شاحن يعمل بحركة الدراجة

ابتكر طالب هندسة أوغندي وسيلة تساعد سكان المناطق الريفية في بلاده على شحن هواتفهم الجوالة، في ظلّ النقص الحاد في إمدادات الكهرباء.
ويعتمد ابتكار إيليوت أبانغيرا مويبازي على تحويل طاقة الحركة المتولدة من قيادة الدراجات، إلى طاقة كهربائية تكفي لشحن هاتف ومصباح لمدة ست ساعات.
القصة بدأت في تشرين الثاني العام 2013، عندما كان مويبازي (25 عاماً) في قرية على بعد 400 كيلومتر من العاصمة كمبالا لحضور مناسبة عائلية، وتلقَّى مكالمة هاتفية من زميل يُخبره فيها عن موعد اختبار دراسي مقبل.
وعندما أراد مويبازي أن يجري مكالمة هاتفية لإبلاغ المحاضر المسؤول عن صفه الدراسي بأنَّه لن يتمكن من حضور الاختبار، اكتشف أنَّ بطارية هاتفه تحتاج إلى إعادة شحنها.
يقول: «أردت أن أرى إذا كان يمكنهم أن يجدوا طريقة تُمكِّنني من إجراء الاختبار عند عودتي، ولكن بطارية هاتفي نفد شحنها.. شعرت بحيرة وارتباك آنذاك، ثم جلست في مكاني، لأترك مصيري بيد القدر». في نهاية المطاف، اضطر الشاب إلى إعادة الاختبار بعد موعده، وتخرج متأخراً عاماً عن زملائه.
بعد ذلك بأشهر، كان مويبازي يشاهد متحدثاً تحفيزياً (خبير تنمية بشرية) على شاشة التلفزيون، يتحدَّث عن طرق التفكير غير التقليدية، وكيف صنعت المعجزات في الصين وغيرها من البلدان.
ويتابع: «بصفتي مهندس اتصالات، كنت أدرس دائماً عن أجهزة الشحن، ووردتني الفكرة على نحو مكتمل تماماً».
«توجَّهت إلى درَّاجتي القديمة، التي كنت أحتفظ بها في المخزن، وكان مثبتاً عليها مولد كهربائي صغير، وفكرت: هذا الجهاز ينتج طاقة كهربائية»، يقول مويبازي.
ويوضح أنَّ «الدينامو يحوّل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية، ويجب عليَّ أن أحوِّلها إلى طاقة مناسبة لتشغيل الهواتف النقالة».
«كنت أعرف أنَّني في حاجة إلى مكوِّنات دقيقة (صمامات ومقاومات ومكثفات) تساعد على تخزين الطاقة في جهاز الشحن لفترة أطول ومضاعفة أو زيادة الشحن عندما تتحرك الدراجة بسرعة منخفضة، وكذلك مسرب حراري (لتبريد وامتصاص الحرارة) عندما تجري بسرعات عالية»، وفقاً للشاب.
ويشير إلى أن طريقة تركيب هذه المكونات لم تكن واضحة تماماً: «في كل مرة أشتري أحد المكونات، كنت أثبته واكتشف أنَّه لا يعمل، ولكنني ثابرت لبلوغ هدفي حتى النهاية». وبعد الكثير من البحث وجمع المعلومات، استغرق الأمر تسعة أشهر لترى فكرة مويبازي النور.
ويوجد خارج شرفة منزله دراجة مقلوبة، مثبت عليها شاحن يتصل بعدد من الأسلاك ودينامو، يخرج منه كابل «يو إس بي» يتصل بهاتف من الجهة الأخرى، وعندما يبدأ تبديل الدراجة بيديه، يبدأ شحن الهاتف وكأنه متصل بمصدر عادي للطاقة.

 («الأناضول»)