«الصرخة» بـ120 مليون دولار
بيع نموذج من لوحة «الصرخة» للفنان النروجي ادفارد مونك في مزاد لدار سوذبيز في نيويورك بسعر قياسي بلغ 119.92 مليون دولار، لتصبح بذلك أغلى عمل فني يباع في مزاد. واستمرت عملية البيع المحتدمة جداً في قاعة سوذبيز التي اكتظت بالحضور، 12 دقيقة فقط وشهدت مزايدات كانت ترتفع بأكثر من عشرة ملايين دولار في غضون دقيقة. وفي اجواء مشدودة، تنافس سبعة اشخاص على شراء اللوحة الشهيرة التي كان سعرها مقدراً بثمانين مليون دولار.
ونفذت اللوحة في العام 1895 وترمز الى اليأس الأممي وتظهر رجلاً يصرخ، وقد وضع يديه على اذنيه على خلفية سماء يلطخها الدم في اوسلو. وهي النموذح الوحيد من اصل اربعة نماذج للوحة «الصرخة» الذي لا يملكها متحف.
وانتهت المزايدات على اللوحة وسط تصفيق حار، بعدما أعلن مفوض المزاد توبيا ميير تسجيل «سعر قياسي عالمي».
ولم ترشح اي تفاصيل عن هوية المشتري الذي كان محور الكثير من المحادثات بعد عملية البيع، الا ان البائع رجل الاعمال النروجي بيتر اولسن عبر عن سروره الكبير بتسجيل السعر القياسي. وكان الفنان التعبيري مونك نفذ بين عامي 1893 و1910 اربعة نماذج من هذه اللوحة. والنسخة التي بيعت في مزادات الفن الانطباعي والحديث لدى دار سوذبيز، ملك لعائلة اولسن منذ 70 سنة. وكان بيتر اولسن ورثها عن والده توماس جار مونك ونصيره في ما بعد. وتتميز اللوحة بأنها تضم كلمات القصيدة التي استوحيت منها مكتوبة بأحرف حمراء على الاطار المصنوع من الخشب الفاتح اللون.
اما النماذج الأخرى للوحة «الصرخة» فهي ملك لمتحف مونك (نسختان) في اوسلو والغاليري الوطني في اوسلو (لوحة واحدة).
ورحب سايمن شو المسؤول عن دائرة الفن الانطباعي والحديث لدى دار سوذبيز بـ «الأمسية التاريخية» مشدداً على البعد الأممي للوحة «الصرخة» التي اعتبرها «مفتاحاً للضمير الحديث».
اللوحة التي كانت موضع كتب وأفلام ودراسات كثيرة، وضعت أيضاً على فناجين قهوة وشاي وعلى قمصان قطنية وأغراض أخرى تستخدم في الحياة اليومية. وكان شو قال قبل المزاد «انها من الصور القليلة التي تتجاوز الفن والتاريخ لبلوغ الضمير العالمي».
وحدها ثمانية اعمال فنية تجاوزت سعر 80 مليون دولار في مزاد وهي خصوصاً لوحات ومنحوتات لبيكاسو وجاكوميتي وكليمت.
وكان السعر القياسي العالمي السابق سجلته لوحة «العارية والنحات» لبيكاسو التي بيعت بـ 106.4 مليون دولار مع إضافة العمولة في ايار (مايو) 2010 لدى دار كريستيز في نيويورك.
في يومياته كتب مونك في 22 كانون الثاني (يناير) 1892 مفسراً كيف استوحى لوحة «الصرخة» فقال: «كنت اتنزه على درب مع أصدقائي. وكانت الشمس تغيب. فجأة اصبحت السماء بلون أحمر قانٍ. توقفت منهكاً واستندت الى سياج. كان هناك دم وألسنة من نار فوق الفيورد الازرق-الاسود وفوق المدينة. واصل أصدقائي سيرهم وأنا بقيت هنا ارتعد خوفاً وشعرت بصرخة لا متناهية تخترق الكون».
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد