120 قتيلاً حصاد ثورة الأفغان

30-05-2006

120 قتيلاً حصاد ثورة الأفغان

فجر حادث مروري تسببت به مركبة عسكرية أمريكية في كابول، أمس، اضطرابات عنيفة ودموية بين آلاف من الأفغان الغاضبين والجنود الأمريكيين، الذين قتلوا 13 شخصاً، وأصابوا 107 آخرين، فيما ذكرت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة أنها تجري تحقيقاً في الحادث، وأعلنت عن مقتل 50 مسلحاً على الأقل من عناصر “طالبان” بقنبلة ثقيلة أسقطتها على مسجد في إقليم هلمند.
وتجمعت حشود غاضبة بعدما صدمت شاحنة تابعة للقوات الأمريكية نحو 12 عربة مدنية، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وجرح آخرين. ورشق أفغان غاضبون القافلة العسكرية الأمريكية بالحجارة، وأكد شهود عيان ومصورون صحافيون أن الجنود فتحوا نيران أسلحتهم على الحشد الغاضب، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وزعم متحدث باسم الجيش الأمريكي أن الجنود أطلقوا أعيرة تحذيرية باتجاه الحشد، مضيفاً ان قوات التحالف الدولي تجري تحقيقاً شاملاً في الحادث، وأضاف انه “سيتم دفع تعويضات لكل من يستحقها".
واندلعت أعمال شغب في أنحاء العاصمة كافة خاصة وسطها التجاري وحي وزير أكبر خان الدبلوماسي، حيث سمع إطلاق نار كثيف، خصوصاً قرب السفارة الأمريكية. وذكر شهود عيان أن الشرطة الأفغانية فتحت النار على تجمع أعداد متزايدة من المحتجين. وردد متظاهرون هتافات “الموت لأمريكا.. الموت لقرضاي”. وطوقت قوات الشرطة والجيش الأفغاني الحي الدبلوماسي ومنعت المتظاهرين من الاقتراب منه.
وأفاد أحد شهود العيان لوكالة “فرانس برس” أنه رأى جنوداً أفغاناً يقتلون اثنين من المتظاهرين حاولا اختراق الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة على ذلك الحي الذي يضم القصر الرئاسي ومكاتب الأمم المتحدة. وقال شهود آخرون للوكالة: إنهم شاهدوا رجلاً آخر يقتل أمام فندق سيرينا القريب من القصر الرئاسي.
وأغلقت المحلات التجارية أبوابها بعد اندلاع موجة من النهب. وكانت آثار أعمال العنف لا تزال ظاهرة في وسط المدينة، حيث تم إحراق عدد من مراكز الشرطة. كما أحرقت سيارات وعدد من المباني، لا سيما تلك التي تضم منظمات أجنبية عمد متظاهرون إلى نهبها. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية فرض حظر التجول في كابول اعتباراً من الخامسة والنصف مساء أمس وحتى الساعة الحادية عشرة قبل منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء.
ودعا الرئيس الأفغاني مواطنيه إلى الهدوء، وقال في خطاب تم بثه على الهواء مباشرة: إن محرضين أججوا المظاهرات وأعمال العنف أمس في كابول، وأضاف: “شاهدنا خلال هذه الأحداث عدداً من الانتهازيين والمحرضين يقدمون ويشرعون بتدمير منازلنا وبلدنا”، ودعا المواطنين وقوى الأمن إلى التصدي لمرتكبي أعمال التخريب. وقال مصدر دبلوماسي في الدوحة: إن زيارة قرضاي إلى قطر، والتي كانت مقررة أمس أرجئت إلى أجل غير مسمى بسبب الأحداث التي شهدتها كابول.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الأمريكي ومسؤول في حكومة ولاية هلمند إن 50 شخصاً ممن يشتبه في أنهم من مقاتلي “طالبان” قتلوا أمس الاثنين عندما قصفت مقاتلات تجمعاً مفترضاً ل “طالبان” في أحد المساجد جنوب أفغانستان.
وقال نائب حاكم ولاية هلمند أمير محمد خونزاده: إن “مقاتلي “طالبان” كانوا مجتمعين في مسجد وحددت قوات التحالف مكان وجودهم”. وأفاد أن “نحو خمسين من مقاتلي طالبان قتلوا”. وذكر الجيش الأمريكي أنه شن غارة على المتمردين، بينما كانوا ينسحبون إلى “مجمع” بعدما هاجموا دورية تابعة للقوات الأفغانية وقوات التحالف في منطقة كاجاكي بولاية هلمند المضطربة.
وذكر الميجور كوينتين اينيس المتحدث باسم التحالف أن الأرقات التي تحدث عنها خونزاده معقولة، وقال: “إن هذا الرقم غير مستبعد”. وأضاف ان التحالف رد بإلقاء قنبلة زنتها نحو 1250 كيلوجراماً على المجمع.
وأصيب ستة جنود كنديين وقتل ستة من عناصر طالبان في معركة أخرى دارت قرب مدينة قندهار.

 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...