مسيحيو العراق في سوريا يصلون للوطن
ينهي الاب أركان حنا عظاته في كنيسة يرتادها لاجئون عراقيون في ضاحية جرمانا قرب العاصمة السورية بالدعاء من اجل السلام والاستقرار في العراق حتى يتمكنوا من العودة الى الوطن.وقال حنا متحدثا باللغة الكلدانية القديمة مخاطبا جموع المصلين "لو كنا فعلا أبناء سومر والعراق لما تركناه فلنصلي ليحل السلام في بلدنا ولنعود اليها ولتتحقق مشيئة الله في ذلك."
وقال حنا الذي أرسلته الابرشية الكلدانية في الموصل لارساء رعية في سوريا "نشعر بالقهر انها كارثة حقيقية أن لا يبقى من المسيحيين احد في العراق وهو بلدهم في الاصل. لقد استهدف المسيحيون بشكل كبير مع بداية العنف الطائفي. لقد أزالوا صلبان كنيستي في الموصل وارهبوا الناس من حضور الصلاة في الاحاد."
ووجد الاف من العراقيين المسيحيين الذين كانوا يحظون غالبا بالحماية والحقوق في عهد صدام حسين ملاذا امنا في سوريا لكنهم يقولون ان ظروفهم الاقتصادية ساءت بشكل كبير بسبب فقدانهم لوظائفهم في العراق واضطرارهم لتأسيس حياتهم وأعمالهم من جديد في وقت تعاني سوريا نفسها فيه من البطالة.
وفي تقرير حقوقي صدر في يناير كانون الثاني قالت الامم المتحدة ان نصف المسيحيين الكلدان الذين كانوا يعيشون في العراق قبل عام 2003 والبالغ عددهم 1.5 مليون شخص فروا من البلاد وان كثيرا من الباقين ينتقلون الى مناطق كردية في شمال العراق.
والمسلمون من الشيعة والسنة هدف أيضا للعنف بالاضافة الى أقليات أخرى كالصابئة والاكراد الفيليين والفلسطينيين.وتحصي الكنيسة الكلدانية اكبر الطوائف المسيحية العراقية نحو 6500 عائلة مسيحية من أصل ما يقارب مئات الاف العراقيين اللاجئين في سوريا. وهاجر الاف من المسيحيين الى دول غربية كالسويد بعد مكوثهم في سوريا بشكل مؤقت.
وقال حنا ان الكنيسة تسعى لاثناء اللاجئين عن فكرة الهجرة الى الخارج وتدعوهم للتمسك بالعودة الى العراق والصلاة كي يسود السلام والاستقرار في محاولة لوقف التدفق المستمر للمسيحيين خارج العراق.وقال حنا "لقد أقام العراقيون علاقات طيبة مع السوريين ولكن الازمة تتركز في كون الحياة صعبة هنا على أهل البلد أنفسهم فكيف على اللاجئ العراقي."وأضاف "انني عائد في غضون أشهر بكل الاحوال الى العراق فهناك بلادي ورسالتي هناك فاما أن أعيش واخدم رسالتي السماوية أو أن أموت هناك."
لكن معظم اللاجئين يسعون للهجرة. وتحاول مريم حنا الموجودة في دمشق منذ سنتين والتي هربت من بغداد مع عائلتها بعد تهديدات الميليشيات المسلحة الحصول على تأشيرة الى أوروبا. وقالت "ماذا نستطيع ان نفعل في العراق هل علي كي أكون وطنية ان أرى ابني يقتل أمامي."
وقالت أميرة داوش التي هربت من بغداد منذ ستة أشهر بعد ان تعرضت عائلتها للعنف وجرح أخوها "اننا الان فقراء لا نملك مالا لنعيش حياة كريمة ولا حتى لنهاجر .. لا عمل ولا مصدر رزق ولا كرامة لقد خرجنا من وطننا وما كان كان ..لقد فقدناه."
وقال طبيب عراقي مقيم في سوريا منذ ثلاثة أشهر رفض ذكر اسمه "هددتنا الجماعات المسلحة وابتزتنا للمحافظة على حياتنا فهربنا الى هنا عندما لم نعد نستطيع دفع المال الكافي لهم."
وقال الطبيب الذي لا تزال تعيش عائلته في الموصل "العراق ضاع ونحن كذلك ضعنا وتشتتنا في أنحاء الارض. اننا نفكر ونسعى جديا للهجرة فالحياة هنا صعبة والعودة فيها خطر."وقالت منى بادين "لقد ذبح شبابنا ونساؤنا دون تفريق. اننا ضائعون في الوسط فالسنة والشيعة يتقاتلون ونحن نستهدف من الطرفين."
وتعيش منى منذ عشر سنوات في استراليا واتت لتزور أهلها اللاجئين في سوريا "لقد هددوا عائلتي بحياة اخوتي وأبنائهم. لا زلت ابكي في كل يوم أرى فيه الاخبار وما يحدث في العراق ولكننا لا نستطيع فعل شيء."
تحقيق :ماهر سمعان
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد