مداولات طاحنة في مجلس الأمن
الجمل : مع دخول المعارك الدائرة حالياً بين حزب الله وإسرائيل يومها الحادي والثلاثين، بدأت ملامح اقتراب مجلس الأمن من إقرار مشروع دولي جديد بشأن قرار وقف إطلاق النار، حيث ترجح مصادر دولية أن يصار إلى صدوره اليوم الجمعة، فيما احتدمت المعارك بين الطرفين في مناطق مختلفة من الجنوب اللبناني، شهد مجلس الأمن مساء أمس الخميس مداولات كثيفة استمرت حتى ساعة متقدمة من الليل في محاولة صعبة للتوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في لبنان مع بوادر في تقارب المواقف، تارة وتباينها تارة أخرى ، وبخاصة بين الموقفين الفرنسي والأمريكي، غير أن آخر الأنباء الواردة من مجلس الأمن أشارت إلى أنه لم يتم التوصل لأي اتفاق يمكن الخروج به الجمعة.
وحاول الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، الدفع باتجاه التوصل لمثل هذا الاتفاق، حيث أصدر بياناً مساء الخميس أشار فيه إلى أنه يبذل مساعي حثيثة للتوصل لاتفاق، داعياً الطرفين المتنازعين إلى وقف القتال و"إنقاذ المدنيين الأبرياء في الجانبين من الكابوس المتواصل منذ أكثر من أربعة أسابيع."
غير أن مندوبي فرنسا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة أعلانا في تصريحين منفصلين أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق، رغم أن أنباء سابقة أشارت إلى أن المندوب الأمريكي قال إنه من المتوقع التصويت على مشروع قرار لوقف الحرب الجمعة، غير أنه عاد وقال لاحقاً أنه لم يتم التوصل إلى مثل هذا القرار.
من جهته، قال حزب الله إنه لن يقبل بأي قرار ينتقص من النقاط السبع التي اتفقت عليها الأطراف اللبنانية المختلفة والتي أيدتها جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أنه لن يرضى ببقاء أي جندي إسرائيلي على الأرض اللبنانية.
وكانت قد صدرت تصريحات في مجلس الأمن الخميس تفيد باحتمال التوصل إلى قرار ينص على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية المتوغلة في الأراضي اللبنانية.
إلى ذلك، قال وفد جامعة الدول العربية في نيويورك، إنه متفائل بأن قراراً للأمم المتحدة سيحظى بالموافقة عليه هذا الأسبوع، على الرغم من اختلاف الولايات المتحدة وفرنسا بشأن انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان.
وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية القطري ورئيس وفد ثلاثي من الجامعة العربية بعد مقابلة السفير الأمريكي جون بولتون، ونظيره الفرنسي جان مارك دي لا سابليير: "نسعى من أجل أن يكون الجمعة موعداً للتصويت في مجلس الأمن على مشروع القرار."
في تلك الأثناء أعلن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي شوركن أن بلاده تطرح مشروع قرار خاص بها يدعو إلى هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة في لبنان. وقال إن ذلك يأتي لعدم وجود أي أفق فوري لاتفاق على حل أوسع. وقد اعلنت إسرائيل رفضها للمقترح الروسي ، من ناحيته قال وزير خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي إن "الأمور تتحرّك في نيويورك اليوم. وآمل أن تتحرك بشكل أسرع في الساعات المقبلة". وتوقع دوست بلازي صدور القرار بين لحظة وأخرى. وتتركزّ المداولات على إمكانية نشر قوات جديدة في جنوبي لبنان قد تكون مؤلفة من قوات الأمم المتحدة إلى جانب الجيش اللبناني- يتزامن مع انسحاب على مراحل للقوات الإسرائيلية. من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إنه يرى "إمكانية" للتوصل إلى اتفاق بشأن لبنان في غضون الساعات الأربع والعشرين القادمة. وكانت البلدان الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن قد عقدت اجتماعا في وقت متأخر ليلا ركز على نقاط الخلاف الرئيسية - والتي تتعلق بكيفية الاتفاق على وقف لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان، دون السماح لحزب الله بإعادة التمركز في مواقعه. ويقول المراسلون إن البلدان الأعضاء في مجلس الأمن تدرس مقترحا فرنسيا بنشر قوات لبنانية إلى جانب القوة الدولية المتواجدة حاليا، والتي سيتم تعزيزها، في الوقت الذي يبدأ فيه الإسرائيلون انسحابا على مراحل. كما بحثت المداولات في إمكانية حظر وصول سلاح الى حزب الله من سوريا وإيران، وقد نفت سوريا قيامها بتزويد حزب الله بالسلاح لأنها ليست وصية عليه.وما تزال الولايات المتحدة تصرّ على ضرورة ألا يتم أي انسحاب إسرائيلي إلا بعد انتشار قوة متعددة الجنسيات تتمتع بصلاحيات خاصة
ومع استمرار الانقسام بين القوى الدولية بشأن مسودة قرار لمجلس الأمن يدعو إلى إنهاء الحرب على لبنان، أعلنت ناطقة باسم الاتحاد الأوروبي أن المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، سيتوجه الجمعة إلى الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ماري برازييه، قولها إن سولانا سيغادر من إسبانيا إلى بيروت أولاً، حيث سيمضي معظم يوم السبت، ليغادر بعدها إلى إسرائيل وأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية حيث سيجتمع مع قادتها الأحد
الجمل+ وكالات
إضافة تعليق جديد