أوكرانيا تعلن 2008 عاما للتبني
أعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو أن عام 2008 سيكون عام التبني في البلاد بسبب انتشار ظاهرة التشرد وتزايد أعداد الأطفال في ملاجئ الدولة، خصوصا في السنوات القليلة الماضية.
وحث يوتشينكو في حديث لبعض وسائل الإعلام المحلية أمس الميسورين على تحمل مسؤولياتهم تجاه مجتمعهم وتفعيل ما يمكن تفعيله على المستويين الحكومي الرسمي والاجتماعي الخيري الإنساني.
ودعا مجلس الوزراء إلى تشكيل لجنة مختصة قبل حلول رأس السنة الميلادية، تقوم بدراسة شاملة عن أطفال الملاجئ والتشرد، ثم تضع برنامجا عمليا قبل العشرين من الشهر المقبل، للحد من انتشار هذه الظاهرة ودعم وتشجيع عمليات التبني في البلاد من الناحيتين المادية والمعنوية بشكل آمن سليم.
هذه الدعوة لاقت ترحيبا من منظمات وجمعيات اجتماعية وإنسانية حيث أعربت عن أملها في أن تترجم إلى خطوات عملية نحو هدفها، لكن بعضها لم يخف شكوكه في إمكانية تطبيق ما دعا إليه الرئيس بسهولة ويسر.
رئيسة منظمة "كورا" ليليا توكاريفا لفتت إلى أنه بالرغم من جدية المشروع فإنه سيبقى مجمدا ما لم يعرض على البرلمان ويجري التصويت والمصادقة عليه، وليس بالإمكان عرضه الآن لأن البرلمان معطل مما سيؤدي لتأجيله إلى وقت غير معلوم.
وأشارت توكاريفا إلى أن جوهر المشكلة من وجهة نظرها يكمن في المجتمع المحيط بالأطفال فهو مليء بالأزمات السياسية والاقتصادية والتربوية الخانقة، التي تدفع بعض الآباء إلى التخلي عن أبنائهم لعدم مقدرتهم على تحمل أعبائهم، فيكون بذلك الأطفال ضحية ما اقترفته أيادي الكبار.
وكانت دراسة محلية أعدت قبل فترة قد بينت أنه من بين كل 160 طفلا في أوكرانيا ثمة طفل يتيم يعيش بلا مأوى، تنتهي به السبل إلى ملجأ أو عمل بسيط الأجر. وأشارت إلى انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والكحول والتدخين والدعارة بين الأطفال المشردين.
وقد اتخذت الحكومات المتعاقبة عدة إجراءات للحدّ من هذه الظاهرة، كما دعمت فترة لم تدم طويلا عمليات التبني إعلاميا وماديا, فقدمت لكل أسرة تتبنى طفلا مبلغ 200 دولار مساعدة شهرية تشجيعية لرعاية عضو الأسرة الجديد، لكنها توقفت بعد فترة لانتشار الفساد فيها، حيث تحولت إلى مهنة لدى بعض ضعاف النفوس لكسب المال.
الجدير بالذكر أن قرابة 368 ملجأ حكوميا للأطفال تنتشر في شتى المدن والمناطق الأوكرانية وتشرف عليها وزارات مختلفة، كالتربية والتعليم والصحة، إضافة إلى دعم ومساندة جهات أخرى غير حكومية كالهيئات والمنظمات والجمعيات الخيرية الإنسانية المحلية والعالمية.
محمد صفوان جولاق
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد