لا، ليست هي دبي، بل قطاعي العقارات والبنوك في الصين ومحيطها
ان تأزمت الاوضاع في الشركات العقارية في دبي وعم القلق الاسواق ، فهو ليس فقط من عدم قدرة العرب على الوفاء بالتزاماتهم الإئتمانية، بل لكون ما يحدث هنا يشبهه ما يحدث هناك، وهنالك. هونجكونج موضع قلق يتعدى كل المواضع الاخرى، والجرح ان انفتح هنا فسيكون من الصعب دمله.
مشكلة القروض العقارية الصينية يمكن ان تتحول الى معضلة كبيرة للبنوك المحلية وتتسبب باضرار فادحة في ميزانياتها.
الاقتصاد الصيني ينمو بنسبة عالية جدا. بفضل باقة تحفيز اقتصادي بلغت 400 مليار يوان تقدم الناتج القومي الاجمالي في الفصل الثالث بنسبة 8.9% . للعام 2010 التوقعات تراوح حول ال 9.1% ان تابعت الحكومة والبنك المركزي العمل بالسياسة النقدية الحالية وهذا الامر مرجح.
دبي احتلت الساحة العالمية باخبارها مذ تم الاعلان عن عجز"دبي العالمية" عن الدفع في ال 25 من نوفمبر الفائت . اذا كانت دبي قد اتخذت مشكلتها هذه الابعاد الخطرة فكيف سيكون الامر مع الصين ان تفجرت الازمة فيها؟
سؤال يستحق الطرح والتدقيق.
مع 250 مليار دولار يشكل اقتصاد دبي فقط 5% من الاقتصاد الصيني . ديون دبي العالمية تساوي 60 مليار دولار وهي تعادل 3 الى 4 % من الاحتياط الصيني . بالنسبة للدول الناشئة الصين هي التي تشكل نقطة الارتكاز وليست دبي. 22% من صادرات كوريا الجنوبية تذهب الى الصين، فقط 1.5% فقط تذهب الى دولة الامارات العربية.
من هنا السؤال الاهم المطروح حاليا والذي يؤرق الاسواق ويخيف الكثيرين من تفجر جديد للازمة لا يكون اقل خطورة من تفجرها الاول هو: هل ستنطلق في سوق الاسهم والعقارات فقاعة جديدة ترخي ظلالها على قطاع البنوك الصينية؟
فقط في الاشهر الستة من هذا العام قدمت البنوك الصينية قروضا ب 7400 مليار يوان . للمقارنة: في العام 2008 كله كانت القروض تساوي 4200 مليار فقط...
هذا الواقع تظهر آثاره في البورصة :
في الاشهر السبعة الاولى من هذا العام تقدم سوق الاسهم في شنجهاي بنسبة 87 % . نسبة سعر ا لاسهم الى ربحها تضاعفت في هذا الوقت ( من 15 بلغت 29 ) . اسعار العقارات ارتفعت بقوة خاصة في مراكز كبرى كشنجهاي.
بالنسبة للحكومة الصينية ليس ذلك بالامر العادي والسهل.
هونجكونج تقف امام حدوث امر ما محتمل. البعض ينتظر انطلاق صفارات الانذار. السلطات النقدية حذرة وقلقة جدا من احتمال انطلاق ازمة عقارية حتى ولو ان الامر لم يظهر الى العلن بعد. هذا محتوىما قاله وزير مالية الادارة المحلية لهونجكونج امام البرلمان هذا الاسبوع.
اسعار العقارات ارتفعت في العام 2009 في المدن الكبرى الصينية بنسبة 30% . الشقق الفخمة ارتفعت اسعارها بنسبة 40% . 73 مليار دولار دخلت البلاد من الخارج بين اوكتوبر العام 2008 ونوفمبر العام 2009. انه مبلغ قياسي مقارنة بالماضي .
دولار هونجكونج مربوط بالدولار الاميركي شأنه شأن اليوان. لأن الدولار يتراجع كان على الحكومة التدخل ودعمه في سوق العملات. هذا ادى الى ارتفاع السيولة النقدية والاحتياط النقدي ورفع مخاطر الحماوة اكثر فاكثر.
كل هذه الارقام تجعل من الاوضاع في الشرق الاقصى وليس في الخليج العربي موضع قلق واهتمام ، حتى ولو ان الحديث عاود يبرز عن شركات دبي العقارية. فقاعة عقارات جديدة تسمع اصداؤها انطلاقا من هونجكونج او شانجهاي لن توفر سوقا او قطاعا على المستوى العالمي، والتحسب للامر واجب بحماية المراكز المفتوحة في هذه المرحلة بستوبات والتحفظ على مخاطرات متفلتة حتى يكون لون الافق قد بان .
المصدر: بورصة إنفو
إضافة تعليق جديد