مهربو السيارات المفخخة من سوريا إلى لبنان بالأسماء.. وتفاصيل عن معركة عدرا
طرق الموت بكل ما للكلمة من معنى، هكذا يمكن تسمية الطرق الجبلية الوعرة المؤدية من مدينة عرسال في البقاع الشمالي على الحدود مع القلمون السوري الى الداخل اللبناني والتي تمر منها السيارات المفخخة القادمة من يبرود السورية عبر عرسال الى الداخل اللبناني لتفجيرها في المدن والبلدات اللبنانية.
وتسلك السيارات المفخخة طرقا ثلاث للوصل الى الداخل اللبناني، وهذه الطرق شقها المسلحون السوريون والعرساليون مستخدمين الجرافات خلال الصيف الماضي، وهي كما يلي:
•طريق عبر "وادي حميد - تنية الراس" باتجاه رأس بعلبك .
•طريق "جرود عرسال- خربة يونين" باتجاه بلدة يونين ومنها الى الداخل اللبناني.
•طريق شق مؤخرا من "جرود عرسال باتجاه جرود بلدة مقراق" قرب بعلبك.
هذه الطرق التي تخضع للمراقبة على مدار الساعة، تعتبر حاليا خارج الخدمة بسبب تراكم الثلوج غير انها بقيت سالكة حتى بدايات الاسبوع الماضي، وعبرها أتت جميع السيارات التي انفجرت في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ومنذ بداية معركة القلمون، أصبح الوضع الميداني مريحا اكثر للجيش البناني للتمدد في عمليات المراقبة والتفتيش الى داخل عرسال، التي عمل داخلها على ملاحقة السيارات المفخخة الاتية من يبرود، مستفيدا من حالة الارباك والفوضى التي تعيشها المدينة بسبب معركة القلمون والعدد الكبير للنازحين السورين داخلها.
وتذكر مراجع مختصة في منطقة البقاع الشمالي عن تقارير استخبارية من داخل مدينة عرسال تحدثت عن عدة سيارات فخخت في منطقة يبرود السورية متواجدة في مدينة عرسال، ويجري التحضير لنقلها الى الداخل اللبناني. وأفادت التقارير عن ثلاثة رجال وإمرأة من التابعية السورية اتوا بالسيارات الى عرسال ويقيمون بالمدينة بانتظار تامين الطريق لإدخال السيارات الى البقاع الشمالي ومنه الى اهدافها النهاية في لبنان.
وتضيف المراجع المختصة أنه فور ورود التقارير الاستخبارية من عرسال والتي حددت مكان إقامة المطلوبين ومجال تحركهم في عرسال نصبت وحدات من مخابرات الجيش اللبناني كمينا محكما للسوريين الأربعة بعد حصولها على معلومات مفصلة عن جهة تحركهم في يوم المداهمة، وتم القاء القبض عليهم وتم التأكد أنهم جميعا من التابعية السورية، وهم:
•عدنان الشيخ عبد القادر.
•عبد العزيز أحد الباروك.
•خلدون صاحب الحسين.
•امرأة مجهولة الهوية.
وقد تم ايقافهم على متن سيارة كيا (لون ابيض) لا تحمل لوحة رقمية وسيارة ثانية رباعية الدفع، وحسب التقارير كانت المرأة تقود السيارة الرباعية الدفع التي وجد بداخلها عشرة اجهزة خلوية .
جيش الاسلام انسحب من القلمون لشن الهجوم على عدرا..
في سياق آخر، تورد مصادر في المعارضة السورية أن جيش الاسلام بقيادة زهران علوش انسحب من بلدات القلمون تاركا الفصائل الاخرى تقاتل فيها دون أي سبب يذكر او إعلان مسبق. وتضيف المصادر السورية المعارضة أن السعودية وعلى عكس ما يشاع لا تعير معركة القلمون اولوية كبرى وهي تصب كل اهتمامها حاليا على دمشق والعمل على محاصرة مطار دمشق تحديدا والسيطرة على الطريق الواصلة بين العاصمة السورية وحمص لوضعها تحت حصار، يصيب النظام في الرأس، ويغير في مسار المعركة.
وتقول المصادر نفسها انه بناء هلى هذه الاولوية السعودية سحب زهران علوش مجموعات جيش الاسلام التابعة له من منطقة القلمون وتوجه الى الغوطة الشرقية في دمشق، مستغلا انشغال الجيش السوري وحلفائه في معركة القلمون، وقد تمكنت المجموعات التابعة لجيش الاسلام تساعدها قوات من داعش، وبعض المجموعات المسلحة من خلايا نائمة في قلب عدرا، من دخول المنطقة يوم الأربعاء الماضي والسيطرة عليها خلال ساعات قليلة.
وقالت المصادر عينها، ان عدد المقاتلين الذين باغتوا الدولة السورية في مدينة عدرا يقدر بـ 1500 مسلح، وقد استطاعوا عبر هذا الهجوم المباغت، قطع طريق دمشق حمص بعدما كانت القوات السورية قد فتحته ناحية النبك قبل ذلك بعدة أيام، كما انهم فتحوا طريقا مهما باتجاه مطار دمشق الدولي، وطريقا باتجاه مطار الضمير العسكري وامنوا طريقا للالتفاف على الغوطة الغربية.
وعلى غرار ما حصل في منطقة العتيبة في الغوطة الشرقية لدمشق، حشد الجيش السوري سريعا وبدء عملية عسكرية لاستعادة مدينة عدرا التي تعد مركزا استراتيجيا وتموينيا كبيرا في الغوطة الدمشقية. وتشير المعلومات الى ان المسلحين نصبوا الاسلحة الرشاشة الثقيلة على أسطح البنايات فيما بدأ بعضهم مغادرة المدينة قبل هجوم الجيش استعدادا لهجوم مباغت آخر في عملية الكر والفر التي يتبعونها.
غير أن المعطيات كلها تشير الى أن عملية التثبيت التي يقوم بها الجيش السوري في ريف دمشق وضعت مطار دمشق الدولي في حالة من الحماية يصعب معها الاقتراب منه. كما أن الحسم في الريف الدمشقي لن يتأثر كثيرا بدخول المسلحين الى مدينة عدرا التي سوف تتم استعادتها خلال الايام القلية القادمة كما حصل مع مدينة العتيبة منذ عشرة ايام تقريبا.
نضال حمادة
المصدرك المنار
إضافة تعليق جديد