دلالات «الباتريوت» في تركيا
تواصل الفرق الفنية التابعة لتركيا وحلف شمال الأطلسي معاينتها الحدود التركية مع سوريا، لتحديد الأمكنة التي ستنصب فيها صواريخ «الباتريوت» التي تقدمت حكومة رجب طيب اردوغان بطلب من الحلف لنشرها في مواجهة سوريا.
وسوف ينتظر الحلف تقرير هذه الهيئة قبل أن يبادر إلى الاجتماع للموافقة على الطلب. وستقرر الهيئة في تقريرها عدد البطاريات التي ستنصب، والتي ستأتي أساساً من الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا، والمدة التي ستبقى فيها في تركيا والهدف من وراء نصبها.
وتذكر صحيفة «ميللييت» ان الهدف قد تحدد، وهو مواجهة أي هجوم صاروخي من سوريا تحديداً، بينما الانتقادات التي توجهها إيران وروسيا لها دلالة سياسية تتعلق بالوضع في سوريا. ولذلك يتوقع ألا يتطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى هذا الموضوع أثناء زيارته تركيا في الأيام القليلة المقبلة حتى لا تفسد الزيارة.
وتؤكد الصحيفة أن المعلومات الواردة من بروكسل أن «الباتريوت» لن يكون من مهماتها إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، مع التذكير بأن إدارة الصواريخ والكبس على الزر سيكونان من مهمات حلف شمال الأطلسي على ما قال قبل أيام الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن.
وكتب سامي كوهين في الصحيفة ذاتها أن لنصب صواريخ «الباتريوت» دلالات سياسية تضاف إلى وظيفتها العسكرية، ومنها أن طلب الحكومة التركية هذه الصواريخ من الحلف يظهر حاجة تركيا لهذا الحلف الغربي. وكذلك يظهر الطلب انه برغم الانتقادات الحادة التي توجهها أنقرة إلى الدول الغربية، إلا أن خيارات تركيا في السياسة الخارجية وأولوياتها لم تتغير، وهي الخيار الغربي.
ويظهر الطلب وقبول الحلف له ان «الأطلسي» لن يترك تركيا وحيدة، وسيقف بقوة إلى جانبها وفي مواجهة التهديدات التي يتعرض لها احد أعضائه في الشرق الأوسط.
وبهذا الطلب توجّه أنقرة وحلف شمال الأطلسي تحذيراً إلى الرئيس السوري بشار الأسد بألا يرتكب أي «حماقة» تجاه تركيا. كذلك يفترض أن تحمل هذه الخطوة الرسائل الضرورية إلى روسيا وإيران من جراء دعمهما الأسد.
ويحمل الطلب دلالة أخرى، وهي أن تركيا لا تزال متخلفة في بعض مجالات التصنيع العسكري ويتوجب عليها أن تسرّع الخطى في عملية تحديث جيشها وقدراتها العسكرية.
من جهته، انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو نصب صواريخ «الباتريوت». وقال، في تصريح لصحيفة «ميللييت»، ان «تركيا قد دخلت في مستنقع الشرق الأوسط في عهد حزب العدالة والتنمية، وحوّلت علاقات السلام مع كل جيرانها إلى نقطة حافة الحروب. والآن نحن ندفع ثمن هذه السياسة. وسندفع أكلافا غالية في المستقبل».
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد