أمل عرفةو«غائبون حاضرون»:القلب يحفظ من غاب عن العين أيضاً
في لقاء مع الزميل معن صالح في برنامجه «يوميات التلفزيون»، ورداً على سؤال حول غيابها النسبي عن السباق الرمضاني خلال الأعوام السابقة، تلفت النجمة السورية أمل عرفة إلى اهتمامات أسرية كان لها النصيب الأكبر من مشاغلها خلال الأعوام السابقة، فاصلة بين هذا الأمر وبين حضـورها الفني. طرح حديث أمل عرفة بمجمله سؤال «حضور الفنان أم ظهوره؟» وهو السؤال الذي يبدو اليوم الأكثر أهمية بعدما شهدنا مشاركات بالجملة للممثلين السوريين في مسلسلات رمضان خلال العامين السابقين، وصلت إلى ثمانية أعمال تلفزيونية دفعة واحدة بالنسبة إلى البعض، بينما ظهـر نجوم بأدوار بطولة مطلــقة بأربعة أعمال دفعة واحدة. ولكن أي تلك الأدوار علقت في الذاكرة وأي منها تركت عند المـشاهد حـضورها الآسر؟
اكتفت الفنانة أمل عرفة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة بمشاركات تمثيلية محدودة، فشاركت عام 2007 في مسلسل «زمن الخوف» لإيناس حقي، ومثـلت عام 2008 في مسلســل «أولاد القيــمرية» للمخرج سيــف الدين سبيعي، وخلال الموسم الرمضاني الأخـير في مسلســل «أصوات خافــنة» للمخرجة إيناس حــقي. والأعــمال الثلاثة انتجتها «أوربت» وعرضتــها على شاشتـها بشكل حصــري ومشفّر، فلم تحظ بالمشاهدة الجماهيرية الحقيقــية الواسعة. وترافــق ذلك بابتعــاد طوعي لعرفة عن الظــهور الإعلامي لأسباب تتعلق بقناعتها بأن لا داعيَ لإطلالة إعلامية من دون أن يكون لديها شيء جديد تتحدث عنه.
ولعل مصادفة العرض الحصري المشفر للمسلسلات التي شاركت فيها أمل عرفة، والغياب الطوعي (وربما التغييب أحياناً؟) الذي اختارته وهي في قمة حضورها الفني عن مسلسلات رمضان الأخرى وعن المنابر الإعلامية لصالح شؤونها العائلية، كفيل بالإجابة عن سؤالنا السابق عما إذا كان حضور الفنان أم ظهوره هو الأهم. فحضور أمل عرفة التمثيلي خلال سنوات تجربتها التمثيلية بدا الحارس الأمين على حفظ مكانتها الفنية رغم نحو ثلاث سنوات من عدم الظهور. ورغم السنوات الثلاث تلك، ما زالت النجمة عرفة تحجز حتى الساعة مكانها في الصف الأول لنجمات سوريا، وهو صف لا يزيد عدد الجالسات فيه بالمناسبة عن عدد أصابع اليد الواحدة حتى لو أوحى ظهور البعض المتكرر أن العدد يفوق هذا بكثير.
يُعرف عن أمل عرفة حرصها على انتقاء أدوارها ضمن فلسفة خاصة بها، فهي كما تقول لا تستطيع الدخول في عمل لا تشعر بأنه مشروعها، ويبقى الاختيار مرتبطاً بـ«طبيعة الفرصة الفنية وأهميتها»، من دون أن تغفل هامش مغامرة محسوبة في بعض اختياراتها الفنية، ولعل في ذلك سراً لم يدركه البعض، فأختار الظهور بكثرة كسبيل إلى حفر صورته في الذاكرة. إلا أن كل من تبنى هذه الطريق أغفل أن من لا يدخل القلب لا تحفظه العين، وأن الفنان الحقيقي وإن بعُد عن العين لا يبتعد عن القلب. الحديث هنا عن أمل عرفة وفي ذاكرتنا فنانون آخرون أولهم الفنانة نبيلة النابلسي التي أبعدها المرض خلال السنوات السابقة والفنان أديب قدورة الذي أبعده الإهمال وهو نجم سينما السبعينيات والفنانة سامية الجزائري نجمة الكوميديا السورية والفنانة سلمى المصري الغائبة من دون استئذان هذا العام.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد