دبلوماسية واشنطن المزدوجة تجاه حلفائها العرب: عمان والقاهرة نموذجاً

08-12-2010

دبلوماسية واشنطن المزدوجة تجاه حلفائها العرب: عمان والقاهرة نموذجاً

الجمل: تحدثت بعض الدراسات الأمريكية والإسرائيلية عن المخاطر الداخلية المتزايدة التي بدأت تتعرض لها الأنظمة العربية الحليفة لأمريكا، وعلى وجه الخصوص النظام المصري والنظام الأردني المرتبطين باتفاقيات سلام مع إسرائيل، إضافة إلى حلفاء أمريكا اللبنانيين وحركة فتح الفلسطينية. وما هو مهم في هذه الدراسة يتمثل في محاولة الإجابة على الإشكاليات الحرجة المتعلقة بكيفية الحفاظ على استمرار واستقرار هذه الأنظمة، ونوع الدعم المطلوب اللازم لتحقيق ذلك.
* حلفاء محور واشنطن-تل أبيب: توصيف المعلومات الجاريةالرئيس المصري محمد حسني مبارك
تحدثت العديد من الأوراق البحثية التي تم نشرها بواسطة معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب ومعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي عن مدى أهمية العمل الأمريكي-الإسرائيلي المشترك لجهة دعم استمرارية وبقاء النظامين المصري والأردني إضافة إلى ضرورة دعم حلفاء أمريكا اللبنانيين والفلسطينيين. وفي هذا الخصوص فقد أشارت الورقة البحثية التي قام بإعدادها الخبير الإسرائيلي عوديد عيران وقام معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب بنشرها مساء أمس الثلاثاء إلى النقاط الآتية:
•    إن قراءة ما حدث في الانتخابات العامة الأردنية والمصرية على ضوء تسريبات ويكليكس يشير بوضوح إلى أن النظامين المصري والأردني قد أصبحا في أمس الحاجة للمزيد من الدعم الذي يعزز قدرة النظامين على البقاء والاستمرار.
•    لابد من إعداد عملية سياسية تتيح ولو بشكل مؤقت تخفيض الضغوط الداخلية التي يتعرض لها النظامين المصري والأردني إضافة إلى قوى المعتدلين العرب الأخرى.
أشارت الورقة البحثية إلى أن أمريكا هي نفسها لعبت دوراً في تصعيد هذه الضغوط وذلك عندما أطلقت مبادرة نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط وقامت بتفعيلها على أرض الواقع بما أدى إلى تزايد أنشطة العديد من منظمات المجتمع المدني التي اهتمت بتوجيه الانتقادات ضد الأنظمة وتعبئة الرأي العام المحلي ضدها.
* تحليل الضغوط الداخلية المصرية-الأردنية
تشير المعطيات المبدئية الجارية والإحصاءات والبيانات الدقيقة إلى أن الأوضاع الداخلية المصرية والأردنية تتعرض حالياً أرقامها القياسية إلى حالة من التراجع المضطر وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالآتي:
-    تزايد معدلات التضخم.
-    انخفاض معدلات النمو الاقتصادي.
-    تزايد معدلات النمو السكاني.
-    تزايد عجز الميزانية بسبب تزايد النفقات وانخفاض الإيرادات.الملك الأردني عبد الثاني الثاني
-    تزايد معدل نمو الواردات مقارنة بانخفاض معدل نمو الصادرات.
وتأسيساً على ذلك، فقد بدأت السلطات في مصر والأردن السعي المحموم لجهة رفع معدلات الضرائب المباشرة وغير المباشرة، إضافة إلى الاعتماد المتزايد على المعونات والمساعدات الخارجية بما أدى إلى رفع مستويات اندماج أجندة وبنود السياسة الخارجية ضمن بنود جدول أعمال السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية الداعمة لحماية وأمن واستقرار وسلامة إسرائيل.
لم تعد السلطات المصرية والأردنية تتمتع بالسند الشعبي ودعم الرأي العام الداخلي، وفي هذا الخصوص اتضحت الصورة أكثر فأكثر من خلال الوقائع والأحداث التي رافقت عقد جولة الانتخابات العامة المصرية والأردنية الأخيرة، وفي هذا الخصوص تشير التطورات الجارية إلى الآتي:
•    في عمان تقوم المحكمة الملكية الأردنية حالياً بإلقاء نظرة فاحصة لجهة ضبط التوازنات داخل البرلمان الجديد بما يتيح للأردنيين الهاشميين وزناً نسبياً يضمن مساندة ثلثي عدد النواب في مواجهة الأردنيين الفلسطينيين والذين يفترض النظام الملكي الأردني بضرورة عدم تجاوز وزنهم النسبي ثلث المقاعد.
•    في القاهرة تقوم الأجهزة المصرية المعنية بالشأن الانتخابي بإعادة ضبط نتائج الانتخابات البرلمانية العامة الأخيرة بما يضمن للنظام المصري أغلبية مطلقة تعزز قدرته على تجاوز معضلة الانتخابات الرئاسية القادمة، إضافةً إلى الحصول على الإجماع الكامل لجهة القيام بقمع القوى السياسية المعارضة وعلى وجه الخصوص حركة الأخوان المسلمين وحركة كفاية.
تقول فرضية محور واشنطن-تل أبيب بأن العملية السياسية الأمريكية-الإسرائيلية المطلوبة لجهة حماية أنظمة المعتدلين العرب من خطر الانهيار يجب أن تركز على المعطيات الآتية:
-    بناء تحالف واسع "غير معلن" بضم المانحين الدوليين الرئيسيين وعلى وجه الخصوص أمريكا-كندا-اليابان وكوريا الجنوبية إضافة إلى دول الاتحاد الأوربي والسعودية والخليج.
-    إعداد خطة عمل واقعية تهدف إلى مساعدة قوى المعتدلين العرب -وعلى وجه الخصوص مصر والأردن- لجهة التغلب على مشاكلها الداخلية.
اقترحت بعض الأوراق البحثية والدراسات ضرورة تجميع قوى المعتدلين العرب ضمن كيان مؤسسي إقليمي شرق أوسطي يأخذ صفة المنظمة الإقليمية المعنية بقضايا التعاون المشترك في مجالات: المياه، الطاقة، النقل، البيئة والتجارة، وذلك بما يتيح تحقيق المزايا الإيجابية التأثير على مخططات محور واشنطن-تل أبيب الشرق أوسطية، وسوف يكون من أبرز هذه المزايا الآتي:
•    توحيد كيان المعتدلين العرب سوف يفسح المجال أمام ظهور كيان مؤسسي إقليمي عربي يقف في مواجهة معسكر التطرف العربي الشرق أوسطي.
•    إضعاف العمل العربي المشترك طالما أن ظهور هذا الكيان الجديد سوف يتيح موارد اقتصادية وبشرية تكون خصماً على رصيد الجامعة العربية.
•    توحيد وجهة نظر كيان المعتدلين العرب باتجاه اعتماد المزيد من القضايا المشتركة مع إسرائيل.
هذا، ومن الواضح أن المرحلة القادمة سوف تشهد المزيد من قيام الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة الابتزاز والضغط على مصر والأردن والسعودية ودول الخليج لجهة القبول ببناء ملف كيان المعتدلين العرب المحتمل، ومن الممكن دخول بعض الأعضاء الجدد مثل تونس والمغرب، أما اليمن، فعلى الأغلب أن تكون هي اللاعب الجديد الذي سوف ينضم إلى معسكر المعتدلين العرب.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...