لندن تستمر في سياسة الإنخراط المشروط مع دمشق
قالت مصادر ديبلوماسية غربية، أمس، إن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليبان قرر الاستمرار في «سياسة الانخراط المشروط» مع دمشق على أمل توفير«المظلة السياسية» التي تطالب بها دمشق لبدء تعاون أمني بين سورية وبريطانيا في مجال مكافحة الإرهاب.
وعلم أن لندن رتبت «لقاءات مهمة» لنائب رئيس الوزراء عبدالله الدردري على هامش مؤتمر تنظمه الجمعية السورية - البريطانية في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بينها اجتماع مع وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط كيم هاولز.
وقدم السفير البريطاني الجديد كولن هاولز أول من أمس نسخة من أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية وليد المعلم قبل أن يسلّم نسخة أخرى الى الرئيس بشار الأسد في اليومين المقبلين.
وكان مليباند التقى وزير الخارجية وليد المعلم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في ثاني لقاء بين الوزيرين في غضون أربعة شهور. وأوضحت مصادر ديبلوماسية ان لندن «تؤمن بضرورة استمرار اللقاءات بين البلدين لأن الانخراط عملية (مستمرة) وليس لقاء واحداً».
وعلم أن لقاء المعلم - ميليباند كان «مباشراً» إذ تبادل الطرفان طرح وجهة نظريهما إزاء ملفات العراق ولبنان ومحاربة الإرهاب وعملية السلام وتقويم ما تحقق منذ زيارة نايجل شاينولد، مستشار رئيس الوزراء السابق توني بلير، لدمشق في شأن ملفات لبنان والعراق و «حماس» وعملية السلام. وترفض دمشق ان يوجه لها «أي اتهام بالاغتيالات في لبنان من دون توفر دليل» على ذلك، في رد على تلميح بريطاني بضرورة «العمل على منع حصول اغتيالات».
وإذ يقر الجانب البريطاني بحصول «خطوات ايجابية» سورية في ما يتعلق بدعم العملية السياسية وضبط الحدود مع العراق، إلا انه يثير اسئلة حول خلفية استمرار علاقة دمشق مع البعثيين العراقيين وتشكيل جبهات معارضة إنطلاقاً من الأراضي السورية وهل ذلك يستهدف «استمرار الضغط على الأميركيين» أم تشكيل جبهة عراقية تدخل لاحقاً في العملية السياسية في البلاد.
وتتناول الاتصالات السورية - البريطانية أيضا التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، ذلك أن لندن تريد تعاوناً وتبادلاً للمعلومات في شأن مطلوبين أو مشتبه في تورطهم في أعمال ارهابية في بريطانيا، في مقابل تأكيد دمشق ضرورة توفير «مظلة سياسية» لذلك التعاون وقيام «حوار بين الطرفين في شأن كافة قضايا المنطقة».
ووضعت مصادر ديبلوماسية غربية اللقاءات الثنائية التي تجري بين البلدين في إطار «توفير هذه المظلة السياسية»، من دون أن تستبعد حصول لقاءات قريبة بين المعلم وميليباند واحتمال قيام وفد يضم رئيس إدارة الشرق الأوسط جون جينكز ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الشرق الأوسط سيمون ماكدونالنز بزيارة دمشق.
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد