«ويكيليكس» يواجه الإفلاس وأسانج يخشى اغتياله في أميركا
أعرب مؤســس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج عن تخوّفه من أن يتعرض للاغتيال في أحد السجون الأميركية في حال جرى تسليمه للولايات المتحدة بتهمة التجسس، مبدياً اعتقاده بأن القضية برمتها سياسية، وأنه يمكن افتراض وجود محاولات للتأثير على الرأي العام في بريطانيا بهدف تسليمه.
ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس الأول، عن أسانج أنه يعتقد بأن تسليمه للولايات المتحدة مستحيل سياسياً لأنه سيكون معرضاً لخطر القتل هناك، على غرار ما حصل لجاك روبي الذي قتل هارفي اوزوالد المشتبه بأنه اغتال الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي.
وفيما لفتت الصحيفة إلى أنه «من غير المرجح أن تسلم السلطات البريطانية أسانج للولايات المتحدة إذا كان يتمتع بتأييد شعبي في المملكة المتحدة»، نقلت شبكة «سي بي إس» الإخبارية الأميركية عن أسانج قوله إنه من الممكن أن يصدر رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون قراراً بتسليمه للولايات المتحدة أو السويد، ولكنه أوضح أنه من «المستحيل سياسياً» أن يقوم كاميرون بخطوة كهذه.
وأضاف أسانج «قانونياً، لبريطانيا الحق في عدم التسليم حيال الجرائم السياسية والتجسس... إذ أنها تملك حرية التصرف في قبول هذا الاستثناء أو لا»، لكنه لفت إلى أنه لا يستبعد طلباً أميركياً لتسليمه وتقديمه إلى المحاكمة لمزاعم التجسس.
وذكرت الشبكة أن الحكومة الأميركية لم تقدم على توجيه أية اتهامات لأسانج حتى الآن، غير أن وزير العدل الأميركي إريك هولدر صرح أن الولايات المتحدة تعمل الآن على التحقيق في الجرائم التي تم ارتكابها داخل الولايات المتحدة، في إشارة إلى اختراقات «ويكيليكس».
في هذه الأثناء، وقّع أسانج عقداً تتجاوز قيمته المليون جنيه إسترليني (1,5 مليون دولار) لكتابة سيرته الذاتية. وفي مقابلة نشرتها صحيفة «صنداي تايمز»، قال أسانج: «لا أريد تأليف هذا الكتاب لكنني مضطر للقيام بذلك. لقد أنفقت حتى الآن 200 ألف جنيه في نفقات قضائية ويجب أن أدافع عن نفسي وأن أحافظ على ويكيليكس».
برغم ذلك، نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن أسانج قوله إنه متخوف من احتمال أن يواجه موقعه خطر الإفلاس بعدما أوقفت كل المساعدات التي كان يتلقّاها والتي بلغت 100 ألف يورو يومياً.
ونقلت «نوفوستي» عن أسانج إن الموقع ليس لديه الأموال الكافية لسداد الفواتير، التي تشمل مصاريف الدفاع عنه شخصياً، وتقترب من نصف مليون جنيه استرليني. وأقر أسانج بأن قرار مؤسسات مالية مثل «فيزا» و«ماستر كارد» و«بال باي»، التي وصفها بـأنها «أدوات للسياسة الخارجية الأميركية»، بوقف تحويل التبرعات إلى «ويكيليكس»، قد حرم الموقع من مصادر تمويل عملية نشر المزيد من الوثائق خلال الأشهر الستة المقبلة.
من جهة ثانية، توقع أسانج أن تبرم الإدارة الأميركية صفقة مع الجندي الأميركي الشاب برادلي مانينغ المشتبه بتسريب الوثائق إلى موقع «ويكيليكس»، لكي يعترف بجرمه.
وفي هذا الإطار، نقل الباحث في مجال المعلوماتية ديفيد هاوس، وهو أحد مناصري مانينغ، أن ظروف اعتقال الأخير في السجن الأميركي «قاسية وغير إنسانية». وحذر هاوس من أن الصحة الجسدية والعقلية لمانينغ تتدهور، لافتاً إلى أن الجندي الموقوف روى له أنه لم يتمكن من تنشق الهواء في باحة السجن منذ أربعة أسابيع، ولم يكن باستطاعته القيام بتمارين جسدية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد