سجن تدمر خالٍ من المعتقلين و الجيش يوجه ضربةً قاسية إلى «الجبهة الشامية» في حلب
لن «تستريح» معارك الجيش السوري مع تنظيم «داعش» الإرهابي بعد سيطرته الكاملة على مدينة تدمر، شرق حمص. المعلومات الميدانية تتحدث عن تثبيت الجيش خطوطاً دفاعية إلى الشرق من شركة حيان وآبار شاعر وجزل، في صحراء تدمر، إذ ليس من السهل على الحكومة السورية التخلي بهذه البساطة عن مناجم التاريخ والنفط والغاز التي تتميز بها المنطقة الصحراوية.
هدف الخطوط الدفاعية وقف تمدد تنظيم «داعش» غرباً، واسترجاع نقاط خسرها على مشارف حقل جزل، غرب تدمر. الجنود السوريون المنسحبون من المعارك الأخيرة أكدوا عودتهم القريبة إلى المدينة التاريخية، لكن مصادر ميدانية أشارت إلى أن «التفاف قوات الجيش بهدف مهاجمة المدينة سريعاً أمر صعب، بعد تأمين عملية الانسحاب الأخيرة» للقوات السورية، غير أن كل القيادات التي خرجت مع العناصر والضباط كانت تعي أن العودة قريبة، على الرغم من أن الإجراءات التي اتخذتها القيادة السورية في إخلاء متحف تدمر الوطني من القطع الأثرية، أتت بعد قراءة متشائمة للوضع الميداني القائم منذ أيام.
أما إخلاء سجن تدمر العسكري، فقد أرخى بظلاله على بعض المعارضين السوريين، وغيرهم، الذين لدى بعضهم «معلومات» عن أن السجن الشهير كان مقر احتجاز لمعارضين سياسيين وأجانب. وتحدثت تسريبات عن ترحيل 11 ألف سجين عسكري وسياسي من سجن تدمر، وذلك قبل هجوم «داعش» على المدينة، على شكل دفعات، تم توزيعهم بين حمص ودمشق، في حين نفت مصادر عسكرية من عناصر حماية تدمر، قبل انسحاب الجيش، وجود أي سجناء أجانب أو لبنانيين في المدينة. وكان اقتحام «داعش» لسجن «فرع البادية»، وسط المدينة، قد أفضى إلى إخراج عناصر التنظيم 44 معتقلاً داخل سجن المبنى، ينفذون عقوبة عسكرية منذ فترة قصيرة لا تتعدى سنوات الحرب السورية.
سيطر تنظيم «داعش» على معبر التنف الحدودي مع العراق
وكان عناصر تنظيم «داعش» قد نفذوا مجزرة مروعة بما يزيد على 25 شخصاً، ممن سمّوهم «متعاملين مع الدولة السورية»، ينتمي بعضهم إلى «اللجان الشعبية»، وبعضهم الآخر مدنيون، بينهم أطفال ونساء، في حين فرض التنظيم حظر تجوال على من تبقى من المدنيين، بحجة عمليات التمشيط داخل المدينة. واختطف عناصر التنظيم عائلات كاملة من تدمر، منهم عائلات الحريري وكركولي ومليسان وعروق، بينهم نساء وأطفال، بحجة «موالاتهم للنظام»، واقتادوهم إلى مدينة الرقة. يأتي ذلك وسط تواصل انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، إضافة إلى انقطاع المياه أيضاً. ولم يكشف عن مصير المدينة الأثرية، وسط شحّ المعلومات والصور القليلة الواردة من المدينة.
«داعش» في معبر التنف
إلى ذلك، نقلت وكالة «الأناضول» ومواقع عراقية عدة عن مصدر في معبر الوليد الحدودي العراقي مع سوريا، أمس، أن عناصر حكومية سورية أضرمت النيران في المباني والمرافق الخدمية التابعة لمنفذ التنف الحدودي (المقابل لمنفذ الوليد) بعد انسحابها منه وسيطرة تنظيم «داعش» عليه.
سيطر تنظيم «داعش» على معبر التنف الحدودي مع العراق
وأضاف المسؤول أنّ «منفذ الوليد وقع في خطر كبير، لأن داعش بات يحاصر المنطقة الموجود فيها على الجانبين السوري والعراقي، خاصة بعد سيطرته على مدينة الرطبة التي تبعد أقل من 40 كلم عن المنفذ». وناشد الحكومة العراقية «إرسال تعزيزات عسكرية عاجلة خشية سقوط المعبر بيد داعش، لعدم وجود قوات عراقية كافية لحمايته».
الجيش يواصل تأمين أريحا
إلى ذلك، يستأنف الجيش السوري عملياته لاستعادة النقاط التي خسرها في جبل الأربعين، جنوب إدلب، لتأمين مدينة أريحا ومحيطها وإبعاد الخطر عنها.
ونفذ الجيش أمس هجوماً مضاداً على مواقع مسلحي «القاعدة» وحلفائه، في محيط حاجز الفنار والقصر السعودي في جبل الأربعين، حيث دارت معارك عنيفة أجبرت المسلحين على التراجع نحو خطوط خلفية قريبة من بلدة كفرلاتة. وقال مصدر ميداني في أريحا إنّ «العملية مستمرة لاستعادة كافة النقاط التي قد يستخدمها المسلحون لاستهداف مدينة أريحا، وكل الجهود تصبّ في تحصين المدينة من كافة المحاور».
ويحاول المسلحون، منذ سقوط معسكر المسطومة، الهجوم على النقاط العسكرية في جبل الأربعين ومحيط مدينة أريحا وبلدة كفرنجد بشكل متقطع، من دون أن يحرزوا أي تقدم فيها.
وفي جسر الشغور، نفذ سلاح الجو سلسلة غارات استهدف فيها محيط المستشفى المحاصر، ترافقه طائرات مروحية رمت سللاً إغاثية لعناصر المستشفى.
40 قتيلاً لـ«الشامية» بغارة في حلب
من جهة أخرى، وجّه الجيش السوري ضربةً قاسية إلى «الجبهة الشامية» في مدينة حلب، بعد غارة جوية أدّت إلى مقتل المسؤول العام لـ«كتائب أبو عمارة» عبد الكريم العبد، الملقب بـ«أبي الفوز»، و«المسؤول الميداني» محمد العيسى الملقب بـ«أبي محمود الجبلي»، و15 مسلحاً وجرح آخرين، إثر استهدافٍ لأحد الأبنية التي تضم مقراً لـ«الكتائب» في حي كرم القاطرجي، في حين نقلت وكالة «فرانس برس» عن «ناشطين معارضين» أنّ «قصفاً جوياً ببرميل متفجر، أعقبه صاروخ استهدف مقر كتيبة إسلامية تسبب في مقتل 40 مقاتلاً من الكتيبة التابعة للجبهة الشامية».
وفي دمشق، نجا قائد «لواء ضحى الإسلام»، الملقب بـ«أبو نافع»، صباح أمس، من محاولة اغتيال جنوبي العاصمة. وبحسب المعلومات، فإنّ عبوة ناسفة انفجرت في أحد مقار «اللواء»، ولم تؤدّ إلى وقوع إصابات، بينما تم تفكيك العبوة الثانية. تجدر الإشارة إلى أن «لواء ضحى الإسلام» أعلن الأسبوع الماضي انضمامه إلى «الجبهة الإسلامية ــ حركة أحرار الشام»، بعد انشقاقه عن «جبهة شام الموحدة» التابعة لـ«الجيش الحر». وينشط في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم.
إلى ذلك، أعدم تنظيم «داعش» أحد مسؤوليه في منطقة تل أبيض، المدعو «أحمد العقال»، بقطع رأسه بتهمة الاتجار بالمخدرات. العقال تبوّأ أكثر من موقع في التنظيم، منها «مسؤول شرطة» التنظيم في مدينة «سلوك» في ريف الرقة الشمالي، و«المسؤول الأمني» عن منطقة الزيدي جنوب شرق المدينة. وفي التفاصيل، فإن إحدى الدوريات التابعة لـ«شرطة داعش» دهمت منزل العقال، وضبطت في حوزته كمية من المخدرات معدّة للتجارة. وتم تنفيذ «الحكم» في الساحة العامة في مدينة سلوك. وتُعدّ عائلة العقال من مؤسّسي التنظيم في منطقة تل أبيض وريفها، وتمتلك نفوذاً كبيراً شمال الرقة، وهناك مجموعة من أبنائها في صفوف «داعش» ولديهم مسؤوليات مهمة.
مرح ماشي- سائر اسليم
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد