«الإسكوا»: «الربيع العربي» يقصي الطبقة الوسطى
حذرت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) من انه في بلدان «الربيع العربي» لا يكفي أن يكون الفرد مهنياً حتى يضمن التقدم إلى الأمام، اجتماعيا واقتصاديا.
وأطلقت «الاسكوا» تحذيرها في تقرير صدر عن شعبة التنمية الاقتصادية والعولمة» عن «واقع الطبقة الوسطى العربية قياسها ودورها في التغيير»، وذلك خلال ندوة في فندق فينيسيا شارك فيها نائب الأمين التنفيذي للجنة عبد الله الدردري والرئيس السابق لقسم الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت المستشار في البنك الدولي ومنظمة العمل الدولية زافيريس تزاناتوس، والوزير السابق شربل نحاس.
وتناول التقرير، الذي قدمه خالد أبو إسماعيل، الطبقة الوسطى العربية من زاوية التعريف الاقتصادي، واعتبرها القوة الرئيسية وراء تجارب التنمية الناجحة. وحدد الطبقة الوسطى «بأولئك العامين في القطاع الرسمي من ذوي الياقات البيضاء ويحملون شهادة الثانوية على الأقل».
وأضاف التقرير «تبين من حجم الأرقام، ولدى مطابقتها على واقع الدول العربية التي شهدت اضطرابات سياسية وصلت ذروتها بالحروب المشتعلة في أكثر من منطقة، إلى أن دورها تراجع وقلة فعاليتها لأسباب اقتصادية، منها انتقالها من الزراعة إلى الخدمات، وبقدر اقل نحو الصناعة، إضافة إلى تنامي سوق العمل غير الرسمي وتوزع المهنيين على مختلف القطاعات».
وأرجع التقرير سبب ذلك إلى «السياسات الاقتصادية التي لم تطابق بين محصلات التعليم وسوق العمل، ناهيك بالإنفاق الصحي من الحساب الخاص»، فيما أشار تزاناتوس إلى أن «الطبقة الوسطى تبدو في تراجع»، موضحا أن غالبية دخل المهنيين في لبنان تذهب نحو الرعاية الصحية ودفع بدلات السكن.
ورفض نحاس حصر التعريف بالطبقة الوسطى بالبعد الاقتصادي والاجتماعي، داعيا إلى عدم اعتبارها الركيزة الأساسية في عملية التغيير، متسائلا عن الطبقة التي كانت تحكم في الأنظمة العربية.
وأشار نحاس إلى أن «السلطات الحاكمة أجرت نوعا من العقد مع الطبقة الوسطى، فالأخيرة نالت امتيازات لقاء سكوتها عن القمع الذي كانت تمارسه الأنظمة، وهي بهذا المعنى كانت شريكة في الحكم وعدم التنمية وتخلف المجتمعات»، داعيا إلى عدم تعزيز الإشكالية والالتباس عبر التركيز على الطبقة الوسطى «التي أنتجت عبر التاريخ، على سبيل المثال لا الحصر، الفاشية».
واعتبر نحاس أن «الطبقة الوسطى تخضع لتبدل اجتماعي دائم، محكومة فرديا واسريا بالارتقاء، وهي بهذا المعنى موقف جماعي وإفرادي، إذ ان الطبقة هي الموقف من السلطة»، متسائلا عمن يتحكم بالسلطة اليوم، مبديا شكوكا في أن ترى الدولة التنموية حظوظها في دولنا العربية.
نبيه عواضة
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد