«داعش» و«النصرة» تُعلنان الحرب على لبنان

تمدّد المجاهدين إلى لبنان». عنوان مرحلة جديدة ستبدأ قريباً، لكنّها لن تُشبه سابقاتها على صعيد التفجيرات. بالأمس، شُغلت «المنتديات الجهادية» التي تدور في فلك تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بالترويج لكلمة صوتية سيُلقيها اليوم «أحد القياديين في تنظيم الدولة، أبوسياف الانصاري، يُعلن فيها تمدّد دولة الاسلام إلى لبنان».

وستنُشر الكلمة على حساب «مؤسسة الاعتصام»، الموقع الرسمي لـ «الدولة» على «تويتر»، في ساعة لم يجرِ تحديدها. وترافق ذلك مع إصدار «جبهة النصرة في لبنان»، على حسابها على «تويتر» أيضاً، بيانها الرابع الذي حمل عنوان «نداء عاجل لأهل السنّة في لبنان»، أعلنت فيه أنّ «حزب إيران بجميع مقرّاته ومعاقله الأمنية والعسكرية هدفٌ مشروع لنا حيثما وُجد»، وانطلقت «النصرة» في بيانها مما سمته «الحرص على دماء أهل السنّة وإبراء الذمة أمام الله»، لتدعو أهل السنة في لبنان إلى «عدم الاقتراب أو السكن في مناطقه أو قرب مقرّاته وتجنّب تجمّعاته ونقاط تمركزه».
يتسابق «إخوة الجهاد» في إعلان الحرب ضد لبنان. ويترافق ذلك مع تسارع الأحداث الأمنية التي تجري على وقع عمليات الدهم التي يُنفّذها الجيش اللبناني ضد مشتبه فيهم بالارتباط بتنظيمات تدور في فلك «القاعدة» الفكري. ماذا يعني بيان «النصرة» الرابع؟ وهل من جديد سيحمله كلام «أبو سياف الأنصاري»؟
«حربنا لن تقتصر على سوريا، قريباً سيشتعل لبنان»، عبارةٌ أكّدها أحد «القياديين الجهاديين» في الميدان السوري خلال محادثة عبر «سكايب»، تعليقاً على مضمون كلمة أبو سيّاف. وكشف القيادي المذكور الذي ينشط في الريف الدمشقي  أن «الفواصل الزمنية بين التفجيرات الخمسة التي ضربت ضاحية بيروت الجنوبية ستتقلّص»، كاشفاً عن أن «وتيرة العمليات الاستشهادية ستتضاعف ضد أهداف تابعة لحزب الله». وأكد أن «المسألة لن تقتصر على فارق التوقيت بين العمليات»، بل إنّ «رقعة الاستهداف ستتسع أيضاً. وكمية المتفجرات ستجري مضاعفتها».
وذكرت المعلومات أن «أبو سياف هو أحد أمراء القاعدة في لبنان»، مشيرة إلى أن «البيان سينطلق من لبنان مترافقاً مع عمليات أمنية».
في موازاة ذلك، تنهمك الأجهزة الأمنية في رصد حركة انتقال «الجهاديين» بين لبنان وسوريا. وأبلغت مصادر أمنية «رصد انتقال سعوديين عبر عرسال للقتال في الداخل السوري»، لكنها لم تؤكد أي معلومة عن إمكان عودة هؤلاء لتنفيذ عمليات انتحارية في لبنان.
ولا تخفي الأجهزة الأمنية تخوّفها من احتمال «استخدام الانغماسيين في العمليات». والانغماسي مصطلح تُطلقه «المجموعات الجهادية» على المسلّح الذي يزنّر نفسه بحزام ناسف، ويشارك في الاقتحامات للقتال حتى الموت، أي إنّه لا يُفجّر نفسه إلا عند الرمق الأخير. بمعنى آخر، تتخوّف الأجهزة الأمنية من احتمال قيام مجموعات إرهابية بمهاجمة مراكز تجارية أو تجمّعات سكنية في مناطق محدّدة لإلحاق أكبر عدد من الخسائر وإحداث ضجة إعلامية أكبر مما يُمكن أن تُخلّفه التفجيرات الانتحارية. إزاء ذلك، كشفت معلومات خاصة أنّه زُرعت كاميرات مراقبة متطوّرة في بعض النقاط الحسّاسة منذ نحو أسبوع، كما أشارت إلى استبدال بعض الكاميرات الموجودة بأخرى أكثر دقة لرصد التحركات المشبوهة.

رضوان مرتضى

المصدر: الأخبار