دمشق تقيم حوارها مع واشنطن: ما زال يخضع لتركة بوش

18-01-2010

دمشق تقيم حوارها مع واشنطن: ما زال يخضع لتركة بوش

بحلول شباط المقبل، تكون مهمة المبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل بلغت عامها الأول، كما تكون العلاقات الأميركية ـ السورية بزخمها الحذر قد قاربت هذا العمر أيضا، إلا أن القليل يذكر في دمشق عما أصاب هذه العلاقات أو تلك العملية من تطور.
ومع قرب اكتمال دورة العام الكامل، يصل كل من ميتشل ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز إلى سوريا في إطار بحث ملفي عملية السلام المتجمدة والعلاقات الثنائية الحذرة.
وتقول مصادر من المستويين المحلي والغربي أن ميتشل يصل هذا الأسبوع لمناقشة «تطورات» العملية السلمية في المنطقة، فيما من المتوقع أن يصل بيرنز إلى دمشق الشهر المقبل لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
إلا أن اهتمام دمشق الواقعي يبقى منصبا على ملفات أخرى، إذ سبق للموضوعين أن أخذا جل الاهتمام في دمشق في بدايات العام الماضي وحتى منتصفه، لكن لتتهاوى الآمال بتحرك أميركي جدي وفعال في عملية السلام، كما أيضا بتقدم فعلي وملموس في العلاقات الثنائية.
وترى مصادر واسعة الاطلاع في دمشق أنه على المستوى الأول، تراجعت الإدارة الأميركية عن حزمها في موضوع اشتراط وقف الاستيطان الإسرائيلي مع بدء عملية التفاوض، الأمر الذي يسمح لتل أبيب باستهلاك الوقت وسرقة الأراضي تحت أعين المجتمع الدولي، فيما الحديث مستمر عن عملية سلام تحظى باهتمام الإدارة ولكن لا تخضع لنفوذها.
من الناحية الأخرى، تلفت المصادر إلى أن علاقة دمشق بواشنطن تحسنت بالفعل، ولكنها ظلت أسيرة تركات إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، خصوصا في ظل العقوبات التي تثقل كاهل قطاعي النقل والتقانة في سوريا، فتعيق تقدمهما كما تؤثر على سلامة مواطني البلد.
لذا لا يشعر السائل أن ثمة آمالا معقودة على الزيارتين، خصوصا أنهما تأتيان تتويجا لجهود عام من النقاش والعمل على المستويين السابقين، فيتركز اهتمام القيادة السورية راهنا على تنسيق عربي ـ عربي يمهد الأجواء لإنجاح القمة العربية في العاصمة الليبية طرابلس، خصوصا أن قمة الدوحة وان انتهت إلى مصالحة عربية عامة، إلا أنها أبقت توترا في أجواء العلاقات العربية ـ العربية.
كما يبرز الملف اليمني وسط مخاوف من أن يتحول اليمن إلى ساحة صراع متعددة الأوجه، فيصبح بؤرة اضطراب جديدة في المنطقة. كما أن الاهتمام السوري يبرز أيضا في ملف المصالحة الفلسطينية الذي تجده دمشق شرطا أساسيا لتحقيق تقدم في حصول الفلسطينيين على حقوقهم.
ولا تطمع دمشق بدور. وتوضح مصادر مشابهة «لا نريد اسمنا أن يرد في الجهود إن كان ذلك يساهم في تحقيق المصالحة» التي تقع في حد ذاتها في خانة الأولوية. ولذا ترغب سوريا أن تحقق زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق شيئا على هذا الصعيد، إن كان لها أن تجري.
وتبقى المصالحة مع القاهرة مرهونة بموقفها من الحصار على غزة، خصوصا مع تنامي الجهود الدولية لفكه، في الوقت الذي تضيق مصر الخناق على القطاع بجدارها الممتد في البر والبحر.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...