مقدسي يلمح إلى عدم إمكانية تطبيق وقف إطلاق النار وروسيا مستمرة في تسليح سوريا

18-10-2012

مقدسي يلمح إلى عدم إمكانية تطبيق وقف إطلاق النار وروسيا مستمرة في تسليح سوريا

اكتسبت دعوة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لتطبيق هدنة في عيد الأضحى زخما إضافيا أمس، مع إعلان طهران وأنقرة والجامعة العربية، أمس، دعمها لها، فيما عبرت باريس عن تشاؤمها من إمكانية تطبيق وقف إطلاق نار.
وقالت مصادر إن الإبراهيمي سيجري محادثات مع القيادة السورية في دمشق السبت المقبل. ومن المتوقع أن يلتقي الإبراهيمي بكل من الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم. كما سيجتمع بمكتبه العامل في سوريا، من دون أن يكون واضحاً إن كانت لقاءاته ستمتد لتشمل رموزاً من فئات المعارضة. وسيعرض الإبراهيمي نتائج جولته الإقليمية كما سيطرح رغبته في تنفيذ «هدنة عسكرية» بين الأطراف المتصارعة خلال عطلة عيد الأضحى.
واستعاد الجيش السوري بلدة جوسيه في ريف القصير على الحدود مع لبنان، بعد اشتباكات عنيفة لأيام عدة. وشنت القوات النظامية حملات عسكرية في معرّة النعمان لاستردادها من المسلّحين.
وقال مكتب محافظ إقليم هاتاي (لواء اسكندرون) إن القوات المسلحة التركية أطلقت النار عبر الحدود مع سوريا ردا على سقوط قذيفة هاون أطلقت من الجانب السوري داخل الإقليم من دون أن تسفر عن إصابات.
وأعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، في مؤتمر صحافي في الكويت، انه «قدم خلال اللقاء مع  رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مقترح وقف إطلاق النار في سوريا في عيد الأضحى»، مؤكدا انه «ينبغي على جميع الحكومات المساعدة من اجل حل القضايا عبر محادثات».
وشدد على أن «مستقبل سوريا يجب أن يقرره شعبها، وينبغي إتباع ما يصوت له الشعب». وأضاف إن «وقف إطلاق النار والحوار لإجراء الانتخابات الحرة يعتبران برأينا طريق الحل الصائب للقضية».
وكان السفير الإيراني في دمشق محمد رضا رؤوف شيباني، أكد في مقابلة، تأييد بلاده لـ«هدنة» مقترحة بين السلطة السورية والمعارضة المسلحة في عيد الأضحى، مشيرا إلى تأييد طهران لكل ما «يفضي لإيقاف وتيرة العنف والتمهيد لحل سياسي».
وأعلن المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن «سوريا لم توافق حتى الآن حتى على اقتراح وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى، لأن أي مبادرة بغض النظر عن نوعها تحتاج لكي تنجح إلى التزام الأطراف بها».
وقال مقدسي إن «التصريح المنسوب له (أمس الأول) غير دقيق، وعنوان التصريح المتداول لا يمت بصلة لنص التصريح». وأضاف «سبق لسوريا أن أبدت التزامها بمبادرات عربية أو أممية، وكان الجانب الذي أفشلها هو المجموعات المسلحة والدول التي لها تأثير عليها».
ودعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في بيان، الحكومة السورية وجميع أطراف المعارضة المسلحة إلى الالتزام بهدنة خلال عيد الأضحى. كما دعا «جميع الدول والهيئات العربية والدولية المعنية إلى العمل معا من أجل فرض الالتزام بهذه الهدنة خلال أيام عيد الأضحى حقنا لدماء الشعب السوري».
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، في مقابلة مع تلفزيون «اي هابر» التركي، «من حيث المبدأ نعتبر انه من المفيد إعلان هدنة أثناء عطلة عيد الأضحى». وأعلن أن طهران عبرت عن تأييدها لوقف إطلاق النار في سوريا أثناء عيد الأضحى.
وكان داود أوغلو قال، في مدينة قونيا التركية، «نعمل ما بوسعنا لتحقيق وقف إطلاق نار في سوريا خلال عيد الأضحى، رغم عدم توفر الشروط لذلك»، معرباً عن «أمله بأن يتم تحقيق هدنة في العيد، على الأقل، تتيح للأخوة في سوريا أن يأخذوا نفساً خلالها». 
وفي باريس، جمعت وزارة الخارجية الفرنسية رؤساء خمسة «مجالس ثورية » سورية. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن تشاؤمه من إمكان تحقيق وقف إطلاق النار الذي اقترحه الإبراهيمي، وقال «المبادرة جيدة شرط أن تتوفر لها الإمكانيات وهي غير متوفرة».
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مجلس الأمن الدولي وحده يستطيع أن يفرض على موسكو قيودا حول صادرات الأسلحة، في إشارة إلى الانتقادات الغربية لموسكو لإرسالها أسلحة إلى السلطات السورية.
وقال بوتين «بالنسبة إلينا وحدها عقوبات من مجلس الأمن الدولي تستطيع تبرير فرض قيود على تسليم أسلحة إلى هذا البلد أو ذاك». وأضاف «في كل الحالات الأخرى، لا يستطيع احد، أيا تكن الذريعة، أن يملي على روسيا أو على أي دولة أخرى، مع من وكيف تقوم بصفقات بيع» الأسلحة.
وأعلنت واشنطن أنها تعمل باستمرار مع شركائها من أجل احتمال فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، مشيرة إلى أن أي قرار لم يتخذ حول هذه المشروع المعقد الذي يتطلب تفويضا من الأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند «كما قالت وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) مرات عدة فنحن ندرس كل الفرضيات في محاولة لوضع حد لأعمال العنف» في سوريا. وأضافت إن كلينتون «قالت بوضوح تام إننا نواصل الحديث مع شركائنا حول بعض الاقتراحات بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي ولكننا لم نتخذ أي قرار حتى الآن».

باريس:محمد بلوط، دمشق: زياد حيدر

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...