واشنطن تقود مناورات في المنطقة عشية زيارة كارتر الآسيوية

10-04-2016

واشنطن تقود مناورات في المنطقة عشية زيارة كارتر الآسيوية

تقود البحرية الأميركية مناورة بمشاركة 30 دولة في مياه الشرق الأوسط تقول إنها ستساعد في حماية ممرات التجارة الدولية من أي تهديدات محتملة، بما في ذلك من تنظيمي "الدولة الإسلامية"- "داعش" و"القاعدة"، بينما  يتوجه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، الأحد، الى الهند والفيليبين، في اطار جولة اسيوية بهدف تعزيز التعاون الدفاعي مع هذين البلدين، وسط تنامي القلق الآسيوي من الطموحات الإقليمية للصين.
وتأتي المناورة التي يجري جزء منها في مياه الخليج، في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر بين دول الخليج العربية وإيران بسبب دور طهران في المنطقة، لاسيما دعمها للرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية في سوريا، وللحوثيين في الصراع اليمني.
وبدأت المناورة التي أطلق عليها اسم "التدريب العالمي المضاد للألغام"، يوم الاثنين الماضي، في البحرين حيث يتمركز الأسطول الخامس الأميركي.
وقال قائد القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأميركية، كيفين دونغان، اليوم السبت، إن المناورة تستهدف منع المتشددين من إحداث أي تعطيل للملاحة في ظل "علمنا برغبتهم في عرقلة الممرات التجارية".
وأضاف دونغان أن "هذه المنطقة توفر فرصة تدريب قوية للدول في أنحاء العالم مع وجود ثلاثة من ستة مضايق بحرية رئيسية في العالم هنا... قناة السويس ومضيق باب المندب ومضيق هرمز".
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أشاد بالتعاون الأمني مع البحرين، مساء يوم الخميس، أثناء زيارته للمنامة، ووصف المملكة بأنها "شريك أمني حيوي".
وسيحضر الرئيس الأميركي باراك أوباما قمة تعقد في الرياض في 21  نيسان، مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وهي السعودية والكويت والإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين، لبحث دور إيران في المنطقة.
وعلى وقع التوترات في بحر الصين الجنوبي، قال وزير الدفاع الأميركي، أمس الجمعة، في كلمة امام مركز "مجلس العلاقات الخارجية" للأبحاث في نيويورك، إن "جميع الدول هناك تقريباً تطلب منا مزيداً من التعاون" معها في مجال الأمن.
وأضاف: "لهذا تتواصل الكثير من تلك الدول مجدداً مع الولايات المتحدة في سبيل احترام القواعد والمبادئ التي ادت الى ازدهار المنطقة".
وفي الهند التي سيزورها أشتون، من الأحد حتى الأربعاء، من المفترض أن يناقش وزير الدفاع الأميركي خصوصاً التعاون الصناعي العسكري، بحسب "البنتاغون".
وقال مسؤول أميركي في وزارة الدفاع "نقوم مع الهنود الآن بأمور لم نكن لنتصورها قبل عشرة أعوام".

طائرات مقاتلة
 وتتعاون الولايات المتحدة والهند أو تنفذان اتفاقيات تعاون لتصميم حاملة طائرات في المستقبل، أو في مجال محركات الطائرات.
وأشار كارتر، إلى أن مبعوثين من وزارة الدفاع الأميركية "موجودون حالياً في الهند للنظر في إنتاج مشترك محتمل لطائرة مقاتلة مستقبلا".
وعلى الصعيد العسكري، تشارك الهند مجدداً في التدريب الجوي العسكري الأميركي الكبير "ريد فلاغ"، كما شاركت مؤخراً مع اليابان والولايات المتحدة في مناورات مشتركة لمضادات الغواصات والدفاع الجوي.
وإلى جانب لقائه رئيس الوزراء ناريندرا مودي ونظيره الهندي مانوهار باريكار، سيزور كارتر إحدى حاملتي الطائرات الهنديتين، وهي بارجة سابقة للبحرية السوفياتية انضمت الى القوات البحرية الهندية العام 2013.
وفي الفيليبين، سيزور الوزير الأميركي قاعدة "أنتونيو باتيستا" الجوية في جزيرة بالاوان المواجهة لبحر الصين الجنوبي والجزر التي تطالب بها بكين.
وتلك القاعدة هي واحدة من خمس قواعد يمكن للجيش الأميركي استخدامها لنشر وحدات عسكرية "بشكل مؤقت وبالمناوبة"، في إطار اتفاق تعاون عسكري موسع دخل حيز التنفيذ في كانون الثاني.
  ولفت مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية النظر إلى أن استخدام تلك القواعد "سيعزز قدرتنا على التدخل في الفيليبين وبحر الصين الجنوبي، وبالطبع تعزيز خطابنا الردعي"، في إشارة إلى مخاطر دخول بكين بالقوة إلى بحر الصين.
ويعد هذا الاتفاق عودة للجيش الأميركي إلى الأرخبيل، الذي كان مستعمرة أميركية بين العامين 1898 و1946، وضم حتى العام 1992 اثنتين من أكبر القواعد العسكرية التي اقامتها واشنطن خارج حدودها. وأيضا، سيلتقي كارتر الرئيس الفيليبيني بنينو أكينو، ووزير الدفاع فولتير غازمن.

لا زيارة للصين
 وفي انعكاس للتوتر بين بكين وواشنطن في شأن بحر الصين الجنوبي، رفض كارتر زيارة الصين خلال جولته الآسيوية.
وسبق أن قبل رسمياً دعوة لزيارة بكين في ربيع العام الحالي، لكنه قرر قبل بضعة أسابيع عدم تلبيتها.
وقال المتحدث باسم "البنتاغون" بيل أوربان: "نحاول فعلياً" الاتفاق على موعد آخر "العام الحالي".
وتطالب الصين تقريباً بكامل منطقة بحر الصين الجنوبي المهمة بالنسبة الى الشحن البحري الدولي، والتي يقدر احتواؤها على مخزون كبير من المعادن وموارد الطاقة. وتقوم بردم جزر اصطناعية لتشيد عليها مرافئ ومنصات هبوط وبنى تحتية مختلفة.
وأدى ذلك الى توتر متزايد مع الدول المجاورة التي تطالب أيضاً بحصص في هذه المنطقة التي تعد إستراتيجية بالنسبة إلى التجارة الدولية، مثل فيتنام وتايوان والفيليبين وماليزيا.
والسبت المقبل، يغادر وزير الدفاع الأميركي الفيليبين متوجهاً إلى الإمارات والسعودية، حيث يشارك في قمة وزارية لدول مجلس التعاون الخليجي، تعقد قبل القمة الرئيسية للمجلس التي يشارك فيها الرئيس باراك أوباما.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...