رئيس اتحاد الكتاب يكمل مسيرة رئيسه القديم في العداء لسعد الله ونوس
اتهم رئيس «اتحاد الكتاب العرب» في سورية الدكتور حسين جمعة الكاتب المسرحي الراحل سعدالله ونوس بأنه «سارق» لأعمال المسرحي الرائد في القرن التاسع عشر ابو خليل القباني، فيما امتنع محامي»اتحاد الكتاب» يوسف ابو حمود عن اعتبار ونوس كاتباً مسرحياً واعتبر الأمر مجرد افتراض قانوني وليس حقيقة ثقافية.
وكان جمعة قال في محاضرة أمام طلاب السنة الرابعة في التعليم المفتوح بتخصص اللغة العربية: «الناحية التي تؤخذ عليه (ونوس) انه كان سارقاً لأعمال القباني، لكنه اخذ المنهج وطور فيه ولم يأخذه كما هو».
وأوضح جمعة أمس انه لم يكن يقصد ان يصدر «حكماً نهائياً» على ونوس، بل «انني قلت انه يشاع عنه انه اخذ جملاً من أعماله (القباني)، خصوصاً القفشات المسرحية واستحضار التراث». واقترح جمعة العودة الى كتاب «الظواهر المسرحية عند العرب» للدكتور علي عقلة عرسان، رئيس الاتحاد السابق، للتأكيد بأن المسرحي ونوس «اخذ جملة من مسرحيات (القباني) وصاغها صياغة جديدة». وزاد جمعة: «في مسرحية «حفلة سمر من اجل 5 حزيران»، كان هناك استدعاء للتراث على طريقة القباني»، علماً ان النص الوحيد لونوس الذي تضمن إشارة الى الرائد المسرحي، هو مسرحية «سهرة مع ابي خليل القباني» التي ضمنها حرفياً نص القباني «غانم بن ايوب وقوت القلوب».
وانتخب جمعة (58 سنة) رئيساً لـ «الاتحاد» في 4 ايلول (سبتمبر) 2005 خلفاً للدكتور عرسان الذي بقي في منصبه نحو ثلاثة عقود. ولجمعة مؤلفات عدة بينها «الحيوان في الشعر الجاهلي» الصادر العام 1989 و «مشهد الحيوان في القصيدة الجاهلية» للعام 1990 و «ابن المقفع بين حضارتين» الصادر عن المستشارية الثقافية الإيرانية في العام 2003 ، إضافة الى دراسات بينها «البيئة الطبيعية في الشعر الجاهلي» و «انتفاضة الأقصى» و «العولمة والثورة الإسلامية» المنشورة في مجلة تصدرها المستشارية الإيرانية.
وكان ونوس الذي توفي في 1997، القى كلمة المسرح في «يوم المسرح العالمي» في 27 آذار (مارس) 1996، باعتباره رائداً مسرحياً عربياً. وله مسرحيات عدة بينها «حفلة سمر من اجل 5 حزيران» و «الفيل يا ملك الزمان» في العام 1969 و «الملك هو الملك» في العام 1977 و «الاغتصاب» في 1990. ولم يتوقف خلال مصارعته السرطان، عن الكتابة، فألف «منمنمات تاريخية» و «طقوس الإشارات والتحولات» 1994 و «احلام شقية» و «يوم من زماننا» في العام 1995، اضافة الى «ملحمة السراب» و «رحلة في مجاهل موت عابر». وترجم عدد من مسرحياته الى لغات عدة، وعرض عدد منها في دمشق والقاهرة وبيروت وعواصم عربية أخرى، كما يدرّس عدد من هذه المسرحيات في معاهد المسرح في دول عربية.
ويذكر ان ونوس، عضو «الاتحاد» منذ 1969، انتقد بشدة في منتصف التسعينات قرار طرد الشاعر ادونيس من عضوية «الاتحاد» على خلفية اتهامه بـ «التطبيع» فتسبب ذلك في مشكلات بينه وبين قيادة «الاتحاد». وبعد وفاة ونوس سددت زوجته الفنانة فائزة شاويش رسوم العضوية المتأخرة للحصول على راتب تقاعدي وتعويض وفاة، لكن «اتحاد الكتاب» تراجع عن قرار إجماعي بوجوب القيام بذلك في نهاية التسعينات.
ولدى لجوء شاويش الى القضاء، صدر حكم بضرورة صرف راتب التقاعد بعد استماع هيئة المحكمة الى شهادة خبيرة مالية في «اتحاد الكتاب»، لكن «الاتحاد» استأنف الحكم. ويقول محامي «الاتحاد» ابو حمود في مذكرة رفعها الى الغرفة السابعة في محكمة الاستئناف المدنية: «لو افترضنا جدلاً صحة اعتبار المرحوم ونوس كاتباً، ولو افترضنا ان انسحابه من عضوية الاتحاد الصريح والمعلن من قبله وعلى لسانه في كل الأوقات، غير صحيح، فإن شروط التقاعد غير متوافرة فيه». وقال جمعة امس ان ونوس «لم يكن عضواً في الاتحاد بحسب الوثائق الموجودة أمامي». وزاد: «لو كان هناك عشرة أشخاص يعترفون به ككاتب، فهذا يكفي بالنسبة اليّ. الحكم الآن للقانون، ونحن هنا لمساعدة أعضاء الاتحاد ولسنا سيوفا مسلطة على رقاب الناس».
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد