واشنطن تحدد لتل أبيب نقاط التفاوض مع سورية

21-05-2007

واشنطن تحدد لتل أبيب نقاط التفاوض مع سورية

الجمل:     تفيد المعلومات الصادرة صباح اليوم في العاصمة الأمريكية واشنطن، بأن الإدارة الأمريكية قد أعطت (الضوء الأخضر) للحكومة الإسرائيلية، من أجل الموافقة على نداء الرئيس بشار الأسد المطالب بمحادثات السلام.

التفاصيل:
المعلومات الأكثر تفصيلاً تقول بأن التغيير في الموقف الأمريكي هو تغيير مشروط، يستصحب معه المحاذير الآنية لإسرائيل:
• أن تقبل إسرائيل النقاش مع سوريا في المواضيع الآتية:
- مستقبل مرتفعات الجولان.
- الترتيبات الأمنية.
- توافق السلام السوري- الإسرائيلي (منظور كل طرف للسلام فيما بعد الاتفاق إن تم).
• أن تمتنع إسرائيل عن مناقشة المواضيع الآتية مع سوريا:
- المواقف الأمريكية في المنطقة.
- مستقبل لبنان.
- عدم تقديم أي وعود لسوريا فيما يتعلق بالتوجهات السياسية الأمريكية.
- دور سوريا في الإرهاب.
- وجود المنظمات الإرهابية في سوريا.
- دور سوريا في تهريب السلاح لحزب الله.
- الأراضي الفلسطينية.
- العلاقات السورية- الإيرانية.

خلفيات الموقف الأمريكي:
الموقف الأمريكي المتشدد إزاء سوريا كان نتيجة لوجود عناصر جماعة المحافظين المجدد المتركزين داخل الإدارة الأمريكية بقيادة إيليوت ابراهام مستشار الأمن القومي الأمريكي الذي سيطر على عملية صنع واتخاذ القرار الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط، وإسرائيلياً على خلفية نداءات القيادة السورية المطالبة بالسلام، حدثت الكثير من التجاذبات حول التفاوض مع سوريا، وبرز معكسران:
- المؤيدون للمفاوضات: ومن أبرزهم الجنرال موشي إيعالون رئيس هيئة الأركان السابق بالجيش الإسرائيلي والخبير بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والجنرال أهارون زئيفي رئيس المخابرات العسكرية السابق، والجنرال عاموس يادلين رئيس المخابرات العسكرية الحالي.
- الرافضون للمفاوضات: ومن أبرزهم مائير داغان، رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، إضافة إلى بعض عناصر الليكود الديني المتشدد.
أما بالنسبة لزعماء تحالف كاديما الحاكم حالياً، فهناك تضارب في تصريحاتهم التي تحتمل ترجيح حالة التفاوض واللاتفاوض، ومن أبرزها تصريحات ايهود أولمرت رئيس الوزراء، عامير بيريتس وزير الدفاع، وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية.
ويبدو أن السبب في عدم وضوح مواقف الزعماء الإسرائيليين يتمثل في إدراكهم التام لرفض الإدارة الأمريكية لإجراء أي تفاهم مع سوريا،

اللوبي الإسرائيلي: الانقلاب في الموقف الأمريكي:
وعلى ما يبدو، فقد كان الزعماء الإسرائيليين الثلاثة راغبين في إجراء مفاوضات السلام، وكانت مواقفهم خلال الفترة السابقة مجرد عملية انتظار ريثما تعدل الإدارة الأمريكية رأيها، أو بالأحرى ريثما تقوم عناصر اللوبي الإسرائيلي داخل واشنطن بدفع الإدارة الأمريكية لتغيير موقفها، وهو ما حدث بالضبط في الفترة الماضية، وذلك بدليل الآتي:
- دينيس روس مبعوث سلام الشرق الأوسط كتب مطالباً الإدارة الأمريكية بضرورة إصدار موافقتها لإسرائيل لكي تنخرط في محادثات السلام مع سوريا، لأنه من غير المعقول أن تقوم الإدارة الأمريكية بالتفاهم مع السوريين في اجتماعات بغداد، وشرم الشيخ، وفي الوقت نفسه تمنع إسرائيل من القيام بذلك.
- ماكوفيسكي خبير عملية سلام الشرق الأوسط بمراكز الدراسات التابعة للوبي الإسرائيلي كتب عن ضرورة قيام إسرائيل بالتفاوض مع سوريا.
أبرز الملاحظات في مطالبات عناصر اللوبي الإسرائيلي بالمفاوضات يتمثل في تحولهم من (عدم التفاوض) إلى (قبول التفاوض).. وبالتدقيق أكثر فأكثر يتبين لنا الآتي:
- وجود أطراف إسرائيلية تريد التفاوض من أجل تحقيق السلام (أغلبية).
- وجود أطراف إسرائيلية ترفض التفاوض (أقلية).
وقد أدت الضغوط السياسية إلى أن تقبل الأقلية بالتفاوض، ولكن ليس من  أجل تحقيق السلام، وإنما من أجل (إفشال التفاوض).. وذلك بما يؤدي إلى حرق ورقة التفاوض نهائيا.. وتبعاً لذلك يصبح المعسكر الإسرائيلي الداخلي موحداً مع معسكر جماعة المحافظين الجدد وعناصر اللوبي الإسرائيلي، مثل دينيس روس وماكوفيسكي الذين نسفوا مواقفهم الجديدة (المؤيدة للتفاوض) لا من أجل دعم المؤيدين للتفاوض داخل إسرائيل، وإنما من أجل الرافضين للتفاوض مثل بنيامين نتنياهو... وغيره، وهو ما يمكن أن يلاحظه المرء بين ثنايا سطور مقالاتهم التي تحمل ثنائية الظاهر والباطن.

إسرائيل واستراتجيجية الخروج من الشباك:
شيمون بيريز (عراب اتفاقيات السلام العربية- الإسرائيلي) مع مصر والأردن، صرح قائلاً بعد محاضرته التي قدمها في واشنطن (تقرير سابق) مؤخراً، بأن على إسرائيل أن تقدم مقترح سلام إسرائيلي مقابل مبادرة السلام العربية.
كان حديث شيمون بيريز الأخير أمام لجنة الحوار حول الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني بالملتقى الاقتصادي العالمي المنعقد في الأردن.
كذلك قال شيمون بيريز بأن الاقتراح الإسرائيلي يجب أن يأخذ في الحسبان تفاصيل خطة السلام العربية التي طالبت بانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967م، مقابل تطبيع العلاقات والروابط مع إسرائيل.
ويُقال بأن عمرو موسى (وزير الخارجية السابقة وأمين الجامعة العربية الحالي) قد رد بشكل إيجابي على تعليقات شيمون بيريز.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...