ساركوزي ينضم إلى جوقة 14 آذار
اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا «لا تريد تحطيم» النظام السوري، لكن هناك أمورا مقلقة تحدث في لبنان مثل الاغتيالات، و «أنا لا أريد اتهام أحد»، لكن هذه الممارسات المقلقة ينبغي ان تتوقف. وقال ساركوزي الذي كان يتحدث خلال لقاء مع الوفد الصحافي المرافق له في ختام زيارة الدولة التي قام بها الى المغرب، «انه لا بد من ان تعرف المسؤوليات عن هذه الممارسات. وهذا ليس له علاقة بنظام البعث، فهناك متهمون بالقتل ينبغي محاكمتهم أمام المحكمة الدولية».
ورأى «انه من الأفضل لسورية ألا تعزل نفسها عن الأسرة الدولية، فهي بلد كبير لديه ثقافة عريقة ولا أحد يريد تحطيم نظامها، فما نريده هو ان تتم محاكمة الذين اغتالوا» رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري وسياسيين آخرين، وان تتوقف الاغتيالات ويتم احترام استقلال لبنان.
ورداً على سؤال عما إذا كان لديه أمل بأن تتكلل مهمة وزير خارجيته برنار كوشنير في لبنان بالنجاح، قال ساركوزي ان كوشنير يحظى بدعم كامل من قبله، وان «المهمة بالغة الصعوبة، ولبنان نوع من المعجزة من حيث التنوع والشرق الأوسط في حاجة الى التنوع». واضاف ان المسألة «أبعد من الصداقة التاريخية بين فرنسا ولبنان. فأنا لا أرى ذلك في هذا الإطار فقط، بل اعتبر لبنان معجزة في محيط من الرفض للتنوع... وان لبنان مهم لذلك، وإذا زال سيزول معه التنوع وهذا مقلق للغاية». وأشار الى ان دولا تبذل جهوداً ضخمة للعمل وإبقاء الاتصال بين اللبنانيين «فقد استقبلت الحريري ( زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري) وكوشنير سيزور لبنان مجدداً، فهل سيؤدي ذلك الى نجاح؟ لا أحد يعرف».
وعما إذا كانت سورية ستعرقل الانتخابات الرئاسية اللبنانية، قال ساركوزي ان الآراء تختلف حول هذا الموضوع وان على سورية ان تترك لبنان مستقل، ولذلك ينبغي ان تدرك ان للبنان الحق بانتخابات حرة و «كل القنوات التي تساهم في افهام سورية بذلك مرحب بها سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة».
وبالنسبة الى استقال المسؤول عن الملف النووي الايراني علي لاريجاني قال ساركوزي: «ليس هناك وقت وينبغي الاسراع في التحرك لتتجنب ايران الكارثة، ونريد تحريك الأمور لكنها معقدة وصعبة»، مؤكداً انه على اتصال دائم بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والعاهل الأردني والسلطات المصرية.
وكشف ان رئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود اولمرت دعا كوشنير للمشاركة في مؤتمر انابوليس حول الشرق الأوسط، مشيراً الى ان هذا المؤتمر ليس عملية تفاوض «لكننا نتجه الى شيء من التفاؤل لأن كل المواضيع على الطاولة». وذكر ان اولمرت الذي استقبله الاثنين الماضي في باريس وجه اليه دعوة لزيارة اسرائيل وإلقاء خطاب أمام الكنيست، مؤكداً ان صداقته مع الولايات المتحدة ومع اسرائيل لا تمنعه من ان يكون صديقاً للعرب.
وعن الطاقة النووية التي سيحصل عليها المغرب، أكد ان من حق الدول العربية ودول الجنوب ان تحصل على طاقة نووية مدنية، وانه ليس لدى المغرب نفط وغاز، وهو بالتالي في حاجة الى مثل هذه الطاقة، وان هناك مشاريع محتملة لانشاء معمل لتوليد الطاقة الكهربائية النووية. ورأى ان حرمان دول الجنوب من الطاقة النووية المدنية يعطي حجة لدولة مثل ايران للقول انها تريد تطوير قدرة نووية عسكرية.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان اتحاد المتوسط يؤدي عملياً الى دفن نهج برشلونة، أجاب ساركوزي ان ليس عليه ان يبذل مثل هذا الجهد من جل نهج شبه ميت.
رندة تقي الدين
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد