(وثائق سورية):بيان الأتاسي بسبب استمرار اعتقال مجموعة من الوطنيين
بيان هاشم الأتاسي رئيس الكتلة الوطنية بسبب استمرار السلطات الفرنسية باعتقال مجموعة من الوطنيين في مطلع عام 1936م.
أصدر هاشم الأتاسي رئيس الكتلة الوطنية في الثاني من شباط 1936م، بياناً يدعو فيه الشعب إلى فتح المتاجر وإنهاء الإضراب بعدما بدأ المندوب السامي الفرنسي يتصل بالوطنيين السوريين ويعلمهم بقبول فرنسا بالمطالب الأساسية للسوريين. واستمرت ومع ذلك السلطات الفرنسية باعتقال مجموعة من الوطنيين، فأصدر هاشم الأتاسي بياناً في التاسع من شباط 1936م، باسم الكتلة الوطنية، هذا نصه:
(ما برح الشعب السوري الأعزل يواصل الاحتجاج والإضراب بتعطيل المتاجر وسائر الأعمال منذ بضعة وعشرين يوماً، ويقوم بالمظاهرات السلمية لتحقيق مطالبه وإدراك أمانيه، والسلطة تقابله بإطلاق الرصاص وسفك الدماء، فيقع الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال صرعى في هذه الحوادث المتوالية. وقد سقط أخيراً عدد كبير من القتلى والجرحى في مدينتي حمص وحماه، فأضيفت أسماؤهم إلى أسماء إخوانهم الذين سبقوهم من قبل في دمشق وحلب وزادنا ذلك أسفاً على أسف. ومازالت الأمة صابرة صبر الكرام في هذه المحنة الشديدة التي انتابها بإرهاق أرواح أبنائها، وإعتقال فريق من رجالها وإلقاء المئات في قرارات السجون، والحكم عليهم بأحكام قاسية لم يسبق لها مثيل، وهي مجمعة إجماعاً لا انفصام له على تأييد المطالب بتحقيق وحدة البلاد واستقلالها، حتى تصل الأمة إلى حالة الاستقرار وتعود الطمأنينة إلى النفوس. وإذا كانت السلطة لم تفكر حتى الآن في مغزى هذه الحوادث، ولم تكترث لرغائب أمة لها تاريخ وتقاليد وكرامة، ولم تحمل نفسها العناء في إزالة أسباب الشكوى العامة والقلق الشامل، واستمرت على سياسة العنف والإرهاق وإنزال العقوبات الشديدة التي تحاول أن تخمد بها صوت الحق. فنحن نؤكد لها مرة أخرى أن هذه الأساليب تتجد منذ سبعة عشر عاماً، ولكنها لا تجدي نفعاً ولا تستطيع أن تتغلب على شعور أمة بأسرها، وهي تزيد في تعقيد الأمور وإثارة الحفائظ. والأمة السورية تلفت نظر عصبة الأمم إلى الأعمال التي تجري في سورية باسمها، وتعلن مرة أخرى للملأ فشل نظام الانتداب، الذي قاد البلاد إلى هذه الحالة السيئة).
هاشم الأتاسي
المصدر: هاشم الأتاسي- حياته وعصره، محمد رضوان أتاسي، دمشق، إصدار خاص.
الجمل- إعداد: سليمان عبد النبي
إضافة تعليق جديد