مشاركون في لقاء «سميراميس»: أشبه بمنام ولحظة تاريخية يجب تطويرها
لقاء الاثنين الاستشاري في دمشق بين معارضين ومستقلين سوريين كان بالنسبة الى الشاعر منذر المصري مثل «منام»، ويمكن «لمنام خلف آخر أن ينتهي إلى واقع»، يمتد وفق ما يأمل المصري إلى تحقيق «الدولة المدنية الديموقراطية التي تحقق للمواطن حريته وكرامته»، حيث يبدي رأيه بأن «الدولة أمام مساءلة في أولوياتها الآن، فهل هي مطالب الشعب نحو تحقيق الحرية والكرامة؟».
وهي حرية يقول المصري إن «الشعب السوري عاشها لمدة ثماني ساعات بين جدران تلك القاعة» التي ضمّت 150 شخصية معارضة ومستقلة من الأطياف السورية لمناقشة سبل الخروج من الأزمة الراهنة وتحقيق الدولة الديموقراطية المدنية.
من جهته ينظر الكاتب المعارض فايز سارة للقاء أمس الأول باعتباره «شيئاً إيجابياً» ذلك أنه للمرة الأولى «يحصل اجتماع للمعارضين في دمشق من دون التقليد الاعتيادي من ضرب واعتقال أو ملاحقة»، على حد تعبيره، وإن أضاف أنه في نهاية الاجتماع «جاء (شبيحة) في نهاية المؤتمر الصحافي وهتفوا خونة، لكن لا أعطيها أهمية، لأنها تعكس موقف جهة» وإن لم يسمّها.
لكن هذا لا يمنع برأي سارة ضرورة «أن يتكرر ويتطور» هذا المؤتمر لتكريس «أن البلد يحتمل أكثر من رأي أو حضور واتجاه واحد وثقافة واحدة».
ولكن حتى لو حقق ذلك فائدة ما للسلطة؟ نسأل، فيوافق سارة على أن المؤتمر حقق فائدة للسلطة كما للمعارضة، موضحاً «من الجيد وجود الناس في بيئة تتفاعل خارج الإطار التقليدي، بوصفه معارضة تسبّ السلطة والسلطة تحاصرهم». ويضيف «وإذا تمكنا من تكرار التجارب فإن ذلك يعني إدخال المزيد من الناس في الحراك الثقافي والسياسي»، معتبراً أن «هذا يغير مزاج الناس التي تصبح أكثر قدرة على المبادرة وتعكس روحاً افتقدتها البلد منذ زمن».
وهي نقطة يتفق معها المصري، الذي يقول إنه جاء إلى المؤتمر «بكثير من التردد، ولكني بعد حضوري لم أندم وأحسست أنه كان لديّ واجب وأديته باتجاه شعبي وبلدي». ويرى المصري أن «هذه اللحظة لا تفوّت للوصول إلى سوريا حرة. سوريا ملك لشعبها، وتواجدنا (في اللقاء) نابع من كوننا جزءاً من الشعب، ولكي لا يذهب الدم هدراً بحيث ينال هذا الشعب حقوقه وكرامته»، لذا المهم الآن «أن نخطو خطوة إلى الأمام، فلقاء 150 شخصاً ضمن دمشق، والخطاب الناري الذي قيل، يمنعنا من التفكير في حسابات أخرى. وأرى أنه على بقية المعارضة أن تعمل على ألا يحدث انشقاق بينها»، وذلك في إشارة الى مهاجمة بعض شخصيات المعارضة المؤتمر، الأمر الذي يؤسف سارة أيضاً، معتبراً «أنه ليس لهذا تفسير إلا أن هناك عقلاً قديماً من المرحلة السابقة يتحدّث».
وفيما بدا كتعبير عن رغبة في تغيير هذا الموقف، قال سارة إن البيان الذي هاجم اللقاء «صدر قبله، ولا أدري إن تغير موقفهم»، وإن كان يختم «لست مع الهجمات والهجمات المضادة وإنما مع فكرة البحث عن حلول».
وهو أمر تدعو إليه كاتبة السيناريو ريما فليحان التي تقول بدورها إن «المرحلة التي تمر بها البلاد مرحلة حاسمة جداً، وتحتاج لتعبير كل الأطراف عن آرائها بصراحة، وأن يسمع كل طرف الطرف الآخر، لأنه بلد الجميع ولا يحق لأي جهة كانت أن تستحوذ على الإعلام أو اتجاهات التعبير».
وتنظر فليحان إلى المؤتمر على أنه «مؤتمر تاريخي، ولحظة تاريخية عشناها، وشعرنا خلالها للمرة الأولى بأننا نستطيع الاجتماع والتعبير عن رأينا في العلن في بلدنا، وفي ضوء الشمس، وأن نحكي آراء مغايرة لآراء النظام والسياسة الإعلامية الموجودة في البلد»، وإن كانت فليحان تركز على الجانب الإعلامي فلأنها تعتبر نفسها «متأذية» من الطريقة التي تداول بها الإعلام الرسمي والخاص، كما الافتراضي، دعوتها لـ«دعم أهالي درعا» بما عرف لاحقاً «ببيان الحليب» وهو بيان لاقى احتجاجاً عنيفاً من شخصيات مختلفة، وأشعل جدلاً كبيراً في الأوساط السورية، ولا سيما بين الفنانين، ما دفع بعض الموقعين عليه إلى التراجع عنه.
لذا تستخلص ريما «أننا كسوريين نستطيع أن نقبل بعضنا البعض في ظل الخلاف، لأن هدفنا هو دولة ديموقراطية مدنية كفيلة مستقبلاً بإيجاد الحلول لكل المشكلات التي أدت إلى هذه الأزمة». وهي وإن كانت تعتبر المؤتمر «تاريخياً» إلا أنها تؤكد أنه ليس كل ما قيل فيه يمثل رأيها، ولكن رأيها يتجسد في البيان الذي أصدره اللقاء ويحدد أطر حل الأزمة.
وهو بيان لم يلق تأييد كل الموجودين، يقول المصري، وإنما جرى التوافق عليه، مصراً على ضرورة أن يبتعد الجميع عن التخوين ولغته التي «لا توصل إلى مكان»، فيما يقول سارة إن «الناس التي وجدت تمثل نفسها، وهي جزء من حضور في سوريا له طبيعة ثقافية واجتماعية».
وما جرى كان «خطوة أولى للوصول لتلك المرحلة (الديموقراطية المدنية) ولم نكن لنراه لولا التضحيات التي بذلها الناس»، تجزم ريما مضيفة إن «حساسية المرحلة وخطورتها تتطلب مثل هذه اللقاءات».
زياد حيدر
المصدر : السفير
التعليقات
بلا خجل
اما بعد
حول لقاء سميراميس
رد
معارضة على الحبلين ..
إضافة تعليق جديد