واشنطن تتحرك نحو سوريا باعتبارها موطناً ثانياً للعراقيين

11-02-2007

واشنطن تتحرك نحو سوريا باعتبارها موطناً ثانياً للعراقيين

بدأت الولايات المتحدة، التي تشهد حالياً نقاشاً حاداً في شأن قضية انسحاب القوات الاميركية من العراق، تقلق من تفاقم مشكلة اللاجئين العراقيين، وخصوصا لجهة مصير العراقيين الذين تعاونوا معها.
ففي حين تعزى هذه الهجرة الجماعية الى الغزو الاميركي للعراق في 2003، تُتهم واشنطن بعدم الاكتراث لمصير مليوني عراقي لجأوا الى الخارج، يضاف اليهم 1.7 مليون شخص نزحوا داخل العراق، استناداً الى الارقام التي نشرتها المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. وفضلا عن هؤلاء لا يزال نحو 50 الف عراقي يهربون من العراق كل شهر في اخطر حركة نزوح في الشرق الاوسط بعد الفلسطينيين لدى قيام دولة اسرائيل عام 1948 .
لكن الولايات المتحدة لم تمنح سوى 663 عراقياً حق اللجوء السياسي منذ 2003، على ان تستقبل نحو سبعة آلاف السنة المقبلة على ما صرح به السناتور الجمهوري ريتشارد لوغار الخميس.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس كلفت الاثنين مساعدتها لشؤون الديموقراطية والقضايا العامة بولا دوبراينكي ان ترفع اليها خلال اسابيع تقريراً عن هذه المسألة.
ويتوقع ان تستقبل رايس في الايام المقبلة المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انطونيو غوتيريس للتطرق الى هذا الموضوع تحديدا. وهي كانت كشفت الخميس في الكونغرس انها سمحت باجراء محادثات ديبلوماسية مع سوريا في شأن ازمة اللاجئين العراقيين على رغم استمرار جمود الاتصالات مع دمشق على مستوى عال.
واوضحت للجنة في الكونغرس انها كلفت القائم باعمال الولايات المتحدة في دمشق مايكل كوربن الاجتماع مع المسؤولين السوريين في اطار مبادرة اميركية جديدة لتطويق ازمة اللاجئين العراقيين المتفاقمة. وقالت: "لدينا قائم بالاعمال يجري محادثات مع السوريين في شأن قضايا عدة (...) لكنني سمحت له بشكل صريح بالتحدث الى السوريين في شأن قضية اللاجئين".
وتقدر المفوضية العليا عدد العراقيين الذين لجأوا الى سوريا بـ600 الف وتقول إن عددا مماثلا من العراقيين لجأ الى الاردن.
وطالبت رايس بزيادة المبلغ الذي خصصته الادارة الاميركية في الموازنة لسنة 2008 بـ60 مليون دولار.
ووصف الرئيس الديموقراطي للجنة الشوؤن الخارجية في مجلس النواب طوم لانتوس هذه الجهود بأنها "غير كافية"، وطالب بزيادة المبلغ خمسة اضعاف لمواجهة هذه الازمة في السنتين المقبلتين.
غير ان الادارة الاميركية ترفض تحمّل مسؤولية جميع اللاجئين العراقيين في سوريا والاردن، وتشدد على ان عدداً كبيراً منهم غادر العراق قبل 2003 هربا من نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية جون ماكورماك: "انها مسؤولية لا بد من تقاسمها".
وتولي واشنطن اهتماما خاصا بالعراقيين الذين يعملون او عملوا مترجمين او موظفين اداريين في السفارة الاميركية في بغداد او في صفوف الجيش الاميركي. وقالت رايس: "علينا ان نقلق اولا لمصير اشخاص قد يتعرضون للخطر بسبب تعاونهم معنا".
وقد تقرر واشنطن زيادة مساعداتها المالية للمفوضية العليا لابقاء اللاجئين في الدول المجاورة للعراق وتشجيعهم على العودة الى ديارهم تفاديا لهجرة الادمغة التي قد تنعكس سلبا على البلاد على المدى الطويل. وقالت مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون السكان واللاجئين والمهاجرين الين سوربري ان "اللاجئين يرغبون في العودة الى بلادهم".
واضافت ان افضل طريقة لمساعدتهم على تحقيق ذلك هي عدم استقبالهم في الولايات المتحدة وارساء الامن في بلادهم.
وفي المقابل، دعت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا، الى توفير الحماية والمساعدة لملايين العراقيين الذين يفرون من بلادهم.
من جهته، دعا المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في دمشق الاسرة الدولية الى تقديم دعم كبير الى سوريا والاردن لمساعدتهما على ادارة شؤون العراقيين الذين لجأوا الى هذين البلدين، مشيرا الى كارثة انسانية مع نزوح 1.8 مليون عراقي داخل العراق ولجوء مليونين الى خارج البلاد. واشار الى ان سوريا طمأنت المنظمة الدولية الى انها ستواصل استضافة اللاجئين العراقيين على رغم فرض لوائح جديدة للاقامة. واوضح ان الاجراءات التي فرضت قبل اسابيع قليلة وتطلب من العراقيين سرعة التقدم بطلب تصريح اقامة هي اجراءت ترجع الى بواعث قلق امنية ولا تمثل تغيرا في سياسة الحكومة في شأن استضافة اللاجئين.

وبحث وفد فلسطيني مع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني في إمكان نقل
اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في العراق إلى محافظات الإقليم وتأمين الحماية لهم. والتقى الوفد الذي ضم عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أسعد عبد الرحمن وعضو المجلس الوطني الفلسطيني حمادة فراعنة، اول من أمس الرئيس العراقي جلال طالباني، وشكره على الجهود التي بذلها للتخفيف على اللاجئين الفلسطينيين، كما التقى رئيس الوزراء نوري المالكي.
وأجرى طالباني اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في حضور الوفد.
وكان الرئيس العراقي تعهد قبل يومين تأمين الحماية الكافية للاجئين ونقلهم إلى كردستان العراق لهذه الغاية.
وفي اتصال هاتفي من بغداد مع "النهار"، نقل رئيس الوفد عبد الرحمن عن المالكي أن الحكومة العراقية "قررت العمل على نقل الفلسطينيين الذين انقطعت بهم السبل على الحدود مع دول الجوار وتوفير المأوى لهم ووثائق السفر المطلوبة لانتقالهم إلى أية بلدان أو مواقع يتطلعون إلى الانتقال إليها".

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...