أستاذ في الحقوق للوزراء: بنزين سياراتكم شهرياً يعادل راتبي لسنة
شكل مؤتمر الحرب في سورية تداعياتها وآفاقها منصة حوار ونقاش مباشرة بين الحكومة التي حضرت بمعظم وزرائها وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء عماد خميس والمواطن الذي وجد نفسه وجهاً لوجه مع وزراء قد يضطر للانتظار طويلاً للحصول على لقاء معهم في مكاتبهم.
الطروحات والأسئلة في المؤتمر الذي نظمته الجمعية العلمية السورية البريطانية على مدار يومين كانت جريئة لدرجة أن بعضها تحول لصدام مع بعض الوزراء ما قلب بذلك المعادلة وحوّل المواطن إلى محقق يسأل عن إنجازات الحكومة على حين الوزير وجد نفسه في موقع الإجابة عن هذه التساؤلات والطروحات.
ورصدنا بعض المداخلات الجريئة لبعض الحضور، وعدم ذكر كل المداخلات لا يعني أنها غير مهمة لكن المجال لا يسمح لنا إلا ذكر بعضها.
والبداية مع أستاذ كلية الحقوق عصام التكروري الذي قال للوزراء الحاضرين: مصاريف سياراتكم من البنزين 400 ألف شهرياً وهذا ما يعادل راتبي لمدة سنة وبالطبع لا بد لكل وزير منكم أن يرافق موكبه ثلاث سيارات على الأقل.
ورأى التكروري أن هناك فجوة بين المسؤول والآخرين من عامة الشعب، معتبراً أن التشريعات التي تعمل عليها الوزارات حالياً تعود إلى فترة السلم.
وشدد التكروري على ضرورة إيجاد تشريعات طارئة وتقديم أجوبة سريعة، ومتتالية مضيفاً: هناك حالة قطيعة بين المسؤول والمواطن.
وتساءل التكروري: هل يعتبركم المواطن خصماً له أم إنكم غير راغبين في الإصلاح؟ ومن ثم كيف تعتقدون أن يعتبركم شركاء معه وأنتم في واد وهو في واد آخر؟
موظف متقاعد وجد من المؤتمر منبراً لإيصال صوته الأجش الذي وصل إلى حدوده القصوى في الارتفاع مخاطباً الوزراء: سيأتي يوم وتتقاعدون ثم ستشعرون بخطورة هذه المرحلة مضيفاً: أنتم نسيتم المتقاعدين ومعاشاتهم لدرجة أني لم أجد ما آكله. وروى المتقاعد قصته مع المشافي الحكومية التي عانى فيها حينما اضطر لإجراء عملية في إحداها إلا أن حالته الطارئة لم تساعده أن ينتظر دوره الذي تم تحديده له من إدارة المشفى بعد شهرين ليدخل أحد المشافي الخاصة لإجراء العملية بكلفة مليون ونصف المليون متسائلاً: ماذا أنتم تفعلون للمواطنين؟ مشارك آخر رد على وزير المالية الذي رفع صوته أثناء رده على أحد الأسئلة قائلاً له: كمواطن يمكنني رفع صوتي كما ترفع صوتك ما دفع بالوزير إلى تسويغ ذلك بأنه كان يريد أن يسخن الأجواء لأنه يحب الأجواء ساخنة.
وانتقدت الدكتورة إنصاف الحمد ما قاله وزير العدل حول مطلب القضاة مقابلة رئيس مجلس القضاء الأعلى وهو رئيس الجمهورية مرتين في السنة معتبرة أن هذا المطلب لا يتم في مثل هذه المؤتمرات.
وجد وزير العدل من المؤتمر فرصة ليسوّغ كتاب الوزارة الذي جاء رداً لكتاب مجلس الوزراء حول الصحفيين، موضحاً الفرق بين النيل من هيبة الدولة ونقد الحكومة الذي يعتبر الأخيرة حقاً مشروعاً للصحفي. في كل استراحة تعقب الندوات الحوارية كان الوزراء يختلطون بالحضور لدرجة أن الكثير منهم كانوا على طاولة واحدة مع المواطنين يتبادلون أطراف الحديث.
وأخيراً إن هذه الصورة لم تكن بهذا الشكل سابقاً وهنا لا بد من التساؤل هل هي لحظة عابرة أم إنها ستتكرر؟
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد