أوروبا تريد النفط... وليبيا تتخلص من العزلة
أكثر من ٩٠ في المئة من الصادرات النفطية الليبية تذهب إلى القارة العجوز. وموارد الطاقة في ليبيا »غير مُكتشفةً« تماماً. تلك هي بوضوح الأسباب التي تدفع أوروبا إلى بدء مفاوضات للشراكة مع طرابلس، منذ أن أنهت الأخيرة عزلة فرضها الغرب عليها بسبب اعتداء لوكربي.
أما ليبيا فتسعى من خلال هذه المفاوضات، التي بدأت أمس في بروكسل وتوقعت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر أن تنتهي في العام ،٢٠٠٩ إلى تعزيز موقعها دولياً، والتخلص من سمة جعلت منها الدولة الوحيدة الشرق أوسطية التي لم تبرم مثل هذا الاتفاق مع أوروبا.
ووصفت فالدنر المفاوضات بأنها »تاريخية انتظرناها طويلا«، معربةً عن »الثقة بأن اتفاق الشراكة المقبل لن يعزز العلاقات الأوروبية مع ليبيا فحسب، بل سيساهم في تعزيز موقفها داخل المجتمع الدولي«، آملة إنهاء المفاوضات حول هذا »الاتفاق الإطار« في العام .٢٠٠٩
وكانت أوروبا رفعت العقوبات عن ليبيا في العام .٢٠٠٤ واستؤنفت العلاقات بين الجانبين بشكل خجول، إلى أن وافق الرئيس الليبي معمر القذافي، الذي تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من نظيره السوري بشار الأسد تناول »المسائل ذات الاهتمام المشترك«، على الإفراج عن الممرضات البلغاريات في تموز ،٢٠٠٧ ما فتح الطريق أمام هذا الاتفاق الأول.
وتريد أوروبا من هذا الاتفاق تقليص اعتمادها على المحروقات الروسية، وتنويع مصادرها من الطاقة، حيث أوضحت فالدنر أن »أكثر من تسعين في المئة من صادرات ليبيا النفطية تتجه إلى أوروبا«، لكن »موارد الطاقة تلك غير مُكتشفة، جزئيا، وبالتالي ثمة فرصة تعاون كبيرة«، والمفاوضات تهدف إلى »تسهيل تجارة« الطاقة، مع ضمان حماية البيئة وسلامة الإنتاج، مشددةً على أهمية إنشاء »سوق إقليمية أوروبية متوسطية للكهرباء والغاز«، لنقل الاحتياطات من شمال أفريقيا والغاز من بحر قزوين.
وأكدت فالدنر أن المفاوضات »ستشمل« مسألة انتهاكات حقوق الإنسان في لبيبا، لافتة إلى أن الاتفاق سيستند إلى عدد من »المبادئ الأساسية«.
الليبيون في بروكسل، سعوا إلى الترويج لميزات بلدهم، فركّز وزير الشؤون الأوروبية الليبي عبد العاطي العبيدي على »قدرات (بلاده) الاقتصادية وموقعها الجغرافي ودورها المتوسطي والإفريقي، ولهذا فهي ستساهم في شراكة فاعلة مع أوروبا«، مذكّراً بأن ليبيا وأوروبا »تتعاونان في مسائل كثيرة كالهجرة والإرهاب ومكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد