روسيا تجري تجربة صاروخية وتخطط لإصلاحات عسكرية
أجرى الجيش الروسي تجربة لإطلاق صاروخ عابر للقارات يعود للفترة السوفياتية وذلك في إطار المراجعات اللازمة لإطالة عمر خدمة الصاروخ حتى عام 2010. من جهة أخرى شاعت تسريبات عن إصلاحات مقترحة ستجريها المؤسسة العسكرية في ضوء حرب أغسطس/آب الماضي بين روسيا وجورجيا.
وقالت القوات الصاروخية الإستراتيجية الروسية في بيان إن روسيا أجرت تجربة لإطلاق صاروخ ستايلت. وأفاد البيان أنه جرى إطلاق الصاروخ الذي ينتمي إلى طراز بدأ العمل به عام 1979 ويسميه الغرب "أس أس 19" من مركز بايكونور الفضائي الذي استأجرته روسيا في كزاخستان إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
ولم يحدد البيان مكان سقوط الصاروخ، وأوضح أنه "أكدت نتائج إطلاق الصاروخ قرارا لإطالة فترة استخدام أحد أكثر الصواريخ المعتمد عليها بما يصل إلى 31 عاما".
وكانت روسيا قد أجرت في أوائل هذا الشهر تجربة لإطلاق صاروخ "توبول" الموجود في ترسانتها منذ 21 عاما. وأضاف البيان أن "تمديد فترة استخدام صواريخ ستايلت يسمح بتوفير قدر كبير من المال لاحتياجات أخرى مهمة للدولة". وأكد البيان أن "الإنفاق السنوي على الأبحاث والبناء يماثل بناء صاروخ جديد".
وأصبح إجراء تجارب إطلاق صواريخ جديدة أمرا روتينيا في الأعوام القليلة الماضية، ويقول الكرملين إن الأزمة المالية الروسية لن تثبط همة روسيا عن إنفاق كل ما هو مطلوب لذلك من مال.
لكن الجيش الروسي يقول إن الأنواع الحالية من الصواريخ قوية بقدر يكفي لأن تكون رادعا نوويا معتمدا عليه ويمكن استخدامها أيضا بعد أن تؤكد الاختبارات جودة حالتها التقنية.
على صعيد متصل عقد اجتماع مغلق يتعلق بإصلاح الجيش الأسبوع الماضي وأعقبه تسريب حذر لبعض التفاصيل من قبل وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن سيرديوكوف قوله "إن جيشنا يشبه اليوم البيضة المتضخمة من الوسط، فعدد من يحملون رتب الكولونيل وليفتنانت كولونيل لدينا أكثر من عدد من يحملون الرتب الصغيرة".
واقترح الوزير الروسي تخفيض عدد قادة الجيش الذين يمثلون الآن نسبة 30% من الجيش، إلى النصف وزيادة عدد الرتب الأصغر وضباط الصف الذين يقومون في العادة بقيادة الهجمات، وذكر أنه يرغب في تنفيذ هذه التغييرات بحلول عام 2012.
وستحول إصلاحات سيرديوكوف اهتمامات الجيش بعيدا عن أن تكون نهاية اللعبة حروبا شاملة إلى تهديدات جديدة مثل الهجمات "الإرهابية" والتمرد.
وإحدى الخطوات تتمثل في التخلص من الوحدات العسكرية المعوقة أو قيادات الفيالق وذلك لصالح وحدات الجيش التي تتميز بالقدرة على الدخول في الحروب السريعة ويتم نشرها بسرعة.
ويعتقد أن أكبر عقبة أمام نهضة الجيش الروسي ستكون هي الأزمة المالية العالمية الحالية التي أدت إلى تدهور أسعار النفط والتي كانت تدعم خزينة روسيا.
ولم تتغير منظومة الجيش الروسي منذ عام 1945. وكانت هناك خطط للإصلاح حتى قبل حرب جورجيا إلا أن مشهد الدبابات السوفياتية الصنع في أغسطس/آب وهي تتوقف أثناء توجهها إلى أوسيتيا الجنوبية والحالات التي اضطر فيها ضباط الجيش لاستخدام هواتف الصحفيين التي تعمل عبر الأقمار الصناعية لإجراء اتصالات مع القيادة، عكر صفو الانتصار الروسي.
يذكر أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أعلن في أيلول/سبتمبر الماضي زيادة حجم الإنفاق العسكري بنسبة 25 % خلال عام 2009 ليصل إلى 50 مليار دولار إضافة إلى أربعة مليارات دولار سنويا حتى عام 2012. إلا أن تلك الاعتمادات ربما يتم تخصيصها الآن لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد