نجاد يفرج عن البحارة هدية للشعب البريطاني بمناسبة المولد النبوي
أصدر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء، عفواً عن المارينز والبحارة البريطانيين الخمسة عشر الذين تحتجزهم طهران منذ قرابة الأسبوعين، بدعوى دخول المياه الإقليمية الإيرانية بصورة غير مشروعة.وقال نجاد إن العفو عن البحارة البريطانيين هدية من الشعب الإيراني بمناسبة المولد النبوي.وأوضح أن الطاقم البريطاني سيطلق سراحه ويتم تسليمه إلى السفارة البريطانية في طهران عقب ختام المؤتمر الصحفي.وجاء العفو إثر إعلان نجاد تكريم ثلاثة من ضباط حرس السواحل الذين اعتقلوا الطاقم البريطاني ومنحهم نوط الشجاعة.
ونفى الرئيس الإيراني، في رد على سؤال الربط بين الإفراج عن الطاقم البريطاني وإطلاق سراح جلال شرفي، السكرتير الثاني في السفارة الإيرانية الثلاثاء، الذي اختطف في العراق منذ شهرين.
وشدد قائلاً "لاعلاقة بين العفو عن البحارة والإفراج عن الدبلوماسي الإيراني بالرغم من بريطانيا كانت على استعداد لتقديم الكثير."
وكشف نجاد، خلال رد على سؤال، أن الحكومة البريطانية تعهدت، في رسالة، عدم تكرار انتهاك المياه الإقليمية الإيرانية، وهو ما نفته بريطانيا بصورة قاطعة مؤكدة أن البحارة والمارينز الخمسة عشر كانوا في المياه العراقية ساعة احتجازهم.وأوضح نجاد في هذا الصدد "الحكومة البريطانية بعثت بخطاب إلى وزارة الخارجية تعهدت فيه بعدم تكرار ذلك مجدداً، بالطبع قرارنا بالإفراج عن المحتجزين لا علاقة له بالرسالة."
وأضاف "هذا قرار اتخذته حكومتنا لتقديم هبة إلى الشعب البريطاني."
ومن جانبها رحبت بريطانيا بالإفراج عن بحاريها وقال الناطق باسم رئيس الوزراء طوني بلير "نرحب بإعلان الرئيس الإيران إطلاق سراح جنودنا الخمسة عشر.. ونعمل الآن على تحديد مغزى الخطوة من حيث النمط والتوقيت."
ومن واشنطن، قال الناطق باسم البيت الأبيض إن الرئيس جورج بوش "يرحب أيضاً بأنباء إطلاق سراح الطاقم البريطاني.نجاد : بريطانيا لم تتحلى بالشجاعة للاعتراف بالخطأ
وأشاد الرئيس الإيراني بيقظة حرس السواحل قائلاً "بالنيابة عن الشعب الإيراني العظيم، أقدم شكري إلى حرس السواحل الإيراني لدفاعهم الباسل عن مياه إيران الإقليمية."وشدد نجاد خلال كلمته التي استهلها بمقدمة دينية وتاريخية طويلة، أن إيران لن تقبل مطلقاً انتهاك مياهها الإقليمية.
وقال انه يشعر بالأسف لان بريطانيا لا تتحلى "بالشجاعة الكافية" للاعتراف بالخطأ.
وأشار قائلاً في هذا السياق "تأسف الحكومة الإيرانية لعدم تحلي الحكومة البريطانية بالشجاعة الكافية للاعتراف بالخطأ فيما يتعلق بدخول المياه الإيرانية."وعقب مقدمة دينية وتاريخية طويلة، أستهل نجاد كلمته بالحديث عن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، الذي استند على "كذبة" امتلاكه أسلحة دمار شامل، على حد زعمه.
وانتقد استمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق بالرغم من تنصيب حكومة منتخبة، وعقّب قائلاً "قوات الاحتلال مستمرة في البقاء ويتواصل قتل الناس هناك."وتحدث عن عدم وجود مرجعية قانونية دولية تقف في وجه الاحتلال الأجنبي، مندداً بعجز مجلس الأمن عن تحريك ساكن بشأن قضايا عديدة، واصفاً قراراته بأنها "تدل على غطرسة وإملاءات الدول الكبرى."وتهكم على المجلس الدولي قائلاً "هل كان بإمكان مجلس الأمن وقف الغزو؟ وهل بإمكانه معاقبة المعتدي الآن." ودعا إلى تصحيح هيكلية الأمم المتحدة لتحقيق العدالة، ويأتي العفو الإيراني مع كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن بلاده تقوم بمساعي توفيقية بين طهران ولندن، بهدف تسوية أزمة البحارة البريطانيين، في الوقت الذي أعلنت مصادر في باريس إن طهران تضع أحد الفرنسيين المتواجدين على أراضيها في الإقامة الجبرية.
وأكد المعلم أن دمشق تستخدم "الدبلوماسية الهادئة" لإيجاد مخارج للأزمة، وذلك في حديث خاص أدلى به إلى صحيفة الأنباء الكويتية الأربعاء.
وتزامنت هذه التصريحات السورية مع مواقف بريطانية جديدة، حيث قال الناطق باسم رئاسة الوزراء إن اتصالات جرت لمناقشة أزمة البحارة شملت مستشار الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني.
ويشار أن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أعلن الثلاثاء إن الثمانية وأربعين ساعة المقبلة ستمثل منعطفاً حرجاً في مسار الجهود الدبلوماسية القائمة لتأمين إطلاق البحارة والمارينز البريطانيين الخمسة عشر.
وأوضح بلير، خلال حديث إذاعي، أن تصريحات أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني بشأن "عدم الحاجة" إلى تقديم القوة البريطانية المحتجزة للمحاكمة وإمكانية حل الأزمة عبر الدبلوماسية، مشجعة.
وكان لاريجاني، وفي مقابلة مع القناة الرابعة البريطانية، قد رهن حل الأزمة القائمة بين لندن وطهران باعتراف بريطانيا بانتهاك عناصرها المياه الإقليمية الإيرانية، وضمان عدم تكرار مثل هذا التعدي.
وتمسكت بريطانيا بأن عناصرها كانت تقوم بمهام روتينية، وتحت مظلة الأمم المتحدة في المياه العراقية، ساعة احتجازها من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني.كما طالبت إيران بإطلاق سراح القوة المحتجزة فوراً وتمكين دبلوماسيها من الاتصال بهم.وبثت إيران عدداً من أشرطة الفيديو عن المجموعة المحتجزة، آخرها تسجيل مرئي قالت إنه باعترافات أربعة من أفراد القوة البريطانية.
وفي تطور قد يعد خرقاً لتعهدات حكومة طهران الاثنين، نشرت وكالة "فارس" للأنباء الرسمية صورة جديدة للقوة البريطانية المحتجزة الثلاثاء.
وأثار بث "الاعترافات" إستياء الشارع البريطاني البالغ ووصفته معظم الصحف البريطانية بـ"المثير للاشمئزاز" كما تساءلت "إلى متى ستواصل البلاد تحمل شرور ملالي إيران."
ورفض غالبية البريطانيين الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران كما أبدوا استعداهم للتحلي بالصبر دعماً لمساعي الحكومة الدبلوماسية.وأظهر استطلاع للرأي أن 66 في المائة من الشارع البريطاني يثق في قدرات بلير ووزيرة خارجيته، مارغريت بيكيت، على معالجة الأزمة.
وطالبت شريحة ضئيلة، 7 في المائة فقط ابحكومة الاستعداد للجوء إلى الخيار العسكري.
هذا وقد أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية مساء الثلاثاء أن بلادها "لا تسعي إلى مواجهة" مع إيران حول الأزمة.
وكالات
إضافة تعليق جديد