاذ” الموالية لتركيا والتي تتولى إدارة مدينة إدلب، إلا أن ذلك لم ينفعهم باستعادة منازلهم، حيث تم رفع عشرات الدعاوى على المسلحين الأجانب، ولكن العناصر الأمنية التابعة للهيئة تقوم بتأمين غطاء لهم وتمنع أيا كان من التعرض لهم، فيما تقوم حكومة الإنقاذ باستيفاء مبلغ 100 دولار أمريكي من أصحاب المنازل لقاء النظر في الدعوى الواحدة، ولكن دون أية نتيجة.
ويشكل التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى “الثورة السورية”، وقد لعبوا إلى جانب المقاتيلين الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في شمال وشمال غربي سوريا، حيث اتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقرا لمستوطناتهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم (الجهاد في سوريا)، وقاموا خلال الفترة الماضية بتنفيذ عمليات نهب واسعة، وتدمير مرافق حيوية واستيلاء على أموال عامة وممتلكات خاصة، وتنقيب عن كنوز وآثار في المناطق التي يتواجدون بها.
ومنذ مطلع عام 2016 تصاعدت موجات الغضب الشعبي في إدلب نتيجة ممارسات العصابات الإرهابية المسلحة من تهجير وقتل وسرقة، وخاصة مع بدء قيام المسلحين الأجانب التكفيريين بعمليات اغتصاب المنازل الخالية التي تفاقمت مؤخرا، حيث تؤكد المصادر الأهلية أنه بعد الاستيلاء على كل منزل غادره مالكه، بدأت اليوم مرحلة جديدة عنوانها طرد السكان من بيوتهم في مناطق بعينها لتتحول إلى ما يشبه مستوطنات للجهاديين الأجانب.
سبوتنيك
إضافة تعليق جديد