ليفني تقدم الاثنين حكومة ضيقة ... أو تذهب إلى الانتخابات المبكرة

23-10-2008

ليفني تقدم الاثنين حكومة ضيقة ... أو تذهب إلى الانتخابات المبكرة

بعدما استنفدت مهلتها القانونية الأولى لتشكيل الحكومة وباتت على وشك استنفاد مهلتها الثانية، قررت رئيسة الحكومة الإسرائيلية المكلفة تسيبي ليفني اللجوء إلى التهديد بتشكيل حكومة ضيقة، فيما أكد أفراد طاقمها للمفاوضات مع الأحزاب الائتلافية أنها بصدد تقديم حكومتها للكنيست يوم الاثنين المقبل.
وثمة من يؤكد أن هذا التهديد من قبل ليفني ليس أكثر من مقامرة، بصرف النظر عن مدى دراستها لها. لكن آخرين يشددون على أنه ليس أمامها خيار آخر: التهديد بالحكومة الضيقة أو المقامرة بانتهاء المهلة من دون تشكيل حكومة.
وتقف حركة »شاس« في صلب مقامرة ليفني هذه. وتراهن ليفني على أن »شاس« قد لا تكون متخوفة من الانتخابات، ولكنها بالتأكيد متخوفة من الجلوس في المعارضة. ولهذا السبب تحاول ليفني التأكيد على أن الحكومة الضيقة المكونة من أحزاب »كديما« و»العمل« و»المتقاعدين« وحركة »ميرتس« في جيبها، وأنها يمكن أن تحصل بعد ذلك على تأييد من الخارج من الأحزاب العربية ومن »يهدوت هتوراه«. ولكن يبدو أن رهان ليفني لا يستند إلى كثير من الأسس.
ففي »كديما« ثمة حصان طروادة، متمثلا بمنافس ليفني على الزعامة شاؤول موفاز. وليس صدفة أن الأنباء حول موقف موفاز من الحكومة الضيقة تخرج عن قادة »شاس«. وبالأمس أعلن زعيم »شاس» إيلي يشاي أن موفاز وخمسة من نواب »كديما« أكدوا له أنهم لن يصوتوا أبدا إلى جانب حكومة ضيقة. ولعل هذا ما دفع العديد من مؤيدي ليفني إلى تسريب أنباء بأن موفاز هو من يعرقل تشكيل الحكومة، بتوجيهه رسائل تشجيعية لـ»شاس«.
وتبدى تشجيع موفاز لـ»شاس« برفض الأخيرة أي تنازل عن مطالبها المالية، التي يثير تجاوب ليفني معها خلافات شديدة مع وزير المالية من »كديما« روني بار - أون، الذي هدد بالاستقالة. والأدهى أن العديد من قادة »كديما« يتحدثون عن اتفاق بين »شاس« ورئيس »الليكود« بنيامين نتنياهو على نيل مطالبهم المالية من أي حكومة يشكلها في المستقبل.
وفي كل حال، وبعدما كانت ليفني تصر على عدم تقديم تغطية بأكثر من ٤٠٠ مليون شيكل لمخصصات الأطفال على شكل هبة، صارت تتحدث عن توسيع ذلك إلى ٧٠٠ مليون. ولكن »شاس« لم تتراجع حتى الآن عن موقفها بضرورة إدراج هذه المخصصات وبقيمة لا تقل عن مليار شيكل في ميزانية العام .٢٠٠٩
وفي محاولة لإصلاح الأمور، اجتمعت ليفني مع موفاز امس، وأوضحت له رغبتها الشديدة في تشكيل حكومة واسعة تضم »شاس«، لكنها شددت أمامه أيضا على أنه إذا اختارت أحزاب عدم الدخول في حكومتها، فليس أمامها خيار سوى اللجوء للحكومة الضيقة، أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة. ورد موفاز على ذلك بإعلانه رغبته في المساعدة على تشكيل حكومة موسعة وإشراك »شاس«.
وفي كل حال ونظرا لتعقيدات المفاوضات حتى مع »العمل« و»المتقاعدين«، فإن قسما من طاقم مفاوضات ليفني بات أقل تفاؤلا بتشكيل الحكومة وصار يتحدث عن أن فرص تشكيلها هي »مناصفة«. ويشدد هؤلاء على احتمال أن يكون هناك قرار واضح لدى »شاس« بعدم الدخول في حكومة ليفني، لأسباب انتخابية أو دينية. وقال العديد من نواب »كديما« أن الحكومة الضيقة هي خيار سيء، »إذ يتعذر على أعضاء الكنيست الآتين لكديما من الليكود الجلوس في حكومة مع ميرتس والاستناد إلى أصوات العرب«.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إقرأ أيضاً:

هل يستمر فشل ليفني في تشكيل حكومة ائتلافية
وما هي خيارات ليفني الصعبة خلال الأسبوعين القادمين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...