10 مقاربات فرنسية لما بعد الانسحاب الأميركي من العراق ومستقبل الأوضاع في سورية
يروي مصدر صحافي فرنسي كان على متن الطائرة التي أقلت وزير الخارجية الفرنسية (آلان جوبيه) في إحدى رحلاته إلى العاصمة الروسية موسكو لبحث الموضوع السوري، يروي عن الوزير الفرنسي قوله إنه لم يشهد "المسؤولين الروس غاضبين بهذا الشكل منذ الحرب مع جورجيا" التي توسط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي باسم الغرب لوقفها، وبالتالي أوقف الزحف الروسي نحو العاصمة الجورجية تبيليسي.
ويضيف الصحافي الفرنسي أن "فرنسا الدبلوماسية التي تعيش منذ اندلاع ما يطلق عليه هنا تسمية (الربيع العربي) نشوة العودة إلى الساحة الدولية من منطق القوة العظمى الضاربة عسكريا والمقررة سياسيا، وهي تتعامل في الموضوع السوري بالتحديد ومنذ أيار الماضي، على أن الفيتو الروسي أمر واقع وهي، انطلاقاً من هذه المعرفة، تصعد سياسيا ودبلوماسيا وعينها على تركيا التي يريد منها الغرب أن تخوض الحرب العسكرية ضد سورية".
فالأوروبيون، يقول الصحفي، الذين لا يطيقون السوريين لا يحبون الأتراك أيضاً، وقد يتخلصوا من الاثنين معا وكلنا نعرف المواقف الفرنسية من دخول تركيا للاتحاد الأوروبي فضلا عن الخلافات الكبيرة بين ساركوزي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وآخرها التراشق الكلامي حول المذابح الأرمينية.
المصدر الصحفي الفرنسي يقول إن "اليأس الغربي من تركيا بلغ ذروته الأسبوع الماضي وذلك على خلفية معلومات تدور في الأوساط الدبلوماسية الفرنسية ومفادها أن تركيا قد تغير موقفها جذريا من سورية في حال في تدهور الوضع الأمني في العراق بعد الانسحاب الأميركي منه، حيث يخشى الأتراك صراعا طائفيا تكون فيه المنطقة الوحيدة الآمنة هي إقليم كردستان العراق ما يعزز نفوذ الأكراد في المنطقة ويسهل عملية استقلالهم الذي هو عمليا قائم منذ العام 2003"، ينتهي هنا كلام الصحافي الفرنسي.
في هذا السياق، وفي متابعة للوضع الفرنسي والأوروبي الداخلي المتعب اقتصاديا وبالتالي اجتماعيا، لا بد لكل من هو على قرب من هذه الأزمة ويعيشها أن يلحظ أن التهديدات بتدخل عسكري في سورية لا يمكن أن تأتي إلا من خلال عملية ضغط سياسية ونفسية.
ثم إنه ليس من قدرة حقيقية على خوض حرب مكلفة على عكس ما كانت عليه الحرب الليبية رغم تطوع السعودية وقطر بدفع تكاليف الحرب المادية لكن الغرب حساباته أكبر من تخيلات بعض الدول الخليجية الصغيرة التي تعيش قوة الاستثمار حالياً.
ومن هنا تكمن المقاربة الفرنسية للوضع بعد الانسحاب الأميركي من العراق وفي سورية في عشر نقاط هي التالية:
1 ـ اعتبار الموقف الروسي الداعم لسورية أمرا واقعا ونهائيا ويقتضي العمل تحت سقفه والضغط عليه التفافا آو مباشرة.
2 ـ العمل مع العرب وتركيا على لجم النفوذ الإيراني في العراق بعد الانسحاب الأميركي منه ومنع تدهور الوضع الأمني حتى لا ينتقل لدول الجوار من اليمن حتى لبنان مرورا بالسعودية.
3 ـ التعامل مع صعود الإخوان المسلمين في الدول العربية كمصلحة إستراتيجية غربية خصوصا في السعي لحصار النفوذ الإيراني في العراق.
4 ـ تركيا هي الدولة الوحيدة القادرة على خوض حرب برية في سورية، ومن دون تعاونها لا نتيجة ترجى.
5 ـ الوضع الاقتصادي الفرنسي والأوروبي لا يسمح بخوض حرب في منطقة الشرق الأوسط سوف تطال إسرائيل وتشعل أسعار النفط.
6 ـ لن ترسل فرنسا أية قوات برية إلى سورية، وهذا هو موقف الولايات المتحدة أيضاً.
7 ـ سياسة الحصار الاقتصادي نفسها طويل الأمد ويجب تعاون العراق ولبنان والأردن لنجاحها.
8 ـ يجب الضغط على إيران في الملف النووي، حتى نشغلها عن دعم نظام الأسد.
9 ـ يجب تجنب تأثر لبنان بما يحدث في سورية وبالتالي تحييد حزب الله حاليا على الأقل، وطمأنته لناحية عدم حصار حكومة ميقاتي.
10 ـ يتم العمل على سلاح حزب الله بعد سقوط النظام في سورية.
المصدر: قناة المنار
إضافة تعليق جديد