أزمة الركود تحاصر بيروت
يجهد وسط بيروت لتجاوز ازمة الركود التي لازمته طوال الهجوم الاسرائيلي على لبنان، ولكن وقف الاعمال الحربية ورفع الحصار الجوي والبحري لم يشكلا خشبة الخلاص الموعود لأن "الموسم انتهى والسياح لن يعودوا".الحركة ظهرا وليلا في وسط العاصمة سجلت تحسنا ملحوظا منذ وقف اطلاق النار في 14 آب الفائت، لكنها "حركة بلا بركة" بحسب اهل الوسط ولا تقاس بما كان عليه الوضع قبل اندلاع المواجهات العسكرية.
وكان لبنان موعودا بصيف مزدهر يناهز عدد السياح فيه مليونا ونصف مليون، لكن العدوان الاسرائيلي في 12 تموز فاجأ الجميع وسرعان ما تحول وسط العاصمة مدينة اشباح مع اقفال غالبية المطاعم والمتاجر ابوابها.
سامر عليق يدير مطعما اجنبيا. قال "الوضع تعيس. لم نر منذ وقف اطلاق النار لا عربا ولا اجانب، حتى الزبائن اللبنانيون قلائل ولولا بعض الشبان لكان الوضع أسوأ".وأضاف ان "استئناف المطار نشاطه لم يؤثر كثيرا واعتقد ان كثيرين ممن بقوا في البلد خلال الحرب غادروه"، موضحا ان "اقتراب موسم المدارس أثر سلبا على نشاطنا".
وليد عربي يدير مطعما ايطاليا وعربيا واضطر الى الاقفال كسواه خلال الحرب. وقال "الوضع تحسن بنسبة لا تتجاوز عشرين في المئة، في اي حال الموسم انتهى وصرنا على ابواب الشتاء".
ولم ينكر وجود بعض الاجانب "لكن نسبتهم ضئيلة، والامر نفسه ينطبق على الزبائن الخليجيين".
وعادة يقصد اهل الخليج الربوع اللبنانية في الصيف، وفي مقدمهم السعوديون والكويتيون الذين يملك عدد كبير منهم شققا وفيلات في المصايف اللبنانية.
مارون خضرا كاد ان يقول الكلام نفسه، لكنه تطرق الى قرب حلول شهر رمضان وخصوصا ان المطعم الذي يشرف عليه يحضر وجبات افطار يومية في شهر الصوم. من هنا لا يزال يأمل بمجيء "الاخوان العرب".
غير ان الصورة مختلفة تماما في مطعم جان باسيلي الذي يقدم وجبات فرنسية، فالطاولات خالية ورب العمل مستاء "اقل ما يقال في وضعنا انه سيىء، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ونحن نحتضر".
وأضاف "أملك محلا في كسروان مصيبته اقل، فهنا الايجار خيالي والخدمات باهظة، ليتني لم اعد من باريس".وشكل اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في شباط 2005 ضربة قاسية للاقتصاد اللبناني، وتلته سلسلة تفجيرات واغتيالات لم تدع مجالا للبنانيين لالتقاط أنفاسهم.ولم يشذ طوني لطوف عن قاعدة التذمر، فالحركة في رأيه "اقل من خفيفة" ورفع الحصار الجوي والبحري الذي فرضته إسرائيل "لم يرفع الحصار المستمر عنا". وسأل "ماذا ننتظر بعد فصل الصيف يوشك ان ينتهي والعرب لن يأتوا وخصوصا ان موسم المدارس بدأ في بلدانهم".
عبد القادر النصولي يملك متجرا لبيع الالبسة في شارع فوش، عزا تحسن الحركة الى "الحسومات الكبيرة وليس لعودة اهل الخليج الى لبنان".
وأكد "انها المرة الاولى نخفض فيها اسعارنا بنسبة خمسين في المئة ولم يكن امامنا خيار آخر".
ولعل لينا ابي انطون هي الوحيدة التي لم تبد قدرا كبيرا من الاسف، وخصوصا انها تشرف على متجر فخم لا يحتاج الى البحث عن زبائنه "امر طبيعي ان نغلق ابوابنا في الحرب، لكننا عوضنا لاحقا ونحن افضل من سوانا".
ونفت ان تكون صادفت زبائن من الخليج. وقالت "العرب الوحيدون الذين قصدونا وفدوا من الاردن".
أما أحمد الحاج الذي كان يسلي نفسه بالكلمات المتقاطعة في متجره، فتباهى بأنه لم يقفل متجره طوال الايام السوداء. وسارع الى القول "الموسم مات، نعول أساسا على السائح الخليجي ولكن اين هو لقد عاد بعض العرب ولكن للعمل والفرجة".
وأوضح ان "عيد الفطر (المقبل) لا يشكل موسما بالنسبة إلينا لأنه يستقطب نسبة ضئيلة من الخليجيين".
جو لبكي أيضا لا يتكل على سكان الخليج وخصوصا انه يدير متجرا لبيع الساعات الفاخرة، "زبائننا اوروبيون والوضع كان جيدا قبل 12 تموز، لكن الامور انقلبت رأسا على عقب والحركة اليوم شبه معدومة".
وأضاف "لدي نقص كبير في البضاعة، لكنني لست في صدد طلب المزيد لأن حال البلد لا تدعو الى الاطمئنان".
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد