أردوغان في زيارة لمصحة الإدمان

طالعتنا وكالة أنباء الأناضول بتغريدات أردغوانية أشبه ما تكون بسكرات الموت ، أو هلوسات في مصحة لعلاج المدمنين،فيبدو أن الرجل قد أرهقته الطرقات المتلاحقة على قحفة رأسه ومن كل الإتجاهات،فأوروبا خذلته ولم تمكنه من الإلتحاق بركب اليورو المتداعي،والناتو كرر على مسمعه ديدن بني إسرائيل ،(إذهب أنت وربك فقاتلا إنِّا ها هنا قاعدون)والدفاعات الأرضية السورية تسببت بماسٍ كهربائي حارق لمركز(الفيوز)العقلي لديه،إضافة لهزائم المتكتكين المتحررين من كل القيم والأخلاق تحت سطوة الجيش العربي السوري في دمشق وحلب،وضربات حزب العمال الكردستاني،والنقمة الشعبية على سلوكياته تجاه سوريا،وخسائر إقتصادية،واستماعه لكلام يكتم على مراوح النفس في كلٍ من طهران وموسكو،لن أزيد فهذا يكفي حتى نقول أعذرناك.

يقول أردوغان أن صلاته في الجامع الأموي باتت قريبة ،وأنه سيزور ضريح صلاح الدين الأيوبي وقبر ابن عربي وبلال الحبشي،ولن يتجرأ أى معارض تركي على دخول دمشق،وأكاد أجزم أن هذه حتى لم تعد حالة قابلة لتوصيف الهلوسة،و بالنظر إلى هذا الكلام من زاويتين فقط ،يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الرجل دخل في مرحلة الخرف المبكر،والنظر من زاويتيين فقط هو رأفة بحاله حتى لا تقيم عليه الدولة التركية الحجر الصحى.

الزاوية الاولى:هي شكلية،فإن التصريحات النارية من هذا القبيل إن كانت صادرة عن رجل سياسة واثق من نفسه فهى يجب أن تكون هدارة عاصفة وأمام المايكرفون وعين الكاميرا،لا تسريبية كسلوك عاشق مراهق لا يعرف كيف ستصل رسالته لمعشوقته،فالقاعدة العسكرية والإستراتيجية أينما تصل دانة مدفعك فتلك حدود سيطرتك،أما وإن مدافعك ساكتة راجفة، فاذهب أنت وفراقيعك بعيداً،فهذا موعد قيلولتنا.

ثم أن هذه الهلوسة لا يمكن أن تكون ذات وزن في السياسة أو ذات مفاعيل ميدانية سوى بفتح مزيد من الطرق لسفهاء القوم نحو تنور الجيش العربي السوري،فمن المفترض على قائد بحجم حفيد للسلاجقة أن يعطى المواعيد والمرتكزات والحيثيات،وإلا ما الفرق بين هلوساته وتلك التى إمتلأت بها الرزنامة الشامية من هلوسات القرضاوى والعرعور والهارب بأمره الفريق المُستجد الأسعد،أما إذا كان هذا مستواك فإنك لا تصلح للإئتمان على ثلاث نعاج راعياً،لا على دولة قادها محمد الفاتح يوماً،وتربع عبد الحميد الثانى على عرشها يوماً.

وكذلك فإن القادة العظام لا يناكفون معارضيهم كأطفال يتقاذفون كرة شراب في أزقة الحواري،لن تتجرأو على دخول دمشق،ويذكرني ذلك بوعيد الأطفال المتناكفين،عندما يفرض أحدهم عضلاته ،فيرد عليه الآخر متوعداً إياه ،إن أتيت إلى حيينا والله _ويعظمها بكسر الهاء_ لأشتمن أبيك،أهذا هو الأردوغان المتصابي الذي زغردت له عصافير الربيع العربي ونادته مرمرة مستغيثة،فقال سفينة خرسيسة.

الزاوية الثانية :وهى زاوية المضمون لناحية الأسماء من صلاح الدين الأيوبي و محي الدين ابن عربي،قد يكون غائباً أردوغان أن عبدالله أوجلان هو سليل لأعراق الأيوبيين،وأن الأكراد التى تدكهم طائراتك ومدافعك صبح مساء ، هم سليلوا الأيوبييين،وبحكم أني أهوى الإفتراضات الجدلية،فسأفترض جدلاً ثلاثة إحتمالات،

الأول:ماذا لو سألك صلاح الدين عن قتلك الأخرق لبني جنسه فبماذا ستجيب؟

الثاني:ماذا لو كان صلاح الدين الأيوبي هو من يحكم دمشق الشام،هل كنت ستقف بين يديه صاغراً قارئاً فاتحتك مباركةً لبيعته،أم كنت ستكفره وتستدعى له الناتو؟

الثالث:ماذا لو سألك صلاح الدين عن علاقتك مع مغتصبي الأقصى الذى إستحى هو من أن أن يضحك وهو في يد الصليبيين،أو سألك عن إنضوائك في حلف العداء لصلاح الدين حلف الناتو،فماذا ستقول؟

ثم جئت حلفائك من سلفيين ووهابيين بالبدعة الكبرى،بأنك ستزور قبر ابن عربي،ألا تعلم أيها الأردوغان أن هؤلاء يكفرون ابن عربي بالثلث،وأن من لم يكفره فهو كافر،و إن تحققت أضغاث أحلامهم ببيع دمشق في سوق النخاسة وأسقطوها،فقد يهدمون قبر ابن عربي قبل أن تصل سيادتك إليه لقراءة الفاتحة،بحكم أنه كافر مارق زنديق.

يقول ابن عربي(الحكم نتيجة الحكمة،والعلم نتيجة المعرفة،فمن لا حكمة له لا حكم له،ومن لا معرفة له لا علم له) فاستمع لقول من تود زيارته واتعظ،فكن عارفاً حكيماً،حتى تكون عالماً حاكماً،فمصحات الإدمان لا تصلح لحكم الأمم.

أما بلال الحبشي،فويلك من بلال،هذا الذي صدح صوته مكبراً على وقع تهشيم أصنام الكعبة،سيلعنك لعناً كبيراً،عندما يراك وأنت تقيم صنماً للات الناتو وهُبل أمريكا ومناة(إسرائيل)فوق قبره،وقبل كل ذلك فإن قوات الجيش العربي السوري ستقطع قائمتيك من الورك،إن أوحت لك شياطينك بأن هلوساتك حقيقة.

                                                                                                              إيهاب زكي

                                                                                                              بانوراما الشرق الاوسط