عون يعد بتعديل «الطائف»
تميز اليوم الثاني من زيارة العماد ميشال عون إلى سوريا، بمحاضرة ألقاها أمس، في جامعة دمشق بدعوة من رئاستها، قال فيها أنّ إسرائيل لم تُشفَ بعد من هزيمتها على يد المقاومة، ووصف الإنتصار بـ»معجزة تمّت على يد المقاومين الذين فرضوا معادلة عسكرية جديدة ستبقى قائمة طالما بقي مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة«.
وأشار عون الى ان »هناك تحفظات عدة على اتفاق الطائف، منها عدم التوازن بين مؤسسات الدولة مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة«، وقال »المستفيدون من الطائف جعلوه كتاباً مقدساً، كما ان هناك خروقات كبرى في تنظيم الدولة كرسها هذا الاتفاق او أُلحِقت به«. ولكنه دعا الى ان يكون التعديل في ظل ظروف تستوجب التعديل. واعرب عن امله في ان »نتمكن من الحصول على اكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة، حتى نجري التغييرات والاصلاحات اللازمة«.
وقال عون في ختام يومه الدمشقي الذي تضمن جولة في الأسواق القديمة وزيارة الجامع الأموي وجبل قاسيون وبعض المعالم الدينية والسياحية بالاضافة الى لقاء رجال الأعمال وبعض الوزراء السوريين، ان »النقزة« من زيارته »موجودة فقط لدى المسؤولين المهدّدة مواقعهم وليس عند الطوائف التي ستعيش طمأنينة أكبر وسلاما مقبلا«، أضاف »لا أحد يجب أن يشعر بنقزة لأنني لم اقم بأي عمل مؤذ لأحد«.
وعن النقد المرتقب لزيارته فور عودته الى بيروت قال عون: »هنا في سوريا تكلّمت أمام حشد واسع من الإعلاميين ولا أحد زوّر كلامي كما فعلت بعض الوسائل الاعلامية في لبنان. البعض قال انني طلبت من الشعب اللبناني الاعتذار من سوريا. بينما الحقيقة هي أن بعض اللبنانيين كانوا شركاء في مرحلة معينة وتسببوا بكثير من الأذى لإخوانهم اللبنانيين ومن الأجدى أن يعتذر هؤلاء من اللبنانيين قبل طلب أي اعتذار من سوريا«.
وهل يمكن للزيارة ان تنعكس سلبا عليه في الانتخابات النيابية، قال عون انه »لا يمكن لأي تضليل اعلامي أن يؤثر علينا انتخابيا، فمن يريد ان يسمع.. يستطيع أن يسمع جيدا ومن لا يريد ذلك، لن يكون هناك أطرش اكثر منه ومن لا يريد أن يرى فلا أعمى أكثر منه«.
وينتقل عون اليوم الى صيدنايا ومعلولا وحمص، لتفقد الكنائس والمعالم الدينية فيها، على أن يختتم نهاره بلقاء رجال دين مسلمين ومسيحيين في كنيسة سيدة السلام في حمص ومن هناك ينتقل الى كنيسة أم الزنار، قبل أن يستقل مروحية تقله الى مدينة حلب، حيث سيقام له برنامج حافل يوم غد، يتضمن استقبالا شعبيا في المدينة القديمة، ومن ثم غداء يقيمه على شرفه الرئيس السوري بشار الأسد في حلب، على أن يعود عون والوفد المرافق الى بيروت اما مساء السبت أو صباح الأحد.
- أطلق عون، مجموعة تعبيرات يمكن تصنيفها في خانة »التعبيرات الإستراتيجية المكتوبة«، وجاءت بمعظمها منسجمة مع روحية خطابه السياسي، في السنوات الثلاث الأخيرة، وأبرزها انحيازه الواضح إلى خيار المقاومة في لبنان واتهامه الغرب بمحاولة عرقلة إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين لبنان وسوريا.
ولعل »السقطة الوحيدة« هي تلك التي وضعت عون، كما أمين الجميل من قبله، في مقلب المراهنة على تعديل اتفاق الطائف، لا بل الذهاب أبعد من ذلك، ومن دمشق تحديدا، التي تحاذر الاقتراب من هذا الملف اللبناني الحساس، إلى النطق باسم المعارضة اللبنانية كلها، بالإعراب عن أمله في أن »نتمكن من الحصول على أكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة، حتى نجري التغييرات والإصلاحات اللازمة«، ولو أنه استدرك عندما قال بوجوب أن تتوفر الظروف التي تستوجب تعديل الطائف.
في هذه الأثناء، كان البيت اللبناني، بـ»منازله الكثيرة«، مشدودا الى متابعة وقائع زيارة عون، وبالتالي إطلاق ما يحلو من التوصيفات الجاهزة في قاموسي الموالاة والمعارضة، معها وضدها، غير أن الاستنتاج الأبرز الذي خرج به أحد الذين شاركوا في الإعداد لزيارة عون، »أن ما بعد هذه الزيارة الاستثنائية هو حتما ليس كما قبلها«.
حيث شكلت زيارة العماد عون الى دمشق وما تخللها من مواقف، محور مناقشات الاجتماع الموسع لقوى الرابع عشر من آذار في قريطم ليل امس، برئاسة النائب سعد الحريري وحضور رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وقائد »القوات اللبنانية« سمير جعجع، وممثلين عن باقي مكونات فريق ١٤ آذار، وبغياب الرئيس أمين الجميل. وفي ختام الاجتماع، صدر البيان الآتي:
ـ التأكيد على ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالإجماع في الحوار الوطني لا سيما النقاط المتعلقة بترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية وتبادل السفراء بين البلدين ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.
ـ عرض المجتمعون الأوضاع السياسية العامة وتوقفوا بقلق شديد أمام عودة التوتر الأمني والاعتداءات المتنقلة ضد المواطنين والإعلاميين في العاصمة اللبنانية والمناطق.
ـ تؤكد قوى ١٤ آذار التزامها الكامل أمام الرأي العام اللبناني باستكمال معركتها وهي معركة تثبيت دولة الاستقلال والقانون وبسط سيادتها على كامل التراب اللبناني تنفيذاً لوثيقة الوفاق الوطني والقرار ١٧٠١ وتدعوهم الى رص الصفوف وتوحيد الجهود من أجل استقلال لبنان.
ـ تستكمل قوى ١٤ آذار التحضيرات من أجل إعلان برنامجها الوطني الموحد ولائحتها الانتخابية الموحدة.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد