عجائب الدنيا السبع في 7/7/2007
اليوم، يودع عالمنا قائمة عجائبه السبع القديمة التي يعتقد أن فيلسوفاً يونانياً حددها منذ ألفي عام، ويستقبل أخرى ربما تكون أكثر إيغالاً في «القدم»، لكنها ستكون «جديدة» على عائلة «العجائب» صنيعة الإنسان، وستحتل مكان ست عجائب غدر بها الزمن والإنسان نفسه، ولم يتبقَ منها اليوم سوى الأهرامات المصرية، التي بقيت ثابتة في مكانها، ومع لقبها.
وستعلن قائمة العجائب الجديدة، خلال حفل ضخم ينقل مباشرة عبر الفضائيات العالمية من لشبونة، وبينها ست عجائب جديدة صوّت لاختيارها أكثر من 90 مليون شخص عبر الانترنت والرسائل الخلوية، في ما قد
يُعدّ أكبر استطلاع عالمي حتى الآن. ويصادف اليوم، أيضاً، تاريخاً مميزاً.
وإذا كان للرقم سبعة دلالات رمزية، يستبشر بها غالبية الأشخاص باعتباره رقماً يجلب الحظ، فما بالك إذا كان اليوم هو السابع من الشهر السابع من العام السابع بعد الألفين... إذاً هو، الى جانب الإعلان عن عجائب الدنيا السبع، يوم استثنائي للراغبين بحياة حافلة بالحظ، حتى ولو كان ذلك في بلد يستحيل توقع المستجدات فيه مثل... لبنان.
قبل شهر ونيف، تقدمت السباق حول لقب «العجائبية» عشرة مواقع من أصل 21 موقعاً مرشحاً، اختارتها لجنة تحكيم دولية من خبراء أثريين ومعماريين معروفين، برئاسة المدير العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو»، فديريكو مايور، في كانون الثاني من عام .2006 وكانت المواقع الـ21 مدرجة على قائمة تضم 77 موقعاً أثرياً معروفاً في أرجاء العالم.
والمواقع العشرة هي: أكروبول أثينا، ومدينة شيشان ـ إتزا لقبائل المايا في المكسيك، ومدرج الكولوسيوم في روما، وبرج إيفل الباريسي، وسور الصين العظيم، وأطلال الإنكا في ماتشو بيكشو في البيرو، ومدينة البتراء الأردنية، وتماثيل المايا في جزيرة إيستر المكسيكية، وصخور ستونهينج الحجرية الدائرية في إنكلترا، وضريح تاج محل في الهند.
أما المواقع التي خرجت من التصفيات فهي: معابد انغكور في كمبوديا، وقصر الحمراء الاندلسي في أسبانيا، وكنيسة آيا صوفيا في اسطنبول، ومعبد كيوميزو في اليابان، والساحة الحمراء والكرملين في موسكو، وقلعة نويشفان شتاين في ألمانيا، وتمثال الحرية في نيويورك، وتمثال المسيح المخلص في ريو دي جانيرو، ودار اوبرا سيدني، ومدينة تومبوكتو الأثرية في مالي.
من وراء الفكرة؟
لن يكون مبالغاً القول إن حركة «طالبان» الأفغانية هي التي «حركت» الحملة. فبعد قيام «طالبان» بتدمير تمثالي بوذا العملاقين في مدينة باميان الأفغانية، وهما من النصب الأثرية الأهم في العالم، لجأ المخرج السينمائي ورجل الأعمال السويسري ـ الكندي، برنارد فيبر، إلى تأسيس منظمة لانتخاب العجائب السبع الجديدة عام ,2000 تحت شعار «تنشيط الحوار الثقافي والاحترام المتبادل للثقافات».
وإطلاق «منظمة العجائب السبع الجديدة» حملة عبر الانترنت لاختيار العجائب الجديدة، تؤمن لها مردوداً مالياً كبيراً، لقي انتقاد أكادميي الاثار ومرجعياتها. وتؤكد المنظمة أنها ستخصص نصف إيراداتها لتمويل جهود الترميم على مستوى العالم، بما في ذلك تجديد تمثال بوذا في باميان.
وكانت اليونيسكو حرصت، في الشهر الماضي، على القول إن «قائمة العجائب السبع الجديدة ستكون ثمرة مبادرة خاصة لن يكون لها بأي حال أي إسهام كبير أو دائم في الحفاظ على المواقع المختارة»، موضحة أنها رفضت طلبات عدة لدعم مبادرة فيبر. وانتقدت التصويت الشعبي مشيرة إلى أنه، مثلاً، يشمل فقط مستخدمي الانترنت.
غير أن هذا الاعلان الحاسم لم يمنع حكومات عدة من حثّ شعوبها على التصويت بكثافة لصالح عجائبها، لدخول التاريخ كحضارات صانعة لـ«العجائب».
وبانتظار الإعلان عن النتائج، اليوم، ذكرت «منظمة العجائب السبع الجديدة» أن التصويت انتهى في منتصف ليل أمس. وقالت المتحدثة باسم المنظمة تيا فيرينج «نحن نعيش في عالم يركز على أوروبا... متى حدث أن قارنا رموز الحضارة الاوروبية مع حضارة المايا على سبيل المثال؟».
وأوضت فيرينج إن الاعلان عن العجائب السبع الجديدة لن يتضمن الكشف عن عدد الاصوات التي حصل عليها كل أثر ـ عجيبة، لتجنب خلق تصنيف مثل «عجائب درجة أولى... ودرجة ثانية، إلخ...». لكن مصادر أكدت أن مدينة ماتشو بيكتشو في البيرو، ومدينة البتراء الاردنية، ومعبد الأكروبول اليوناني، احتلت الصدارة في المنافسة.
ولعل المصريين هم الأحق بالزهو بحضارتهم، في سياق «العجائبية». وذلك مع تصنيف أهرامات الجيزة ـ العجيبة القديمة الوحيدة التي تحدت الزمن ـ بأنها «خارج المنافسة»، بعدما اختارها منظمو المبادرة كـ«عجيبة شرف».
وكانت عجائب العالم السبع القديمة: أهرامات الجيزة في مصر، حدائق بابل المعلقة في العراق، هيكل ارتميس اليوناني في تركيا، ضريح موسولوس في تركيا، عملاق رودس اليونانية، تمثال زوس في اليونان، ومنارة الاسكندرية في مصر، تقع كلها في منطقة البحر المتوسط، ولم يتبقَ منها اليوم سوى أهرامات الجيزة. ويعتقد كثيرون أن قائمة العجائب القديمة اختارها شخص واحد قبل نحو 2000 عام، هو الكاتب اليوناني القديم إنتيباتر. انطلاقاً من ذلك، ينظر إلى القائمة الجديدة المرتقبة على أنها لائحة أكثر «ديموقراطية»، وأقل «مركزية».
يتألف الأسبوع من سبعة أيام، وألوان الطيف سبعة، وللسلم الموسيقي سبع نغمات، والجنين يكمل نموه في بطن أمه في سبعة أشهر، وفقرات الرقبة سبع، أكانت لإنسان، او قنفذ أو زرافة، والرقم سبعة وحدة حسابية بحد ذاته، لا يقبل القسمة ولا التحليل الحسابي ولا جذر تربيعياً له... ذلك بعضٌ من كثير بشأن «لغز الرقم سبعة».
ولأنه يوم «مقدس»، كما قال أحدهم، اختار العديد من اللبنانيين الراغبين بالزواج، اليوم موعداً لزفافهم، وآثر بعضهم حجز قاعات الاحتفال قبل عامين على الأقل... ولعلهم أصابوا في ذلك، لأن المتأخرين خسروا الفرصة الاستثنائية، حتى أن مصممي الحفلات استحال عليهم قبول كافة الطلبات التي وردت إليهم.
وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن عدد المتزوجين اليوم، في العالم يبلغ ثلاثة أضعاف الذين تزوجوا في اليوم ذاته من العام الماضي، ويرى هؤلاء أن تكرار الرقم 7 في تاريخ زواجهم سيجلب لهم الحظ في حياتهم الزوجية.
إلا أن الطريف هو أن معدلات إتمام إجراءات الطلاق سجلت اليوم ارتفاعاً ملحوظاً، وذلك لأن الراغبين بالطلاق، اختاروا هذا التاريخ للتخلص من حياة فاشلة، وأملاً في انطلاقة جديدة في المستقبل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد