عبد العظيم يرتدي مسوح الكاهن ويؤكد أن هناك توافقاً أميركياً روسياً على الحل السياسي
أكدت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة» أمس رفضها «لتشكيل حكومة مؤقتة من قبل المعارضة في الشمال لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تقسيم البلاد»، واتهمت «أطرافاً إقليمية ودولية بأنها لا تريد الحل السلمي في سورية وتريد استمرار العنف»، مشددة على أن «الحل هو في تشكيل حكومة مؤقتة بتوافق إقليمي ودولي وفق اتفاق جنيف بين روسيا وأميركا».
وقال المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم في تصريحات لقناة «العالم» الإخبارية نشرتها أمس على موقعها الإلكتروني: «إن من يريدون تشكيل حكومة مؤقتة في شمال البلاد هم مع الحل الأمني والعسكري واستمرار النزاع المسلح»، مؤكداً أن «القضية السورية أصبحت مدولة وأصبح فيها أطراف إقليمية ودولية باتت لاعباً أساسياً، ولا يمكن حل الأزمة من دون إشراكها في ذلك حتى لو كانت طرفاً في الأزمة».
وشدد عبد العظيم على أن «هيئة التنسيق ترفض تشكيل حكومة مؤقتة لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تقسيم سورية بين شمال وجنوب»، معتبراً أن «الحل هو في إيجاد التغيير عبر تشكيل حكومة انتقالية متوافق عليها أميركياً وروسياً وإقليمياً، وليس اقتراحات النظام أو اقتراحات المعارضة المتشددة التي فيها مزيد من التعقيد للأزمة السورية»، حسب قوله.
وأكد المعارض السوري أن «هناك بعض الدول العربية والإقليمية والقوى الدولية تريد استمرار العنف في سورية»، لكنه اعتبر أن «روسيا والصين وإيران بالإضافة إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية تريد الحل السياسي»، منوهاً أن «هناك توافقاً أميركياً روسياً على الحل السياسي واتفاق جنيف».
وأكد المنسق العام لهيئة التنسيق أن «المطلوب من النظام الآن هو أن يلتزم بوقف العنف وفق قرار جنيف، وكذلك المعارضة المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى من ثم الانتقال إلى التفاوض»، متسائلاً عن «سبب عدم تحريم مشايخ النظام والمعارضة لدماء السوريين».
وأوضح عبد العظيم أن «الشعب السوري كان يريد الانتقال إلى نظام وطني ودولة مدنية ديمقراطية بانتخابات حرة وليست انتخابات شكلية، لكن اختلط الحابل بالنابل الآن، وأصبح الوضع الآن خليطاً بين ما وصفه بثورة شعبية وثورة مسلحة، بدليل أن وزير الخارجية وليد المعلم عندما يقول إن النظام مستعد للحوار حتى مع المسلحين فإن ذلك يعني أن هؤلاء لهم مطالب عادلة كما هي مطالب الشعب وأنهم جزء من الثورة»، حسب تعبيره.
واعتبر أنه «لا يمكن إلقاء السلاح (من المسلحين) قبل أن يحدث التحول الديمقراطي الحقيقي، لأن السلاح في مواجهة السلاح»، مبيناً أنه «ليس هناك أي حوار حقيقي ولا جدي، وأن النظام فوت فرصة الحوار الوطني الذي طالبت به هيئة التنسيق، كما فوته في مرحلة تعريب الأزمة وفي مرحلة مهمة (المبعوث الدولي السابق إلى سورية) كوفي أنان والآن»، حسب قوله.
وتابع عبد العظيم: «الآن نحن نطالب بالتفاوض بعد وقف العنف من قوات النظام وقوات المعارضة المسلحة، وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى، ومن ثم التفاوض برعاية عربية وإقليمية ودولية، وحصول توافق دولي، على أن يكون التفاوض على تشكيل حكومة انتقالية لها صلاحية وضع دستور جديد وإجراء انتخابات لمجلس نيابي»، معتبراً أنه «هنا يحدث تحول ديمقراطي حقيقي بضمانات».
وأشار حسن عبد العظيم إلى «أن النظام عقد حواراً ومؤتمراً تشاورياً وحوار المحافظات، ولم ينتج عنه شيء ولم ينفذ أي من مطالب الشعب، حتى للأطراف التي شاركت في الحوار من المعارضة»، حسب زعمه.
في السياق انتقدت موسكو التصريحات العلنية للمسؤولين الأميركيين والمؤيدة للمعارضة السورية، معتبرة أنها تشير إلى تفسير بيان جنيف من جانب واحد ما يزيد من صعوبة فرصة إنهاء الأزمة في سورية، في وقت وصلت إلى سورية طائرة روسية تحمل 11 طناً من المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في تعليق نشره على موقع وزارة الخارجية: «إن التصريحات العلنية لمسؤولي الإدارة الأميركية المؤيدة لـ«الائتلاف السوري» والمعارضة السورية تدل على تفسير بيان جنيف من جانب واحد، ما يزيد من صعوبة البحث عن سبل إنهاء المواجهة في سورية في أقرب وقت وتحويل النزاع إلى مجرى حوار وطني سوري شامل».
وأضاف: «لاحظنا تصريحات غير ملائمة جديدة للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحفي بشأن فهم ما أسمته «تفسيرات» أحكام بيان جنيف.
وتابع: «نود أن نشدد على أن البيان الذي تبناه جميع اللاعبين الخارجيين الأساسيين بما في ذلك الولايات المتحدة في جنيف في الصيف الماضي حدد بوضوح هدف تحويل النزاع في سورية إلى مجرى سلمي عن طريق تشكيل «جهة حاكمة انتقالية» عن طريق المفاوضات بين السلطات والمعارضة على أن تكون لها كل الصلاحيات اللازمة لحين إجراء انتخابات عامة».
أول أمس ورد في بيان لوزارة الخارجية الروسية نشر في أعقاب مباحثات وزير الخارجية سيرغي لافروف مع وفد هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية برئاسة هيثم مناع، أن موسكو تدعو المعارضة السورية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإقامة الحوار مع الحكومة.
وجرت مشاورات مفصلة بين وفد المعارضة الديمقراطية السورية وبين المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي.
المصدر: وكالات
التعليقات
نفاق هيئة التنسيق الامريكية سابقا سورية
إضافة تعليق جديد